للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
لاحظ أحد المتابعين لمقالاتي السياسية الشبه يومية في هذا الموقع، وجود تغيير في أسلوب تحليلي للوضع الراهن وسالني (مشكوراً على اهتمامه) عن سبب هذا التغيير الحاصل في الفترة الأخيرة في مقالاتي. وانا أرد على المتابع المهتم بما أكتب بكل صراحة:" عندما يكون سيف قانون الطوارئ مسلطا على رقاب الناس، تضيق حرية المساحة المسموح بها للتحليل. وإذا تجاوزت المسموح به لا يرى مقالي نور الحياة، ولذلك علي أن أكون حكيما في اختيار المفردات والجمل التي يرتاح لها صاحب السيف. ولهذا السبب أردت اليوم كتابة مقال لا علاقة له بالسياسة، لكنه في غاية الأهمية اجتماعيا.
يدعي أهل الغرب انهم عنوان الحضارة والحرية والديمقراطية. لكن ما يجري في حياة الغرب "المتحضر" هو العكس تماما ولا علاقة له بالحضارة مطلقا انما هو عنوان الانحطاط بكل أنواعه. الحيوانات تدافع عن أبنائها ولا تفعل بهم ما يفعله البعض المتحضر في الغرب. اسمعوا الحكاية من ألمانيا الدولة التي يضرب بها المثل في قوة صناعاتها ودقة مواعيد اهلها.
هذه الدولة الالمانية يوجد فيها مجلس اسمه " مجلس الأخلاقيات المحلي" وهو عمليا بعيد عن كل شيء أخلاقي لآنه طرح توصيات تقع في تسعين صفحة تدعو "إلى ضرورة رفع الحظر عن العلاقات الجنسية التي تنشأ بين الأخوة، وإلى عدم تجريم “زنا المحارم”، وإلغاء القانون الذي يعاقب على مثل هذه العلاقات، والسماح بزواج الأخ من الأخت، والأم من ابنها والأب من ابنته.
وما هي الحجة التي اعتمد عليها هذا المجلس عديم الاخلاق؟ يقول أعضاء المجلس الذين يتم تعيينهم من البرلمان الألماني:" أن الأمر يدخل في إطار الحرية الفردية التي تتيح لفردين ألمانيين ممارسة نشاط طبيعي كالجنس بالطريقة التي يختاران، شرط ألّا يكون في العلاقة استغلال لقاصر."
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل عدنا الى عصر الوثنية والفراعنة؟ مجلة "لايف ساينس" نشرت تقريراً أكّدت من خلاله شيوع ظاهرة الزواج داخل الأسرة في مصر القديمة، سواء بين الملوك أو بين عامة الناس. من أمثلة الحكام المصريين الذين تزوجوا من إخوتهم: سنوسرت الأول الذي كان متزوجًا من أخته نفرو، وأمنحوتب الأول وكان متزوجًا من أخته أحمس- مريت آمون، والملكة كليوباترا السابعة التي كانت متزوجة من شقيقها بطليموس الرابع عشر. والملك رمسيس الثاني الذي تزوج من ابنته ميريت آمون.
المجتمعات الغربية هي "بهيمية منحطة" بامتياز، لأنها تسمح بممارسة الجنس مع الحيوانات وكندا مثال على ذلك، وتسمح بالأفلام الإباحية في المدارس الثانوية والجامعات وببغاء القاصرين وإسبانيا مثال على ذلك. كما ان الانحطاط الخلقي وصل بالعالم وأوروبا الى السماح أيضا بزواج المثليين جنسيا وتبنيهم للأطفال، إذ أصبح عدد الدول في العالم التي تسمح بذلك 37 دولة منها 17 دولة في الاتحاد الأوروبي.
وأخيراً... هذا هو الغرب الذي يعتبره العرب وغيرهم رمز الحضارة، وهو في الحقيقة رمز الانحطاط.