للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
تحمل حياتنا الكثير من الغموض، فليس باستطاعتنا معرفة ما يخبئة لنا القدر لأنه في علم الغيب. أما أحداث المستقبل القريب متوقعة وذلك بسبب الأحداث التي نراها ونسمعها بكل ساعة.
الظاهرة التي سوف اكتب عنها حساسة جدًا بقدر أهميتها لمن يهمه الامر، ويعلم بمخاطر هذه الظاهرة وعواقبها. اسرار خلف اسوار واسمها القضبان،وتعريفها المترجم مباني السجون، وواقعها المخفي هو الاعظم.
في بداية عمرنا وفي علم الحياة البسيطة كنا نسمع بان السجون فقط للكبار ولكن اليوم اختلفت معايير الحياة واصبحت تعم السجون الأجيال المبكرة ،وعندما أقصد المبكرة فأنا هنا ادقق من السن الرابعة عشر حتى الثامنة عشر.
نحن اليوم نواجه العنف عند البعض من أبناءنا في الوسط العربي في هذه الدولة وباستمرار العدد بالتضاعف بشكل ملحوظ .ولكن النقطة التي نبحث عنها بسؤال،لماذا يوجد في داخل السجون من هذه الفئة وبالاخص السن المحدد الذي اتكلم عنه؟
لقد قمت ببحث صغير وتوجهت الى احد السجون التي تتعامل مع هذه الأجيال بعد السماح لي بلقاء أحد الفتيان الذي يقارب عمره الخامسة عشر والحديث معه بسؤال لماذا انت داخل هذا المكان؟ فكان الجواب بداخل عمقه بكُتل من النار التي تشتعلُ بداخلهُ:
"لقد تعرضت في فترات من عمري الى التنمر وإهمال عائلتي جعلني أرافق اشخاص قاموا بتدريبي الى الحياة السلسلة والمريحة بطريقة "السلبطة والفتوى"وهكذا اوهموني بانني أصبحت شخصًا قويًا وسوف يهابني اغلب الناس. ولكن في نهاية المطاف اصبحت هذه القوة داخل السجون.
ومن قصة واقعية اخرى كان لي حوار مع شاب اخر لقد خرج من السجن بعد ما أمضى حكم سنتين بعقوبات لمحاولته قتل أشخاص معينين وتعرضه لهم ، والسبب الرئيسي لدخوله الى هذا العالم هو عدم إيجاده لوالدين صالحين يقومون بتربيته تربية صالحة وذلك بسبب انفصال والديه بالإضافة الى الكثير من الخلافات بين الطرفين وإهتمامهم بالانفصال اكثر من اهتمامهم بتربية أبنائهم .
ومن جهةٍ أخرى زاد فضولي لمعرفة اكثر ما هي النسبة الموجودة من شبابنا العرب داخل السجون؟ وهذا السؤال كان موجه الى احد مدراء السجون لكي يوضح لنا ذلك،وكان الرد:-بان الاحصائيات الموجودة داخل السجون بدولة إسرائيل من جيل الرابعة عشر حتى الثامنة عشر هي ٦٠٪ ومنهم يهود وروس واثيوبين وعرب ولكن نسبة العرب هي الاكبر بما يقارب من ٤٠ الى٤٥٪ على الاقل.وأضاف الى حديثهُ بان كل شخص يحمل معه قضية مختلفة عن غيره ونحن نتعامل معهم بأسلوب يناسب سنهم من علاج نفسي وإشراكهم بفعاليات لكي نخفف حالات الغضب لديهم ولكن أغلبهم يعتقدون بأنهم "قبضايا"وعلى هذا النحو يخرجون من السجون ويعودون إليها بشكل متكرر بسبب عدم الاهتمام بهم من بعد تحررهم من السجون.والذي يزيد الطين بلة نظرات المجمتع إليهم وعدم تقبلهم مثل الاخرين.
ولكن كيف يتعامل اليوم القانون بمثل هذه القضايا؟وما هو دور رجال القانون بذلك؟ وهل القاضي يتساهل بتخفيف العوقبات؟
وعلى هذه الاسئلة كان لي حوار مع احد كبار المحامين في الدولة، وهو متخصص في مجال القانون الجنائي وقانون الاداري على الرد ان اليوم القانون في دولة إسرائيل يأخذ بعين الاعتبار هذا الجيل بالاخص لانه حساس جدًا ،وان اغلب العقوبات تكون داخل مؤسسات خاصة لهم وليس سجون عادية ولا شك بتواجد القضايا الجنائية التي يفتعلونها هولاء الفتيان والتي بدورها تجبر القانون بإدخالهم الى السجون لكي يكون لهم معاملة خاصة في داخل هذا السجن.
هنا استوضح لي ولكم الاستبدال بالمعرفه .ومخاطر هذه المعرفة هو مخاطر اجيال المستقبل. ولكن اذا اخذني التفكير في هذه اللحظة: ما هي العناصر التي تنقصنا اليوم لكي يكون البعض من ابناءنا على هذا الطريق المُكْفَهِر والمدمر. باختصار نحن اليوم نفتقر الى " المسؤولية"المسؤولية أتجاه انفسنا أولا واتجاه أبناءنا ثانيا وخاصة من الاهل او من المؤسسات الاخرى. والمسؤولية التي اقصدها هنا بدقة هي كيفية تعلم الاصغاء واحتوائهم عند الضعف ومساعدتهم.والمسؤولية أيضًا كيفية متابعة خطواتهم واتجاهها .والمسؤولية اتجاه حديثنا عندما نتكلم في قنوات التواصل الاجتماعية عن حلول لا نُفَعِلُها كما نُفَعِلُها بالخطابات.والمسؤولية بقضايا العنف والاجرام من قِبَل الدولة اتجاه الوسط العربي من اجل حماية ما تبقى لنا.وهذا باختصار ما نحتاجه لكي يتحول الوضع إلى اقل خطورة بما نحن عليه اليوم ومن أجل ان لا يلجأ ابناؤنا الى العالم الاخر .وهو العالم الذي يفسر في نهاية المطاف بأن يكون جانيًا او مجني عليه.
* زينب اطرش - مركزة ومرشدة في مجال العنف
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com