بقلم :سهاد كبها -مديرة مؤسسة تنوير-بدعوة من التحالف الأوروبي لمناصرة اسرى فلسطين شاركت بالمؤتمر الدولي السابع لمناصرة أسرى فلسطين  الذي عقد في مدينة مالمو السويدية في ال18و19 من شهر يونيو الجاري  تحت عنوان  التضامن الدولي من أجل الحرية للأسيرات والأسرى الفلسطينيين. تم عقد المؤتمر بهدف تصعيد حملة التضامن مع الاسرى ,في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الاسرى والمعتقلين والإهمال الطبي واحتجاز جثامين الاسرى.

 

 

وقد شارك في هذا المؤتمر العديد من المؤسسات الدولية ونخبة من البرلمانيين والأحزاب  وحشد واسع من قادة الجاليات الفلسطينية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة كما وحركات التضامن اللذين جاءوا لدعم قضية الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال  .

 

وفي كلمتي التي ألقيتها في المؤتمر اخترت ان أتحدث عن دور الاعلام في التضامن مع الاسرى وهذا بعض ما جاء فيها:

 في قضية الاسرى الفكرة ان العدد كبير جدا، متواصل ومتزايد، يسجنون فترة طويلة  وهذا تدمير تام للمجتمع الفلسطيني. تدمير كبير ان المجتمع الفلسطيني يحرم من ان يتطور.

أسر حوالي 5000 مناضل كل عام , يمكننا القول ان خلال خمسون عاما  دخل  السجون حوالي 400 الف فلسطيني .وبحسب الإحصاءات الفلسطينية ان أكثر من مليون فلسطيني خاضوا تجربة الاعتقال .

الدولة الوحيدة في العالم التي تحتجز 5000 أسير بالسنة، لا أحد يتحدث

لا احد يتحدث كيف ان سجن الفلسطينيين يدمر المجتمع الفلسطيني من الداخل ويساعد على استمرار الاحتلال  وتبقي المجتمع الفلسطيني مشلول .

 نصف الفلسطينيين من تحت جيل معين كانوا قد دخلوا السجون خلال فترة الاحتلال ومن المؤكد انه يقبع في السجون اليوم حوالي 5000 فلسطيني ولمدة طويلة وبدون أي ضغط دولي إقليمي او عربي على تحريرهم

هؤلاء ال 5000 اسير يشكلون مجتمع فلسطيني مشلول على مدى كل فترة الاحتلال

لا يوجد بكل العالم هذه الممارسات على هذا الشكل. لا يوجد أسرى على هذا الشكل وبهذا العدد. 

على الرأي العام العالمي ينتبه لهذا الامر ويبدي تعاطفا أكبر مع الشعب الفلسطيني   . 

الاعلام العالمي والدولي لا يتحدث ولا يهتم, الإعلام العربي لا يهتم ولا يفهم أهمية هذا الموضوع، والاعلام الإسرائيلي ينظر إليهم أنهم إرهابيين ويعطي شرعية سجنهم.

الاعلام يجب ان يلقي الضوء على هذه القضية المهمة.

 الاعلام العربي والدولي والفلسطيني عليه ان يلقي الضوء ويضغط على إسرائيل في هذا الإطار.

أما عن مخرجات المؤتمر فكانت أهمها:

كشف وفضح وإدانة الممارسات الإسرائيلية بحق الاسرى والمعتقلين وخاصة النساء والأطفال والمعتقلين الإداريين والعمل على تكثيف عمل التحالف على الصعيد الدولي لوقف معاناة الأسرى واطلاق سراحهم

تدويل قضية الاسرى والإسراع في احالة الجرائم المرتكبة بحقهم الى المحكمة الجنائية الدولية  والى القضاء الجنائي الدولي وتفعيل لجان التحالف الإعلامية والقانونية

 في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد  التي تمارسها سلطات الاحتلال وإدارة السجون بحق الأسرى المرضى ,قرر المؤتمر  ان تقوم اللجنة الطبية للتحالف بالتنسيق مع مؤسسات الوطن بالتوجه الى النقابات والمؤسسات الأوروبية والعمل على تشكيل وفود طبية للاطلاع على أوضاعهم الصحية .فضح سياسة الاحتلال باعتقال الأطفال الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم  التي كفلتها لهم كافة المواثيق الدولية الخاصة بخصوص  لا سيما الطفل الأسير احمد مناصره

مواصلة الحملة الدولية التي أطلقتها اللجنة القانونية التحالف منذ بداية العام

كما وادان المؤتمر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الاسرى الصحفيين وكافة الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين لا سيما جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة والمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومعاقبة المسؤولين عن اغتيالها

 إطلاق حملة دولية لإدانة سياسة الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز جثامين الشهداء والأسرى باعتبارها جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي والعمل على الإفراج عن الجثامين

.ادانة ورفض  قرار حكومة الاحتلال خصم مخصصات الاسرى من أموال المقاطعة ودعم تشكيل لجان  مختصة دولية وعربية دائمة لتوفير الدعم للأسرى ماديا ومعنويا

.يتوجه المؤتمر للجنة الإعلامية بالعمل على توثيق جرائم الاحتلال بحق الاسرى وايصال هذه الوثائق الى الحكومات والى المسؤولين في أوروبا

كما تم تكريم الأسير الحر حمزة يونس والمحامي المقدسي علي أبو هلال (ممثل التحالف في فلسطين) وعدد من النشطاء. 

  مؤتمرا ناجحا لاقى صدى اعلامي أوروبي كبير , املنا ان تعقد مثل هذه المؤتمرات في البلاد العربية أيضا  وفي كل مكان من أجل فهم حال أسرانا وحال فلسطين

 وعلى المستوى الشخصي لقاءات  مؤثرة على هامش المؤتمر, لقاءات مع العديد  من  القوى  الفاعلة  الذين  شاركوا في المؤتمر. كانت  لقاءات بمثابة شيء من لم الشمل مع أهالينا المهجرين واللاجئين   المنتشرين في كل العالم

سمعت قصص لاجئين فلسطينيين معاناتهم .لمست مدى اشتياقهم وانتظارهم للعودة .

تجعلك تشعر ان فلسطين  عايشه فيهم  والاستنتاج انو حلم العودة لم يمت  والقضية حية فيهم وأبنائهم .