للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
طوال عملي الصحفي خلال عشرات السنوات الماضية ولغاية الآن، لم أستخدم تعبير "عرب إسرائيل" بل استخدم صياغات أخرى مثل "فلسطينيو الـ48" أو "مناطق ألـ 48، أو "الداخل الفلسطيني". وهناك من يستخدم تعبير "عرب 48 " الذي لا أميل له. وتعبير "عرب إسرائيل" هو "صناعة" إسرائيلية لإبعاد "فلسطين" و"الفلسطينيين" عن ذاكرة الأجيال الفلسطينية.
لكن فيما يتعلق بانتخابات الكنيست، استنتج ان الذين يترشحون وينتخبون هم بالفعل "عرب إسرائيل"، والواقع أن إسرائيل هي المستفيدة من عملية الترشيح والإنتخاب لفلسطينيي الداخل، والمستفيد الآخر هو الأحزاب الموجود لها ممثلين في الكنيست، والإستفادة هنا اعني بها "المادية". لكن الاستفادة السياسية فتعود بطبيعة الحال إلى إسرائيل نفسها فقط.
والهدف واضح تماماٌ: إظهار إسرائيل وكأنها دولة مساواة لتجميل وجهها من خلال هذه الانتخابات ومحاولة إبعاد النظرة العنصرية لممارساتها الفعلية. وبشهادة منظمات إنسانية دوليه، فإن إسرائيل تصنفها عنصرية، حتى وإن لم يعجب هذا الكلام قادة إسرائيل، لكن هذه هي الحقيقة.
أنظروا ما جاء في تقرير لمنظمة العفو الدولية نشرته أنياس كالامار، الأمينة العامة للمنظمة في مطلع شهر فبراير/ شباط العام الحالي: "تقريرنا يكشف النطاق الفعلي لنظام الفصل العنصري في إسرائيل، وسواء كان الفلسطينيون يعيشون في غزة أو القدس الشرقية أو الخليل أو إسرائيل نفسها، فهم يُعامَلون كجماعة عرقية دونية ويُحرمون من حقوقهم على نحو ممنهج. وقد تبين لنا أن سياسات التفرقة ونزع الملكية والإقصاء القاسية المتبعة في جميع الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل تصل بوضوح إلى حد الفصل العنصري. ومن واجب المجتمع الدولي التصرف". وهل يوجد بعد أوضح من ذلك على أن إسرائيل هي عنصرية بامتياز؟
حتى أن الأحزاب الصهيونية المعروفة التي كانت "تلوّن" قوائمها الانتخابية بأسماء من "عرب إسرائيل" في أماكن مضمونة النجاح، تخلت (عنصريا) عن ذلك كلياً هذه المرة. فلم نر على سبيل المثال أي اسم في قائمة حزب الليكود، أو في حزب العمل، اللذين كانا طيلة السنوات الماضية يدخلون أسماءً من "عرب إسرائيل" للتمويه السياسي، مع معرفتهم التامة بأن "العرب الإسرائيليين" المنتمين لأحزاب صهيونية يخدمون بالدرجة الأولى إسرائيل. لكن ليس هؤلاء فقط من يخدمون دولة قانون القومية، لأنه من ناحية عملية كل أعضاء الكنيست العرب، أقسموا اليمين على خدمة دولتهم والوفاء لها.
"عرب إسرائيل" مرشحون وناخبون مشغولون الآن في التحضير لانتخابات الكنيست في مطلع شهر نوفمبر تشرين الثاني المقبل. وحديث الأحزاب المرشحة وكما يبدو بوضوح هو مصالحهم الانتخابية المتجسدة في أسماء المرشحين وعددهم. فنراهم يتسابقون لإظهار نفسهم وكأنهم "المنقذ المنتظر" للمجتمع العربي.
والسؤال المطروح: كيف بسمح ضمير من يعاني من سياسة فصل عنصري أن يعمل على تجميل وجه الدولة الإسرائيلية التي تمارس هذه السياسة، من خلال المشاركة في انتخابات الكنيست ترشيحاً وانتخاباً؟ فمتى تفهمون يا "عرب إسرائيل" مرشحون وناخبون أن الكنيست لهم وليس لنا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com