تخليدا لذكرى المواطن اليهودي ميخائيل بن زكري، الذي أنقذ قبل عامين ثلاثة أشقاء من عائلة الخرم بالقرب من حورة في النقب، وقضى غرقا في مجمع مياه زيكيم، أطلق اسم الشارع الرئيسي الذي يربط قرية السيد بقرية خربة الوطن غير المعترف بها، على إسمه بحضور رسمي وشعبي.

ميتار بن زكري، ابنة الضحية، قالت لمراسل "كل العرب": "أنا متحمسة جدا، وفعلا أقدر ذلك. أود أن أشكر كل من شارك في هذا الأمر. معرفة أنه تم الاعتراف بما فعله والدي، وأن هذا العمل الذي قام به لم يكن لا شيء، يدفئ قلبي".

جميل الخرم، والد الأطفال، الذي اصطحب أولاده، أشار إلى أهمية تخليد ذكرى الرجل الذي أنقذ أولاده، وأضاف: "أشعر بالحزن ولكن هناك أهمية لشق الشارع على اسم بن زكري الذي أنقذ أولادي قبل عامين".

وكانت المبادرة لشق وتسمية الشارع على اسم المواطن اليهودي جاءت بمبادرة مدير مدرسة الأمل الأستاذ خليل الخرم ورئيس مجلس القيصوم سلامة الأطرش. واستغل الخرم المناسبة للمطالبة ببناء مدرسة حديثة لطلاب المنطقة.

وقد شارك في حفل افتتاح الشارع رؤساء مجالس حورة حابس العطاونة وتل السبع عمر أبو رقيق، ورئيس سلطة البدو يئير معيان، والنائب السابق طلب الصانع الذي تولى عرافة الحفل ورئيس لجنة التوجيه لعرب النقب جمعة الزبارقة والعديد من مدراء المدارس ومدراء الأقسام بمجلس القيصوم.

شراكة واحترام متبادل

وزير الرفاه المسؤول عن سلطة البدو مئير كوهن أشار في حديث لمراسلنا إلى أهمية هذه اللفتة من قبل السكان البدو وأهمية الشراكة بين العرب واليهود والاحترام المتبادل.

جرت مراسيم تسمية الشارع بالقرب من مدرسة الأمل، حيث يدرس الأطفال الذين تمّ إنقاذهم، حيث أكد المتحدثون أن هناك أهمية قصوى لتأكيد قضية التعايش بين العرب واليهود في منطقة الجنوب، ولفتوا إلى أنّ بن زكري البطل أنقذ الأطفال الثلاثة ببسالة نادرة من براثن موت مؤكد بدون أن يسأل عن هويتهم أو دينهم.

وتوالت خطابات الاعجاب والمديح من العرب واليهود لشهامة بن زكري، حيث أعطى هذا الرجل نموذجا طيبا يُحتذى به للتضحية فوق الاعتيادية، إذ أن الناجين الذين ضحى بن زكري بحياته لأجل نجاتهم يعيشون في قرية مسلوبة الاعتراف، في دولة يمزقها الصراع القومي والذي ينعكس بتمييز واضح في كافة مناحي حياة الأطفال الناجين.