للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
قام رئيس الوزراء الإسرائيلي-اليهودي الأمريكي المتطرف "نفتالي بنيت" باعتلاء المنصة ليقول أنه من الطبيعي أن ترفع الاعلام الإسرائيلية في القدس باعتبارها عاصمته منذ القدم!
وغدا مجَرِّمًا العلم الفلسطيني وحامليه من الأبطال الصامدين في كل مكان، وإن كان هناك من سبقه بترداد هذه الأكذوبة المتعلقة بالعاصمة الموحدة أي "نتنياهو" البولندي القومية، فإنه فشل في تمريرها تاريخيًا وآثاريًا ونفسيًا وسياسياً.
وهاهو -أو هاهم- يحاولُ أن يكرسها بمجموعة متكاثفة من الأعلام الإسرائيلية اللامعة التي تصوربخطيها الأزرقين الامتداد الجغرافي المحلوم به من الكويت الى مصر وما بينهما وتفشل فشلا ذريعًا بتحقيق ما كان من فكر "جابوتنسكي" أو تلامذته بالحقيقة.
إن مسيرة الأعلام الصهيونية أصبحت يومًا مشهودًا لتكريس مفاهيم وتثبيت حقائق على الأرض ،معاكسة لما أراده مطلقوها، هي أولا: أن القدس ليست موحدة بتاتًا، بل هي تعج بالتناقضات اليهودية والصهيونية من جهة، وفيها أصحاب البلاد الأصليين أي العرب الفلسطينيين الذين مازالوا لم ولن يلبسوا ثوب الأسرلة، فهم الى ما يعانونه من قتل وهدم واعتقال يقاومون في المسجد الأقصى، وكل حواري القدس الشرقية، وبذا فهم يزرعون الرعب لأصحاب مسيرة الأعلام من المتطرفين والإرهابيين والعنصريين ومنظماتهم الساعية لهدم الأقصى وتهويد القدس، ورعاتهم عن بعد.
والحقيقة الثانية أن السّجال السياسي (واليميني الديني) كان من أحد أهم الأسباب التي كثفت العمل الاستعراضي المحمي بآلاف الجنود المدججين بالسلاح، ودعت رئيس الوزراء الصهيوني-الامريكي الحالي والسابق للتراكض نحو المصاديح (المكروفونات) ونحو حائط البُراق لتسجيل الانتصار الحزبي في صراع اليمين مع اليمين والعنصرية مع العنصرية والتطرف مع التطرف ما يُلزم العالم النظر بجدية لهذه القضية الشائكة من جهة، ولكنها واضحة العدالة والحق الفلسطيني من جهة أخرى.
اما ثالثًا فإن ما يحصل في طبيعة أو مضمون الاعتداءات الاحتلالية على كل فلسطين، في شقي البرتقالة وقلبها في القدس، وما صاحبها بالمسيرة الاستعراضية للأعلام المرتعِبة الأخيرة في القدس والضفة تحديدًا من تفوهات واستفزازات عنصرية بالرصاصة والهراوة واللسان تشكّل حافزًا للعالم أن يفيق من غفلته، ويتنبّه لما يرى ويسمع، ولما دوّن في وثائق عالمية مثل وثيقة العفو الدولية و"هيومان رايتس واتش" الأمريكية و"بتسيلم" الإسرائيلية وغيرها التي أشارت لاستشراس الكيان الصهيوني في فوقيته وتطرفه وعنصريته بما لا يقل عما كان في جنوب إفريقيا، وفي عصر ما عاد للعنصرية مهما تلطخت بألوان زاهية وادعاء "الديمقراطية" "اليهودية" أن تفلت من النظر الصحيح والعدالة والنقد والعقاب.
إن الحدث وكما أراد "بنيت" اثبات السيطرة على مدينة القدس العربية منذ الأزل والى الأبد، ولكنه أثبت العكس تمامًا، فالمبالغة في النفخ لا تجعل الطعام يستوي، بل قد يلوّث وجه النافخ ذاته.
إن مسيرة الأعلام قد أضاءت بقوة على القضية الفلسطينية، وأثبتت رعب السجان وحامل البندقية اللصّة، والهراوة الملوثة بالدم، وصاحب الهتافات العنصرية الذي يتكلم بغير الواقع. وأثبتت أن العربي الفلسطيني مقاوم راسخ في أرضه كأرضه، وعلمه شامخ لا يُنكّس حتى يُرفع في كل مدينة وقرية في فلسطين.