للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
اعتدتُ أن أحاور نفسي في هذا اليوم 29/3، يوم أن شهدتُ على الحياة ، ورأيتُ خيط الضوء الذي ينظم أوصالها ، ولامستُ نبع الدفء وبصيص الأمل في حضن أمي ويديها الوادعتين وضحكة أبي النابضة المقيمة .
ذلك اليوم الذي كان فيه مولدي .. اليوم الذي كنتُ فيه الطفل المتفرّد بامتياز ، بين أمّ رؤوم وأب يَقْطِر طيبةً وعذوبة ، أحسستُ يومها بالرأفة والعطف .
يكبر الطفلُ عاماً بعد عام ويكتشف العالم المحيط به ، يكتشف الآخر ويتفحص الشكوى وتبرز الأسئلة باستفهاماتها الإستنكارية ؟ متى ..كيف.. ولماذا وأين ..
فهذه الأسئلة وتداعياتها هي حلم الطفل الذي كنتُهُ ..الطفل الذي يريد أن يكونَ بعيداً عن الحلول المؤقتة أو المؤجلة .
يرصد اللغة المتداولة بلسانٍ ضليع ورؤى ثاقبةٍ لسبر غَوْرِ الحقيقة التي يرصدها بحثاً وتمحيصاً .
كنت أعتقد أن ايقاع الحياة يعزفني ، أنا فقط ، في بنيته ومستوياته وظلاله ..
يكبر الطفل وتكبر الأسئلة ، معانقةً فسحة الوقت لتنقيح الرؤى المتثاقلة من كثرة انقضاضها ..
عرفتُ السّر المصبوغ بتجلياتها .وأدركتُ تركيبتها المورفولوجيّة فاخترتُ الإنسانيّ وعاينتُ الجوهريّ في نهجها وأوزانها الموسيقيّة التي تُرسي حدس الحوار وحدوده وتدفّقهِ الضروريّ لاستمرار الحياة .
أقولُ اخترتُ الإنسانيّ في أضلاعها الثلاثة .. وبنيتُ عليهِ ما حلمتُ به طفلاً يصعد أدراج العلم صادقاً عفيفاً ، فوجدتُ ضالّتي به طبيباً تشدّه فيزياء الشمس ويحكم يديه بصنيعةٍ بشرية .
يدخل من باب واسع المخارج ليسمع صوت الفقراء الضالعين بالأمل .. ومضيتُ ، صادق الوعد ، على خطى والدي الراحل العظيم ودعاء والدتي التي تزيّن الوقت بحسن قوامه ، وبركات زوجتي النطاسية الماهرة والأمّ البارعة التي يتردد صدى صوتها ورَجْعُ تراتيلها في معاني الرّوح ومداهُ الكامل المنبسط على إيقاع يستنبطُ الجوانح ، يتحسس ملْمسها ويسكن فيها ما طابت له السَّكنى .
وبين هذا وذاك ، أبقى أنا كما نشأتْ ..
أجدّفُ أمواج المستقبل ، منفتحاً على بحر نبوءات قادمة .
لا بدَّ قادمة عمّا قريب ..
أنتظرها لأسيّر سفني بحروفها الصّحيحة هادئة عميقة الجذور في بحر غير متلاطم الأمواج ..
هو عمرٌ مزيونٌ بتجربة لا تقبل الفشل ..
ولا تتوهُ في مسارب الضجيج وعبثية الفوضى الماكرة ..
*******
الطيرة / المثلث