للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
حاييم وايزمان (1874-1952م) وهو روسي القومية والجنسية ويهودي الديانة، هاجرمن روسيا عام 1904 الى انجلترا، وهو يعتبر أحد أشهر الشخصيات الصهيونية بعد هرتزل، فبعد أن نسج هرتزل (هرتسل) ومن سبقه الخطوط العامة للحركة الصهيونية ووضع استراتيجيتها من أجل إنشاء الدولة الصهيونية، واصل حاييم وايزمان تلك المسيرة.
رغم جهود وايزمان وغيره فضلت الغالبية العظمى من يهود العالم، مناوأة ورفض الصهيونية وفضلوا البقاء في أوطانهم وعدم الهجرة إلى فلسطين. وتحت ضغوط المذابح والقهر لهم في أوربا وروسيا كانت أقلية منهم هي التي تهاجر إلى فلسطين، في حين كانت الأكثرية الكاسحة تفضل الهجرة إلى أمريكا الشمالية. ففي الفترة (1880 ـ 1929) هاجر حوالي 4 ملايين يهودي من أوروبا الشرقية… اتجه حوالي 120 ألف منهم فقط إلى فلسطين، في حين اتجه أكثر من 3 ملايين إلى الولايات المتحدة وكندا.[1]
لعب وايزمان دورًا مهمًا في استصدار وعد بلفور، إذ وطّد علاقته بسياسيي بريطانيا، وأبرزهم آرثر بلفور وونستون تشرتشل[2]، حتى زاد نفوذه في دائرة اتخاذ القرار البريطاني، ومن ثَمَّ صدر الاعلان المشؤوم المسمى وعد بلفور.
يشار الى أنه اكتشف خلال الحرب الاوربية المسماة العالمية الاولى وسيلة أرخص لتكوين مادة الأسيتون الحارقة التي ساعدت الإنجليزفي الحرب، فاتخذ فيهم موقعًا متقدمًا.
كما عمل رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية من عام 1920 حتى 1946، والوكالة اليهودية،[3] وخلال تلك الفترة استطاع استغلال حالة المجتمع الدولي وركّز جهود الحركة الصهيونية على إنشاء الشركات المصرفية للاستثمار في فلسطين، وخصوصاً في مجال شراء الأراضي وتوطين اليهود. ثم أصبح أول رئيس ل"إسرائيل" عام 1949.
وايزمان و"اللاسامية" والنازية
يكتب سيف دعنا[4] قائلًا: إن بلفور صرّح لحاييم وايزمن وبلا خجل «مشاركته للألمان في العديد من المسلّمات اللّاسامية»، كما ورد في إحدى رسائل وايزمن (ص: 154)، وهو بلفور، أيضاً، كان المسؤول الأول كرئيس للوزراء عام 1905، عن إقرار حكومته لـ «قانون الأجانب» الذي مُنعت بموجبه هجرة اليهود من أوروبا الشرقية إلى بريطانيا. أما لويد جورج، وحتى مارك سايكس، اللذان لعبا دوراً مهماً جداً في صدور «الوعد» فكان رفضهما لاندماج اليهود (في أوروبا) كحل للمسألة اليهودية، وقبولهما بالأفكار العنصرية التقليدية عن اليهود غير سرّي على الإطلاق، كما يشير ستاين (لاسامية بلفور واضحة وفاقعة حتى في المقدمة التي كتبها لكتاب ناحوم سوكولو «تاريخ الصهيونية 1600 – 1918» ــ ص: xxix – xxxiv ).
ويضيف أن اللافت أن وايزمن (الصهيوني) أشار إلى توافقه التام مع قناعات بلفور اللّاسامية أعلاه، وكأنه يؤكّد، كما كتب ليونارد ستاين، «أن الصهيونية والمعاداة للسامية» هما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة. ربّما لهذا السبب بالذات اختار قادة الحركة الصهيونية توصيف تلك النخب الإمبراطورية التي ساندت مشروعهم في استعمار فلسطين بـ «الصهاينة» أو بـ«المتحولين للصهيونية»، وليس باللّاساميّين.
