الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 14:01

الصورة الحقيقية لـ "الجيش الذي لا يقهر"

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 28/07/22 10:46,  حُتلن: 12:56

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

في الأيام الأخيرة تتكاثر تصريحات جنرالات إسرائيليين عن عدم قدرة الجيش "الأخلاقي" الإسرائيلي  في مواجهة حزب الله في حرب برية وغير برية مستقبلية. ولو كان ها الكلام خرج من أفواه مسؤولين أو عسكريين عرب، لقلنا هذا هراء. لكن الكلام لجنرالات يعتبرون أنفسهم ينتمون لأقوى جيش في المنطقة، حسب زعمهم.


صحيفة "يسرائيل هايوم" العبريّة، نقلت عن ضباط كبار في سلاحيْ البر والمدرعات ، عدم ارتياحهم لقدرة قواتهم "لأن جهوزية هذه القوات يجب أنْ تثير قلق كلّ مواطنٍ في إسرائيل، في ظل تصاعُد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، وإمكانية اندلاع حرب أوْ احتمال حدوث تصعيد على الحدود اللبنانية، الذي يبدو اليوم متوقعًا أكثر من الماضي".


قيادة الأركان العامة في إسرائيل وحتى السياسيين، وحسب الصحيفة نفسها، لديهم شكوك في قدرة القوات البرية على حسم أي حرب تخوضها هذه القوات، ويدركون "أنّ المجتمع الإسرائيلي غير قادر على تحمُّل خسائر كبيرةٍ في الحرب”. ووفقًا للصحيفة العبريّة، فإن الوحدات العملانية في الجيش لديهم شعور كبير بالإحباط، ولديهم إحساس بأنّ المستوييْن السياسيّ والعسكريّ لا يعتمدان عليهم، ويبذلان كلّ جهدهما كي لا يستخدمونهما في حرب.


هذا الكلام لا يأتي من فراغ بل من تجارب. فخلال العدوان الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة في شهر أيار/مايو العام الماضي اتخذت قيادة الجيش قراراً بعدم مشاركة القوات البرية في عملية “حارس الأسوار"، إلا أنهم يناقضون نفسهم بنفسهم. فمن جهة ثانية يقولون، أنّه في حرب لبنان الثالثة لن يكون هناك مفر من استخدام القوات البريّة من أجل ما أسموه "الانتصار على حزب الله".
لست أدري عن أي جيش فوي يتحدثون، ما دامت الوحدات النظامية تعاني اليوم من عدم الانضباط وغياب الرقابة والمتابعة، والفشل في التحقق من التعليمات أو الأوامر، ونقص في استخلاص الدروس وتطبيقها والتحقيقات غير الموثوقة، وكل ذلك كما يقولون هم، سيحول دون شن الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً في لبنان.


من يقرأ تحليلات الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط يتسحاق يريك، يستنتج للوهلة الأولى أن الجيش الإسرائيلي هو مجرد جيش كرتوني. ففي مقالاته في الصحافة العبرية يظهر دائماً ضعف هذا الجيش وعدم قدرته على المواجهة. وكلام بريك لا يأتي من فراغ فهو ليس محللاً فقط إنما هو قائد عسكري من كبار القيادات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، ولذلك فإن كلامه يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار.


في مقال له في صحيفة هآرتس العبرية يقول بريك الذي شغل في الماضي منصب مفوض شكاوى الجنود، وقاد فيلقاً عسكرياً، وترأس كلية التدريب العسكرية. إن الجيش الإسرائيلي غير جاهز لحرب برية وأن سلاح الجو أيضاً غير جاهز للحرب المقبلة، وأنه في حال نشوب حرب يمكن أن تصاب قواعده الجوية بالشلل لأنها ستتعرض لقصف صواريخ دقيقة تحمل رؤوساً حربية بزنة مئات الكيلوغرامات، وكذلك لطائرات مسيرة تطلق يومياً على هذه القواعد من مسافة مئات الكيلومترات. وقال إن سلاح الجو لم يستعد لهجمات كهذه، وبالتالي فإنه لا يملك رداً عليها.


إذاً هذه إشارات واضحة من الجنرال بريك تدل على أن الجيش الإسرائيلي لن يكسب أي حرب يخوضها في المستقبل بهذا الجيش غير الجاهز حاليا لخوض حرب حسب تعبير بريك.


وفي ظل هكذا حالة للجيش الإسرائيلي، فالسؤال الذي يطرح نفسه : كيف يمكن لهذا الجيش الذي زعموا دائماً بأنه "لا يقهر" أن يواجه إيران. سؤال برسم الإجابة!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة