بعد أن قام ألاهل والاصدقاء في واشنطن بجميع التجهيزات واستعدوا الى السفر الى المطار، قامت "إل عال" بإبلاغهم بانهم لن ينقلوا الجثمان لأنهم بحسب قولهم "لا ينقلون جثة مسلمة"!

شيع اليوم جثمان المرحومه الدكتورة لميس جرار في مسقط رأسها مدينة عكا بعد ان تسنى نقل جثمانها على متن طائرة تابعة لشركة اجنبية بعد ان رفضت شركة العال الاسرائيلية نقل جثمانها بحجة ان الشركة لا تقوم بنقل جثث من هو ليس يهودي !!!



وقد شارك الالاف المشيعين في الجنازة التي انطلقت من جامع الجزار في مدينة عكا، حيث وري جثمانها في المقبرة الاسلامية في المدينه.
وكانت المرحومه الدكتوره لميس جرار قد توفيت بسبب مرض عضال لم يمهلها طويلا، تاركة وراءها خمسة اخوة وطفلة صغيرة تبلغ من العمر اربع سنوات من احدى قرى الضفة الغربية كانت قد تبنتها منذ ولادتها مع العلم أن المرحومة غير متزوجة !!! يذكر أن المرحومة لميس جرار غادرت البلاد عام 1977 بعد ان انهت دراستها في جامعه حيفا وبعد ان حصلت على اللقب الاول بعلم النفس. وقد التحقت المرحومة بجامعة هاوارد الامريكية المعروفة وحصلت على لقب الدكتوراه في علم النفس.



وبعد أن أنهت دراستها انضمت الى السلك التعليمي وعملت على مدار سنوات كمحاضرة في الجامعة بالاضافة الى عملها بالعيادة الخاصة كمعالجة نفسية.
تنتمي المرحومة لعائلة عكية معروفة جدا في المدينة. وعلمنا ان اخ المرحومة خير جرار سوف يحضر الطفلة الفلسطينية التي تبنتها المرحومة الى البلاد وسوف يقوم هو بتربيتها حسب وصية اخته المرحومه. 



بعث النائب د. عزمي بشارة برسالة، الى وزير المواصلات، شاؤول موفاز، والى مدير عام شركة "إل عال"، حاييم رومانو، يعبر فيها عن إستنكاره ومطالبا بشرح وتوضيح تصرفات شركة "إل عال" في رفضها نقل جثمان مواطنة عربية من الولايات المتحدة الى البلاد. ويذكر أن السيدة لميس جرار، إبنة مدينة عكا، التي عملت كمحاضرة في جامعة "هاوارد" في واشنطن قد توفيت في الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي.



وكان من المفروض أن يتم نقل جثمانها الى البلاد ثم الى مثواها الأخير في مسقط رأسها عكا. شركة العال بدورها نفت وبشكل قاطع اي توجه من هذا القبيل اليها، واوضحت بان طيرانها لايقلع ولا يصل الى واشنطن، واشارت انها تتعامل مع كافة المواطنين بدون تفرقة او تمييز.

وقام أقاربها بحجز تذكرة لنقل الجثمان من الولايات المتحدة بطيران مباشر عن طريق شركة "إل عال"، وكان من المفروض ان يتم النقل يوم أمس، الأثنين، الى إسرائيل. وبعد أن قام ألاهل والاصدقاء في واشنطن بجميع التجهيزات واستعدوا الى السفر الى المطار، قامت "إل عال" بإبلاغهم بانهم لن ينقلوا الجثمان لأنهم بحسب قولهم "لا ينقلون جثة مسلمة"! وحينما حاول الأهل إقناعهم بالقول أنه يجب إحترام الميت وبأنها مواطنة تحمل الجنسية الأسرائيلية، أجابهم مسؤولون من "إل عال" بالقول  "هذا لا يعنينا، إبحثوا عن شركة اخرى". وأثارت تصرفات "إل عال" العنصرية هذه الاهل والمعارف الذين أضطروا للبحث عن  شركة اخرى وتأجيل السفر، وبالتالي تأجيل موعد تشييع الجثمان.

وعبر النائب بشارة في رسالته عن الغضب إزاء هذه التصرفات العنصرية التي تعجز الكلمات عن وصفها، وعن لااخلاقية شركة شبه رسمية في عدم احترام الميت. وطالب د. بشارة بتفسير من "إل عال" لهذه الحادثة وسأل عما إذا كانت هذه هي سياسة متبعة في "إل عال". وقد بعث النائب بنسخة عن رسالته هذه الى المستشار القضائي للحكومة مني مزوز. وقال النائب بشارة أنه يجب فضح مثل هذه التصرفات ليس فقط محليا بل عالميا ايضا لأن هنالك أوساط في العالم اجمع وفي الغرب تحديدا لن تقبل أن تسافر في شركة من هذا النوع إذا عرفت بمواقفها وسلوكها العنصريين.


وجاء من مكتب ران راهف الناطق بلسان شركة العال:":" قبل كل شيء علينا التوضيح والتاكيد بان طيران شركة العال لا يصل الى مطار واشنطن ولا يقلع من هناك. ولم تصل مكاتبنا في الولايات المتحدة اي توجه او طلب لنقل الجثمان، رغم ذلك قمنا باجراء فحوصات دقيقة مع كافة مكاتبنا في امريكيا ولم نجد اي اساس لهذه الشكوى. العائلة وكذلك النائب بشارة عندما توجهوا الينا لاستيضاح الامر لم يزودونا باي تفاصيل لا رقم الرحلة او الشخص الذي تحدثوا اليه، فحوصاتنا اكدت انه لم يكن اي توجه من قبل العائلة او اي شخص مقرب منها بغية ان نقوم بنقل جثمان المرحومة. نحن بدورنا نقدم الخدمات لكافة المواطنين بدون تفرقة او تمييز. ونعمل وفق انظمة واضحة في كل ما يتعلق بنقل الجثث. ونستغرب من النائب بشارة الذي لم ينتظر ردنا وفضل التوجه الى وسائل الاعلام".