للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
من المتوقع أن تتم زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الى المنطقة العربية في منتصف شهر تموز القادم حسب ما صرح به البيت الأبيض.
ومن المنتظر أن تشمل الزيارة التي تمتد لعدة أيام تل أبيب وبيت لحم والعاصمة السعودية الرياض، والتي ستحتضن قمة عربية أمريكية بمشاركة دول الخليج العربي والأردن والعراق ومصر. ولا يخفي الكثير من المحللين السياسيين تشاؤمهم في توقع النتائج السياسية التي ستنتج عن زيارة بايدن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهنالك عدة أسباب وراء هذا التشاؤم أهمها عدم قدرة إدارة بايدن على الإيفاء بوعودها للسلطة الوطنية الفلسطينية في حملتها الانتخابية. وأهم هذه الوعود؛ إعادة فتح القنصلية الامريكية في القدس الشرقية، وإعادة فتح ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والضغط على إسرائيل للمضي قدما في عملية السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وهي القضايا الأساسية التي نقلها السيد الرئيس محمود عباس بصرامة الى مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى "باربرا ليف" أثناء زيارتها لمقر الحكم في رام الله في 11 يونيو الجاري. وهدد السيد الرئيس بأنه إذا لم تتم تلبية هذه الوعود فان السلطة الوطنية الفلسطينية ستضطر الى خفض مستوى العلاقات مع الجانب الإسرائيلي.
في الواقع، فإن أحد أسباب تأجيل زيارة الرئيس بايدن الى المنطقة والتي كان مقررا حدوثها في أواخر الشهر الجاري، كان بسبب تصلب الموقف الفلسطيني الذي رفض أن تكون هذه الزيارة بروتوكولية، وأصر على أهمية تغيير المواقف الأمريكية. من هنا، فإنني أعتقد أن هذه الزيارة ستحمل الكثير من المفاجئات على خلاف الرأي المتشائم. حيث أن إصرار القيادة الفلسطينية على مواقفها واضطرار الجانب الأمريكي لإرسال وفد أمريكي برئاسة باربرا ليف للتفاوض بشأن النتائج المحتملة للزيارة، ومن ثم الإعلان عن موعد زيارة آخر، تؤشر كلها على أن بايدن سيحمل في جعبته أشياء جديدة، ربما لا تكون كثيرة وكافية ولكنها حتماً ستكون مفيدة لنا كفلسطينيين.
في هذه الزيارة، يمكن للقيادة الفلسطينية الضغط على بايدن للحصول على مكتسبات سياسية مهمة، وخاصة أن مناخات كثيرة دولية واقليمية وأمريكية تتغير، ويمكن استغلالها إيجاباً لصالح القضية الفلسطينية. فالحرب الاوكرانية والحرب اليمنية والملف النووي الإيراني وانتقال السلطة في ليبيا، كلها ملفات ساخنة يمكن للفلسطينيين التأثير بها. كما أن هشاشة الحكومة الإسرائيلية الحالية وعنصريتها يسهل على الفلسطينيين اقناع الإدارة الامريكية بأن إسرائيل ليست شريكا حقيقياً للسلام. من جانب آخر، تشهد الساحة الامريكية في هذه الأثناء تحولات دراماتيكية لصالح الحق الفلسطيني لاسيما في موضوعة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والقضاء على نظام الفصل العنصري. في هذا الإطار، نجد العديد من الفعاليات النقابية والأكاديمية والتعليمية في الولايات المتحدة توحدت على إدانة إسرائيل كدولة أبرتهايد. بل إن الحزب الديمقراطي في "أيوا" - حزب بايدن نفسه- اتخذ قراراً تاريخياً قبل يومين يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفقا لقرار 242، ويدين ويرفض بشدة نظام الفصل العنصري الذي تفرضه قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في الأراضي المحتلة. وبالضرورة، لن يتفاجأ بايدن أثناء زيارته لبيت لحم إذا ما قامت القيادة الفلسطينية بإهدائه وثيقة الحزب الديمقراطي في "أيوا" ملفوفة بالعلم الفلسطيني، ومكتوب عليها " إهداء من الشعب الفلسطيني الى الشعب الأمريكي.. لا تترددوا في تطبيقها! ".
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com