الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 17:01

انتخابات وتحديات مقبلة للجنة القطرية

خالد خليفة
نُشر: 03/05/24 09:22,  حُتلن: 18:02

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

تشير جميع التقارير الى ان يوم السبت المقبل، الرابع من أيار 2024 ، سوف يكون يومًا مصيريا للجماهير العربية ولانتخابات اللجنة القطرية التي تأسست في مطلع الثمانينات، وتعتبر المنافسة حادة وقوية ولكنها حضارية بين الدكتور سمير محاميد رئيس بلدية ام الفحم والسيد مازن غنايم رئيس بلدية سخنين، وقد ادار الاثنان معركة انتخابية تمثلث بالأسلوب المحافظ من قبل السيد غنايم ، اما الدكتور سمير محاميد فقد نهج نهجا مختلفا حيث ادار معركة تتسم في ما بعد الحداثة السياسية .

وفي مقابلة بثت يوم الخميس ، الثاني من أيار في احدى وسائل الاعلام المحلية، قال السيد غنايم إنه سيركز في دعايته الانتخابية على ما استطاع ان يحققه ما بين الأعوام 2013-2018 عندما كان رئيسا لبلدية سخنين في المرة الأولى، وعندما تعاون مع عضو الكنيست عن الموحدة منصور عباس في إقرار القوانين 554 و 922 التي اقرت فيها الحكومة خطة خمسية لميزانية المجتمع العربي، وعندما سُئل مازن غنايم لماذا لم ينفذ جزءا كبيرا من هذه الخطة ، قالها بالحرف الواحد – إن اجتماعه الأول بعد ان ينتخب كرئيس للجنة القطرية سيكون مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للتفاوض معه على اكمال الخطط  الخمسية التي اُقرت قبل 10 سنوات، مهما يكن.. يبدو واضحا للعيان ان مازن غنايم ما زال يتحرك في نفس الوسائل والطرق والدهاليز السياسية التي كان قد وضعها السيد منصور عباس ولم تؤدِ الى انجاز الكثير لصالح الوطن العربي ، هذا بما يتعلق بأسلوب إقناعه لحصول على التأييد من رؤساء المجالس كي يدعموه بأصواتهم كي يكون رئيسا للجنة القطرية ، أما في حال انتخب فإنه وبصفته كان نائبا في البرلمان عن الموحدة فسوف تكون اللجنة القطرية رهينة لهذا الحزب الذي يمكن ان يكون جزءا من الائتلاف المقبل، في حال انهارت حكومة نتنياهو، نتيجة للحرب على غزة وتفيدني بعض المصادر بان العديد من المحسوبين من رؤساء المجالس المحلية والبلدية سوف يدعمون مازن غنايم، وقد كان السيد غنايم رئيسا للجنة القطرية على مدى 10 سنوات مضت ولم يحقق الكثير في مضمار تطوير عمل وأداء اللجنة القطرية من حيث دفع الجماهير العربية ومصالحها كقوة سياسية جماهرية واقتصادية في البلاد ، خاصة في ظل ضعف لجنة المتابعة وضعف عمل النواب العرب في البرلمان الإسرائيلي . عندما اُنتخِب آنذاك قبل 10 سنوات كان محسوبا على التجمع الوطني الديموقراطي، بعدها انتقل واصبح عضوا للكنيست في القائمة الموحدة، الامر الذي أدى الى خسارته في الانتخابات البلدية في سخنين في الجولة قبل الأخيرة ، لكنه أعاد بناء صفوفه المحلية في سخنين وانتُخب في 2024 رئيسًا للبلدية وهنالك خلاف بين ما حققه مدر يونس رئيس اللجنة القطرية السابق ومازن غنايم، حيث يدّعي الاثنان أنهما احدثا إصلاحات في عمل اللجنة القطرية ، أما واقع الامر فإن هذه اللجنة التي تدار مكاتبها من الناصرة وكان يديرها مازن غنايم من سخنين وبعدها مدر يونس من عرعرة، فإنهما لم يحدثا الإصلاحات الجوهرية الإدارية في عمل اللجنة القطرية، وقد انشغل الاثنان في قضايا البنود الحكومية للميزانية التي اقرّتها الحكومة للمجتمع العربي، لكنهما في الواقع لم يقوما بعملية اصلاح حقيقي لعمل اللجنة وقيادة جماهيرية وسياسية قطرية للمجالس المحلية والبلدية في البلاد، فهنالك 66 رئيس مجلس محلي وبلدي سوف يصوتون يوم السبت المقبل لرئاسة اللجنة القطرية، بحيث ان الرئيس السابق لم يُظهر اهتماما قياديا للمجتمع العربي بل ركز على مثل هذه الأمور التي ذكرتها ، ويمكن القول إن عمل المجالس المحلية قد تدهور حيث بات واضحا انهم لم يزودوا للمواطنين حقوقهم المطلوبة، ولم يقوموا بعمليات اصلاح بلدي حقيقي يكون بالأساس لصالح المواطنين .