يذكر د.عبدالوهاب المسيري أن إسحق جرونباوم (رئيس لجنة الإنقاذ بالوكالة اليهودية) قد تجاوز الحدود تماماً، ففي حديث له أمام اللجنة التنفيذية الصهيونية في 18 فبراير 1943، صرح قائلاً إنه لو سُئل إن كان من الممكن التبرع ببعض أموال النداء اليهودي الموحد لإنقاذ اليهود فإن إجابته ستكون « كلاَّ ثم كلاَّ » بشكل قاطع. وأضاف: "يجب أن نقاوم هذا الاتجاه نحو وضع النشاط الصهيوني في المرتبة الثانية... إن بقرة واحدة في فلسطين أثمن من كل اليهود في بولندا". وكان وايزمان قد عبَّر عن نفـس الفكـرة النفعية عام 1937 حينما قال: "إن العجائز سيموتون، فهم تراب وسيتحملون مصيرهم، وينبغي عليهم أن يفـعلوا ذلك".[5]
لوايزمان كتاب التجربة والخطأ، وكتاب مذكراته المتداول هو ضمن كتابه الوحيد التجربة والخطأ، وفيه يشير أنه اتفق مع الرئيس الامريكي ترومان، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، على خطة التقسيم التي ستعمل الولايات المتحدة بثقلها على إقرارها في داخل أروقة الأمم المتحدة، واتفق معه على أن صحراء النقب ستكون تابعةً للكيان الصهيوني بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية وجود المياه الجوفية فيها، وعلى أن يكون ل"إسرائيل" منفذ على البحر الأحمر.
وصدر قرار التقسيم بالفعل في 29/11/1947 بموافقة 33 صوتًا ضد 13 صوتًا، وقبل اليهود القرار على الفور.
ويقول وايزمان عن طرد الفلسطينيين العرب من مدنهم وقراهم بعنصرية واحتقار ووحشية عام 1948: “إنها معجزة أدت الى تطهير "أرض"[6] إسرائيل”.[7]
حواشي هامة
[1] المسيري، الأيديولوجية الصهيونية، صفحة 10
[2] تكلم اللورد ونستون تشرشل عضو البرلمان البريطاني ـ والذي أصبح لاحقاً رئيساً للوزراء ـ مدافعاً عن وعد بلفور بقوله أن إنشاء دولة يهودية تحت حماية التاج البريطاني يعد مفيداً للغاية من جميع الجوانب، ومتوائماً مع مصالح الإمبراطورية البريطانية ـ التي من أهمها “تدمير مخططات الثوري الروسي ليون تروتسكي الرامية لإقامة دولة شيوعية عالمية يسيطر عليها اليهود.” (مارشال، فيل. الانتفاضة: الصهيونية والإمبريالية والمقاومة الفلسطينية. لندن: بوكماركس، 1989. صفحة 30.)
[3] الوكالة اليهودية: اسمها الكامل حالياً (الوكالة اليهودية لإسرائيل) وامّا اسمها زمن الانتداب (الاحتلال) البريطاني فكان (الوكالة اليهودية لأرض اسرائيل). هذه الوكالة هي عبارة عن هيئة عامة مشتركة بين المنظمة الصهيونية وتيارات خارجها. وهدف هذه الوكالة تقديم الدعم والمساعدة لليهود المهاجرين إلى فلسطين وترتيب أمور استيعابهم فيها. وظهر اسم الوكالة لأوّل مرة في صك الانتداب الاستعماري الذي أشار في مادته الرابعة إلى (ان وكالة يهودية مناسبة سوف يُعترف بها كهيئة استشارية لإدارة فلسطين والتعاون معها في المسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ما قد يؤثر في إقامة وطن قومي يهودي وحماية مصالح السكان اليهود في فلسطين). ومن هذا المنطلق عمل حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية طيلة سنوات العشرينيات من القرن الماضي على إقامة الوكالة بروح المشاركة أعلاه. وهكذا تشكلت هيئتان ولكن على أرض الواقع كان لهما رئيس واحد-مركز مدار
[4] سيف دعنا في مقاله: في ذكراه الرابعة بعد المئة... «وعد بلفور» رابطاً تاريخيّاً بين الصهيونية والإمبريالية في صحيفة الاخبار 2021م.
[5] د.عبدالوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد الثاني ص694
[6] لا يوجد شيء اسمه "أرض" "إسرائيل" بتاتًا، وقد ردّ على هذه الخرافة شلومو ساند التقدمي الإسرائيلي في كتابه اختراع "أرض" إسرائيل، وكان كتابة الآخر اختراع "الشعب" اليهودي.
[7] عن قراءة في مذكرات حاييم وايزمان، د. محمد عبدالرحمن عريف، والكتاب مذكرات حاييم وايزمان، ترجمة: الحسيني الحسيني معدي، الناشر: دار الخلود للنشر والتوزيع – القاهرة – 2015
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com