الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 08 / سبتمبر 01:01

ماذا تحمل رسالة منصور عباس لنتنياهو

احمد حازم
نُشر: 30/05/24 08:20

قبل أيام قليلة وبالتحديد في الثالث والعشرين من الشهر الحالي نشر "موقع العرب" بيانا أصدره عضو الكنيست السابق والرئيس السابق للحركة الاسلامية الجنوبية إبراهيم صرصور نصح فيه الرئيس الحالي للحركة النائب منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، باعتزال الحياة السياسية، لكن كلام صرصور دخل من الاذن الشمال لعباس وخرج في نفس اللحظة من الأذن اليمين، وكأن شيئًا لم يكن. وبدلا من الاستقالة استمر عباس في تصريحاته السياسية المثيرة للجدل.

منصور عباس كان قد بعث برسالة إلى نتنياهو طالبه فيها بالاستجابة لقرار محكمة العدل الدولية بوقف العملية العسكرية في رفح، ووقف شامل للعملية العسكرية في كل قطاع غزة، وأن يستجيب لطلب المجتمع الدولي بوقف الحرب، ولم يهتم نتنياهو بالرسلة وتجاهلها، لان عباس وفي كلمته في الكنيست وجه كلامه لنتنياهو قائلًا:" أتوقع أن رسالتي المكتوبة لن توضع على طاولتك ولن تقرأها، فسأسمعك محتواها مباشرة". فهل سمع نتنياهو ما قلله عباس؟ أتوقع لا. لأنه وكما ظهر في الفيديو كان مشغولاً في تبادل الحديث مع عضو كنيست آخر ولم يهتم بكلمة عباس.

على كل حال تعالوا معي لنتصفح بعض ما ورد في الرسالة التي نشرها "موقع العرب" في السابع والعشرين من الشهر الحالي. بشكل عام أنا لا اتفق مع نهج عباس، وأرى فيه شذوذا سياسيا على الصعيد العربي، بدليل ان زميله القيادي إبراهيم صرصور طالبه بالتنحي عن العمل السياسي. لكني هذه المرة أوافق عباس الرأي فقط وأركز على فقط، قوله:" بعد قرابة 8 شهور لم تنجح الحرب، ولن تنجح بتحقيق أيّ من الهدفين اللذين وضعتهما حكومة إسرائيل."

عباس وفي مكان آخر من الرسالة استخدم صياغات شبيهة بتلك التي يستخدمها ساسة غربيون وخاصة أمريكا. فقد ذكر عباس: "إن استمرار الحرب سيضيف مآسٍ كبيرة وسيجعل العالم يقف على قدميه، وإن استمرار الحرب بدون أي حل سياسي سيقوّي العداوة والكراهية، وسيغذي العدائية لدى الأجيال القادمة في الطرفين". يعني موقف المحايد بامتياز أو كما يسمى في إسرائيل "المعتدل".

ما قاله عباس يعني ان الحرب على غزة هي مأساة. حتى الأمريكي يا سعادة النائب العربي يرفض وصف ما يجري في غزة بأنه مأساة: اسمع ما قالته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الثلاثاء الماضي: "إن كلمة مأساة لا تكفي لوصف الضربات الإسرائيلية المميتة في رفح جنوبي قطاع غزة. "

وحول ما يحدث من فظائع في قطاع غزة اسمعوا ما يقول عباس:" "أكثر من مرة استنكرنا في المجتمع العربي المجزرة التي حدثت في السابع من أكتوبر، والتي ذهب ضحيتها مواطنون عرب ويهود" كلام في منتهى الحيادية.

ويبدو ان عباس يأمل من نتنياهو في توفير دور سياسي له، فعرض على نتنياهو خطة من ثلاثة نقاط: "إعادة المخطوفين، انهاء الحرب وتحقيق السلام ". فقد قال في نهاية كلمته حرفيًا:" يسرّني أن أكون جاهزًا في أي زمان ومكان من أجل أن أعرض خطة مفصلة للمسار السياسي الذي أقترحه، والذي من شأنه أن يحقق الهدف الأعلى: إعادة المخطوفين وإنهاء الحرب وتحقيق المصالحة والسلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين"

وأخيرًا... منصور عباس يعرض نفسه لحل مشكلة عجز مجلس الامن والأمم المتحدة عن حلها. أليس هذا أمرًا مضحكًا. وأنا أنصحه (علما بانه لا يستهوي النصائح) بأن يقدم خطة حزبية لإصلاح الخلافات داخل بيته السياسي قبل ان يقدم خطة لحل مشكلة دولية " هم مش قدها".

مقالات متعلقة