ويبدو من تحليل للمقابلات ودراسة لخطوات الرئيس مازن غنايم بانه سوف يحول اللجنة القطرية الى وسيلة واداة للقائمة الموحدة الذي كان عضوا أساسيا فيها من اجل الحصول على الحقوق والميزانيات من الحكومة الحالية او المستقبلية، انظر الى مطالبته بان يكون الاجتماع بنتنياهو كأول خطوة تتم في حال انتخابه رئيسا للجنة القطرية.

لكن هذا الامر يعتبر صعب المنال في ظل الحكومة الانية التي تشن الحرب على غزة ولها خطط طويلة الأمد في الصراع مع الفلسطينيين.

حيث انها تضع العرب في إسرائيل في اخر سلم أولوياتها، وعلى القيادات العربية والمتمثلة في لجنة المتابعة والنواب العرب في الأحزاب المختلفة وضع خطط وخيارات مختلفة تماما عن خيارات مازن غنايم والقائمة الموحدة في الفترة المقبلة التي تعتبر فترة تحديات صارخة.

اما الدكتور سمير محاميد الذي انتخب مجددا لرئاسة ام الفحم بنسبة عالية تصل الى تسعين بالمئة والذي ادار العديد من المؤسسات الاكاديمية العالية قبل ان ينتخب رئيسا لبلدية ام الفحم في عام 2019.

وحصل على شهادة الدكتوراه في منتصف التسعينات من الجامعة العبرية، فانه يأتي ويطلب انتخابه للجنة القطرية  بشكل مختلف تماما عن الرئيس مازن غنايم، بدون ان يحمل اجندة تعتمد على اطراف وأحزاب عربية واضحة المعالم في تحركاتها ومآربها السياسية كالقائمة الموحدة، حيث انه يطالب في حال انتخب رئيسا للجنة القطرية بوضع رؤية واضحة واهداف محددة لتطوير استراتيجية لأعضاء اللجنة من رؤساء مجالس محلية وبلدية.

فلهؤلاء الرؤساء سوف يكون، في حال انتخابه دور كبير في وضع هذه الاستراتيجية بحسب الظروف الالية التي تواجه المجتمع العربي.

ويمكن القول إنه في حال تم انتخابه فانه سيتشاور مع الأعضاء ويدرسون الخارطة السياسية المنبثقة ويقومون بالتحرك من اجل مصلحة الجماهير العربي.

فهنالك عدد من الرؤساء الاكفاء كالسيد سمير أبو زيد والسيد عماد عدوي والسيد احمد مصالحة والسيد ادغار دكور والسيد درويش رابي والسيد طلال قريناوي.

الذين يتنافسون على مراتب أخرى في اللجنة القطرية كسكرتير للجنة وناطق ومدير عام وامين صندوق.

وكل هؤلاء لهم الحق في العمل من اجل وضع خطة واستراتيجية، يمكن ان تدار فيها اللجنة القطرية، حيث ان هؤلاء كلهم غير منتمين من ناحة سياسية ويستطيعون العمل مع دكتور محاميد في أسلوب وخطط في عصر ما بعد الحداثة، حيث كان يسود اللجنة القطرية سابقا نهج سياسي تقليدي على مدى عشرات السنين.

وتستطيع تلك المجموعة بقيادة سمير محاميد التنسيق والعمل المشترك مع بعضها البعض وبقيادة ديمقراطية ومشتركة وبدراية وفهم بقرارات السياسة الحكومية التي يمكن ان تكون معادية للعرب.

ويتضح أيضا مما نشر في الاعلام عن خطط صرح بها رئيس البلدية سمير محاميد أنه يملك رؤية خارج الصندوق تختلف كثيرا عن رؤى رؤساء سابقين للجنة القطرية، بحيث انه لا يقترح فقط العمال المشترك وإيجاد الرؤية من الواقع الذي ينجم محليا، بل انه يحاول جاهدا مواجهة المشاكل والتحديات الصارخة التي تواجه العرب في هذه البلاد كالجريمة والفقر والانهيار الاقتصادي وعدم العمل بشكل جماعي.

حتى انه يقترح مثلا إقامة مركز أبحاث قطريا للمجتمع العربي يجمع فيه المحللين والخبراء الذين يعملون من اجل تطوير وإيجاد طرق وحلول لمشاكله المستعصية في العديد من الأمور كالتخطيط والسياسة والاقتصاد.

كما ينادي بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني بين الجماهير العربية، كي يعمل على تأسيس هذه الرؤية الاستراتيجية التي يتكلم عنها مع زملائه من الرؤساء الاخرين.

وتعقد أوساط سياسة عربية واسعة النطاق آمالا كبيرة بأن يتم انتخاب نهج وأفكار جديدة يقودها سمير محاميد.

مقالات متعلقة