الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 08 / سبتمبر 00:01

"عرّابة" فخر المجتمع العربي ... الأولى في الطب عربيا والثانية عالميا

احمد حازم
نُشر: 06/06/24 08:00,  حُتلن: 10:51

غالبية المدن الفلسطينية الكبيرة لها علاقة بالتاريخ الذي يحفظ بين طياته ما جرى لهذه المدن في الأزمنة الغابرة. فالقدس هي ثالث الحرمين أي ثالث أقدس الأماكن بعد مكة والمدينة المنورة، ومدينة  بيت لحم لها أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس سيدنا عيسى عليه السلام حيث تضم العديد من الكنائس، ولعل أهمها كنيسة المهد. ومدينة الناصرة هي أحد أكثر المدن قداسًة في الديانة المسيحية، ويقول التاريخ ان  السيدة  مريم العذراء  بشرت في الناصرة بولادة سيدنا عيسى.

أما مدينة عرابة فلها قصة أخرى مع الماضي والحاضر تختلف عن غيرها من المدن الفلسطينية المقدسة.

عرابة، فلسطينية التاريخ والهوية وشاء القدر ان تصبح لاحقا بعد نكبة 1948ضمن جغرافية إسرائيل. فالتاريخ يقول ان عرابة البطوف تعتبر موقعا أثريا يحتوي على بقايا قديمة، ومقام وأعمدة وقبور، وان

المؤرخ يوسيفوس فلافيوس قال انها  كانت تعرف باسم "جبارة"، وأن الاسم تحول إلى "جرابة" ومن ثم إلى عرابة. كان هذا في الماضي. أما في الحاضر فالأمر يختلف، لان عرابة لها ثلاث ميزات: فهي مدينة أكبر شجرة زيتون في العالم العربي، مدينة يوم الأرض ومدينة الطب. 

اسم عرابة وصل الى العالمية. فهي اليوم المدينة العربية الوحيدة في الوطن العربي وفي العالم التي يسمونها "مدينة الأطباء" نسبة لعدد السكان، حيث يبلغ تعدادها حوالي ثلاثين الف نسمة. وتقع في أراضي عرابة التي تبلغ مساحتها 30,852 دونما أكبر شجرة زيتون في المنطقة العربية إذ يبلغ عمرها 3700 سنة، وفق اختصاصيين من منظمة "يونيسكو"، وأصبحت مزارا لكل مهتم وسائح، وللمختصين الزراعيين الذين يقومون بتقليم الشجرة والحفاظ عليها من أي مرض. عرابة كانت أيضا ساحة مواجهات في مظاهرات يوم الأرض عام 1976، وتشكل جنبا إلى جنب مع سخنين ودير حنا مثلث يوم الأرض.

مدينة عرابة البطوف تستحق لقب "مدينة الطب الفلسطينية" لأن نسبة الأطباء فيها من الأعلى على صعيد البلاد وفي العالم بالنسبة لعدد السكان. فهناك 6.6 طبيب لكل ألف نسمة، في حين تبلغ النسبة العامة في اسرائيل 3.3 طبيب لكل ألف نسمة. وبذلك تأتي عرابة في المرتبة الثانية في العالم بعد كوبا التي يحظى كل ألف نسمة فيها بخدمات 6.7 طبيب.

رئيس بلدية عرّابة الدكتور احمد تصار، يرى ان عرابة ليست فقط مدينة الأطباء. فهي مدينة الصيادلة ومدينة المختصين اذ نوجد فيها أكبر نسبة من المختصين في مجال الطب النفسي على صعيد البلاد وهي المدينة الأولى في مجال الثقافة والتعليم. ويرى الدكتور احمد نصار ان البعد الثقافي للأهل والرغبة في تعليم أبنائهم متأصل في اعماقهم ليس حديثا وانما سابقا ايضا لدرجة انهم يؤمنون بالمثل الشعبي المعروف في المدتمع الفلسطيني:" بيع ثيابك وعلم اولادك.

وأخيرا... من الثقافة الى السياسة. على ذمة وكالة "رويترز": الرئيس الأمريكي بايدن أعلن عن مقترح وقف إطلاق النار فيغزة دون موافقة نتنياهو. من يصدق هذا الكلام؟


 

مقالات متعلقة