للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
لم تكن ألعاب الأطفال في الماضي متوفرة بالشكل الذي عليه اليوم، وكانت محدودة وبدائية خصوصا لدى أبناء العائلات الفقيرة والمتوسطة الحال. وكانت العائلات الفلسطينية (اللاجئين الفلسطينيين) من بين تلك العائلات. فكنا ونحن صغار نلهو بلعب "البنانير" و "البلبل" و "الطائرات الورقية" أو نرسم شكلًا على الأرض يحتوي على مربعات كنا نسميها "الحجلة". واليوم تلاشت هذه الألعاب ودخلت الينا التقنيات الحديثة بما فيه ألعاب الأطفال. لكن بقي شيئا واحدا من الماضي تحول استعماله من الاطفال الى الكبار وهو الطائرات الورقية.
كنا ونحن صغار أيضا نحب صيد العصافير بـ "الفخّة" ونفرح عندما يسقط العصفور في الفخ ونحمله للبيت ونلهو به أياما. وفي المدرسة الابتدائية كان لي صديقي طفولة أحدهما يدعى سليمان والآخر حسن. وكنا نخرج سويا لصيد العصافير أيام العطلة الأسبوعية، لكنهما لم يتوفقا ابدا في صيد عصفور. وكان أهلهما من العائلات المتوسطة الحال. ولما عرف والد سليمان بسوء حظ ابنه، اشترى له هدهدا مع قفص. فدخلت الغيرة لدى والد حسن واشترى له أيضا هدهدا مع قفص. وكثيرا ما كنت اذهب لبيتهما لأتفرج على الهدهدين.
هذه قصتي مع هدهد سليمان وهدهد حسن رفيقا الطفولة. لكن التاريخ له رواية ثانية عن الهدهد تختلف عن روايتي. يقول التاريخ ان سيدنا سليمان عليه السلام كان يتكلم مع الهدهد. وعلم سيدنا سليمان من الهدهد بأن بلقيس ملكة سبأ في اليمن، هي وقومها يعبدون الشمس من دون الله فأرسل إليها كتابًا مع الهدهد يدعوها للتوحيد والإسلام. وحمل الهدهد الكتاب وألقاه في مخدع الملكة. ولما قرأته هداها عقلها الراجح للإيمان، وتخلت عن عبادة الشمس لتعبد رب الشمس وتهدي شعبها كذلك للتوحيد. وانتهت مهمة الهدهد.
واليوم نعيش حكاية من نوع آخر للهدهد. انها حكاية هدهد حسن اللبناني الجنوبي. هذا الهدهد ليس بطير بمعنى ليس من فصيلة الطيور حقيقة بل بالاسم فقط، لأنه عبارة عن طائرة مطورة عن الطائرات الورقية اطلقوا عليها اسم "مسيّرة" التي باستطاعتها تغيير مسار المعارك على الأرض من خلال توجيهها أرضا.
سليمان النبي ارسل هدهده الى قوم بلقيس ليعرف ماذا يفعلون وليتراجعوا عما يفعلونه، وحسن اللبناني أرسل هدهده الى قوم نتنياهو ليخبرهم بانه يعرف عن كل شيء لديهم ولينذرهم بالتراجع عما يخططون. صحيح ان الهدهدين لهما نفس الهدف تاريخيا وحاضرا لكن نتنياهو ليس "بلقيس".