الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 03:01

حفلات التخرج دخيلة على مدارسنا

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 11/06/24 21:38

إنهاء المرحلة الثانوية بنجاح من أجمل مراحل العمر بالنسبة للطالب وأسرته. ومن حق كل طالب متخرج أن يفرح وأن يتشارك مع ذويه هذه المناسبة السعيدة بالبهجة والسرور والسعادة , ولكن بشرط ألا يثقل على "جيوب "الوالدين بالطلبات والمشتريات والاسراف .
حفلات التخرج أصبحت اليوم عادة متبعة في معظم المدارس في البلاد ولكن من غير المقبول بها هي المبالغة في الاحتفالات، أنا مع الفرح والسرور والانبساط ولكن غير مبرر المبالغة في هذه الاحتفالات المكلفة من شراء الملابس الثمينة والوجبات في القاعات وغيرها من أمور .فلماذا مثلا لا تقام هذه الاحتفالات في قاعات المدارس مع الاهل والطاقم التدريسي ؟ او في قاعات مبنى السلطة المحلية باشتراك رئيس السلطة المحلية وغيره من شخصيات ومع الاهل والطلاب حتى تكون ابهى واجمل ؟
للأسف فقد خرجت الأسرة اليوم عن دائرة السيطرة وعن دائرة الأهداف التربوية لأولادها حيث تلك الحفلات التي تتميز بالمبالغة وغيرها من السلوكيات الشبيهة لها هي سبب لغرس المادية التي حولت طلابنا إلى ماديين بامتياز وإن التربية الصالحة ليست في الإشباع المادي ، وإنما في التغذية السليمة للفكر الصانع للثقافة وشخصية اولادنا.
ويتوجب على المدرسة وكل مؤسسات المجتمع ووسائل الإعلام ان تقوم بمسؤولية دور التوعية، فهناك عائلات مستورة لا تستطيع تحمل التكاليف الباهضة لهذه الاحتفالات ولذلك لا مانع من الفرح ولكن بدون إسراف! في محكم التنزيل قال تعالى : " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".
إن حفلات التخرج ظاهرة اجتماعية لها أبعاد اجتماعية ونفسية وخيمة لا يمكن السيطرة عليها اذا لم تأخذ هذه الحفلات مسارها الصحيح بدون بذخ واسراف ولا نريد لطلابنا التقليد الذي أصبح مرضا معديا وله مضاعفاته السلبية ، وإن لم يعالج بتغذية الأبناء بالفكر الوطني السليم والتوعية لن يستطيع المجتمع السيطرة على هذا المرض الاجتماعي مستقبلا ,
وفي النهاية اقول مبروك التخرج لكل طلابنا ولجميع أولياء أمورهم وبالتوفيق ان شاء الله .
 

مقالات متعلقة