للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
نشر الدكتور منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة في صفحته على الفيسبوك منشورًا حول حوار دار بينه وبين أحد أبناء مجتمعنا بشأن لافتات الموحدة وتصريح الدكتور: "دورنا الأهم في البرلمان: خدمة مصالح مجتمعنا وتحسين حياته". فيما يلي الحوار كما نشره الدكتور منصور عباس:
خلال هذا الأسبوع، كنت ضيفًا في أحد أفراح أبناء مجتمعنا، وخلال تواجدي هناك توجّه إليّ أحد الأخوة يستفسر حول معنى اللافتة التي عُلّقت مؤخّرًا وتحمل تصريحًا لي: "دورنا الأهم في البرلمان: خدمة مصالح مجتمعنا وتحسين حياته"، وسأل: "هل هذا كلّ ما هو مهم لكم فقط؟".
وقبل أن أبدأ إجابتي عن سؤاله، وأوضّح له معنى اللافتة ومقصدها سألته: "ما هي مهنتك؟"، فأجابني: صيدليّ.
قلت له: لنتّفق أنّ كلّ ما يخصّ مجتمعنا وشعبنا مهم، لكن باعتقادي ليس من الحكمة أن تتولّى جهة واحدة كافّة المهام والمسؤوليّات. من الطبيعي أن يكون هناك تقسيم أدوار، بحيث يأخذ كلٌّ منّا دوره ويهتمّ في مجاله، وهذا من شأنه أن يصنع تكاملًا في العمل، وشرعي أيضًا أن يتبّنى كلّ منّا أسلوبه ونهجه الخاص في سبيل القيام بدوره على أفضل ما يكون. فكما للطبيب المعالج هناك دور في تشخيص الداء وتقديم العلاج، لك كصيدليّ هناك دور واضح في تحضير وتوفير الدواء وإرشاد الناس لاستخدامه.
حين تفهم دورك، يصبح وقتك ومجهودك منصبًّا على تحقيق المصالح لمجتمعك، وتصبح قادرًا على أن تعمل بشكل أفضل لأنّك تعي دورك وتفهم طبيعة عملك.
نحن في القائمة العربية الموحّدة، قد حدّدنا دورنا، ونذهب إلى البرلمان مع برنامج عمل واقعي وواضح، يهدف إلى حل قضايا مجتمعنا العربي وتحسين حياته، ونحاول أن ننجز منه قدر الإمكان، دون أن نوهم أنفسنا ولا مجتمعنا. نحن كحركة إسلاميّة أوضح مثال على ما أقصده في تقسيم الأدوار. القائمة الموحّدة هي مركّب واحد فقط من مركّبات الصورة الكاملة للحركة الإسلاميّة، ولا يمكن أن تحكم على عملنا دون أن ترى الصورة بأكملها. إذا رأيت وتابعت ما قام به نوّاب الموحدة فقط ستشعر أنّ هناك نقصًا، ولكن إذا رأيت عمل المؤسّسات الأخرى في الميدان، مثل: جمعية الإغاثة وجمعية الأقصى ومؤسسة صمود وغيرها من المؤسسات العديدة الفاعلة في الميدان، فستتضح أمامك الصورة الكاملة.
الموحّدة حدّدت دورها، وهي تتعامل مع هذا الدور بواقعيّة وعقلانيّة، بحيث أنّنا أوّلًا نعي واقع السياسة في إسرائيل، وأنّه لا توجد أمامنا كعرب خيارات لحكومات مثاليّة أو ممتازة، بل خياراتنا محصورة بين السيئ والأسوأ، وهذا ما يجعلنا لا نطمح ولا نعمل على إسقاط الحكومات أو تغيير عقليّات ونفسيّات اليهود، بل نحاول أن نتعايش ونؤثّر في كل حكومة بهدف تنفيذ أكثر ما يمكن من برنامج عملنا من أجل تحسين حياة مجتمعنا.
وثانيًا، أن نكون واقعيّين مع الناس، حيث لا نصوّر أنفسنا كأبطال قوميين وظيفتهم تحرير الشعوب من خلال الكنيست، وذلك لأنّنا نعي أنّه لا يجوز أن نعطي هذا المنصب أكثر من حجمه الطبيعي، لهذا نمتنع عن الخطابات الرنانة والشعبوية الّتي من جهة لم تنفع من قبل، ومن جهة أخرى تضر وتبعد العرب عن دوائر التأثير، تمامًا كما يريد اليمين المتطرّف، وأيضًا فإنّها تزيد من التوتّر والعنصريّة تجاه أبناء مجتمعنا.
نواب البرلمان ليسوا هم الوحيدين الذين يجب أن يفهموا ويأخذوا دورهم، بل على رؤساء السلطات المحلية والبلديّات والمؤسّسات الميدانيّة والجمعيّات المدنيّة والهيئات الوطنيّة، عليهم جميعًا أن يأخذوا أدوارهم، وبذلك نُحصِّل التكامل المجتمعي. ولا يرتقي مجتمعنا وتُحلّ قضاياه إلّا حين يلتزم كلّ واحد منّا بدوره، ويتعامل مع دوره وفقًا للأدوات المتوفّرة في مجال عمله كي يحقّق أقصى المنافع لمجتمعنا.
في نهاية اللقاء، وقبل أن نفترق، قال الأخ الصيدليّ: "هذا فعلًا ما نتوقّعه منكم، أن تقوموا بدوركم من أجل تحقيق مصالحنا وتحسين حياتنا". قلت: "إذن، فنحن متّفقون".