للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
تعتبر دولة قطر الخليجية جغرافياً والمستقلة سياسيا الدولة الام لفضائية الجزيرة التي انطلقت في الأول من نوفمبر/ تشرين ثاني عام 1996، كأول قناة إخبارية مستقلة في الوطن العربي. كما ان قطر أول دولة عربية تقيم علاقات غير رسمية مع إسرائيل التي تعترف هي نفسها بوجود 17 محطة في تاريخ العلاقات بين البلدين، والتي بدأت أيضا في العام 1996 لتكون أول دولة على الحدود مع الخليج العربي تقوم بذلك. ولكن هذه العلاقات لم تمنعها من تأدية واجبها المهني والسياسي والاخلاقي نحو القضية الفلسطينية.
إسرائيل التي تصف نفسها بأنها "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط أقدمت على إغلاق مكاتب الجزيرة متهمة إياها بالتحريض. مفهوم الديمقراطية يا سادة يعني التمتع بحرية الراي والتعبير بدون قيود. تعالوا نتناقش مع من يهمهم الأمر في هذا الشأن؟ كيف تكون دولة ما ديمقراطية وفي نفس الوقت تتبع سياسة كم الأفواه؟ كيف تكون دولة ما ديمقراطية وتسلط سيف الرقابة على من يقول الحقيقة فيها؟
عندما أعلنت دولة إسرائيل "الديمقراطية" عن البدء بعمل قانون الطوارئ، لم يقولوا لنا ان هذا القانون موجه ضد العرب، لأن المواطن اليهودي لم يتأثر بهذا القانون بل المواطن العربي وهذه حقيقة ملموسة في الممارسة الحياتية لا نقاش فيها. وهذا القانون يبدو انه يشمل أيضا مكاتب فضائيات مثل فضائية الجزيرة. التي تعمل وتبث رسميا من داخل إسرائيل منذ أكثر من 27 عاماً.
أنا لست بموقف المدافع عن فضائية الجزيرة لأنها ليس بحاجة لأحد للداع عنها، ولكني أتحدث مهنيا وأقدم مثالا واحدا من مئات الأمثلة: هل قيام الجيش الإسرائيلي بقتل مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة خلال قيامها بواجبها الصحفي في جنين كان بسبب التحريض؟ هل مقتل أفراد عائلة مر اسل الجزيرة في غزة وائل الدحداح كان بسبب التحريض؟
التحريض ليس سببا مقنعا لإغلاق مكاتب الجزيرة، بل السبب يكمن في مكان آخر وهو إظهار الحقائق، التي تترجمها السلطات المختصة الى "تحريض" لعجزها عن المواجهة. إسرائيل تريد من المراسلين الأجانب المعتمدين ان يكتبوا او يرسلوا تقاريرهم حسب "الوصفة" الإسرائيلية، بمعنى الحيادية المطلقة أو قلب الحقائق ان أمكن. ومن يفعل غير ذلك فهو مدافع عن الإرهاب ومحرّض وربما معاد للسامية. فضائية الجزيرة قامت بتغطية ونقل الأحداث في قطاع غزة بشكل مباشر كما هي في حقيقتها. فهل هذا تحريضا؟
هناك سبب آخر ومهم جدا أزعج إسرائيل: فقد نجحت الجزيرة إلى حد كبير في استثمار علاقات قطر مع اسرائيل ونقلت للعالم باللغتين العربية والانجليزية الحرب على غزة، وهذا النقل لشعوب العالم الغربي صنع التحول نحو معرفة الحقيقة، الأمر الذي يعتبر سببا في الحقد على فضائية الجزيرة.
وأخيراً...
إغلاق مكاتب فضائية الجزيرة في إسرائيل تزامن مع "اليوم العالمي لحرية الصحافة". ساعدوني في البحث عن وصف لهذا التصرف.