للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
القائد الإسلامي طارق بن زياد قال لجنوده عند دخول الاندلس:" البحر وراءكم والعدو أمامكم". وأفهم جنوده: إما النصر وإما الموت في البحر او الاستسلام للعدو. ونتنياهو يعيش خيارات مشابهة إذ يقول لأعضاء مجلس الحرب "الكابينت": إما المفاوضات والتطبيع مع السعودية وإما اجتياح رفح وقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله. صحيح ان المقارنة غير صحيحة بين نتنياهو وطارق بن زياد لان الأول يميني يتبنى سياسة الاحتلال ، والثاني عادل حكيم. والمقصود من المقارنة في مقالي التشبيه في الخيارات المطروحة وليس الحديث عن سلوكيات الاثنين.
الخيارات المطروحة امام نتنياهو ثلاثة فقط فيما يتعلق باجتياح رفح، بمعنى حلحلة الأمور بدون اجتياح: الأولى، إنجاح المفاوضات بين حماس وإسرائيل لتحرير الاسرى الاسرائيليين وأسرى فلسطينيين.عائلات أسرى إسرائيليين في غزة، خيّرت حكومة نتنياهو بين اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، أو إبرام صفقة تبادل مع حركة حماس، كما جاء في بيان لعائلات الأسرى نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فماذا كان رد بيبي عليهم؟
نتنياهو قال في بيان له أصدره مكتبه عقب لقاء جمع الأخير بممثلين عن عائلات المختطفين: ان "فكرة وقف الحرب قبل تحقيق كافة أهدافها غير واردة في الحسبان". وقال إن جيشه سيدخل مدينة رفح، "سواء كان هناك اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة حماس ووقفا لإطلاق النار أم لا" بمعنى ان نتنياهو أراد افهام جماعة قطر بقوله لهم:" ما تغلبو حالكو بدي ادخل رفح".
الخيار الثاني: التخلي عن اجتياح رفح مقابل عدم صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت وهاليفي. وهذا يعني ان بايدن سيستخدم كل قوته لوقف القرار من خلال التهديد بعقوبات شخصية ضد رؤساء المحكمة كما فعل الرئيس الامريكي الأسبق ترامب. وترى إسرائيل ان مذكرات الجنائية الدولية (إذا صدرت) سيكون لها تأثيرات سلبية كبيرة ولأجل تفادي ذلك، خيّر بايدن نتنياهو: بين رفح أو مذكرة اعتقال . والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن للجنائية الدولية ان تفكر في اصدار مثل هذه المذكرة بدون ضوء أخضر من الأمريكيين أم انها تجاوزت الإدارة الامريكية كونها مستقلة؟ والسؤال الآخر هل سيتراجع نتنياهو عن إصراره على دخول رفح؟
الخيار الثالث: اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية. المحلل السياسي الأمريكي توماس فريدمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمقرب من الرئيس الأمريكي بايدن، قال في مقاله الأسبوعي في صحيفة "نيويورك تايمز" بعنوان "على إسرائيل أن تختار: رفح أو الرياض؟" ان نتنياهو يواجه "أحد أكثر الخيارات المصيرية التي اضطرت إسرائيل إلى اتخاذها على الإطلاق". ولكن ماذا لو اقتحم الجيش الإسرائيلي رفح؟ يقول فريدمان:" ان ذلك سيؤدي إلى تفاقم عزلة إسرائيل العالمية، وسيزيد الانقسامات داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن" وفق تقديره.
ولكن ما هو البديل عن الاجتياح وبالأحرى ما هو ثمن التخلي عن الاجتياح بنظر فريدمان؟ يرى المحلّل نفسه أن الثمن هو: "التطبيع مع السعودية، وقوات حفظ سلام عربية في غزة، وتحالف أمني بقيادة الولايات المتحدة ضد إيران".
وأخيراً... ما أصعب هذا الزمن الذي رفع التافهون فيه أصواتهم مدعين بالمعرفة، ونشر فيه الجهلة سخافات يصفق لها المنافقون ويروج لها المأجورون.