للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
إبراهيم حسين حجازي- رئيس المكتب السياسي القطري في الحركة الاسلامية
تفطّرت قلوبنا جميعًا على وقع نبأ رحيلك. صدمة وحزن وحسرة وألم في قلب كلّ الطمراويّين، بل وحتّى في قلوب أبناء مجتمعنا العربي، فقد اجتازت شهادات حسن خلقك وسيرتك يا أحمد حدود طمرة، نحو المثلّث والساحل والنقب والجليل.
مضت علينا أيّامٌ وليالٍ طويلة والقلوب تتضرّع إلى الله بأن يتغلّب جسدك على رصاص الغدر الّذي نال منك وأنت تسعى على رزقك. وكيف لا نتضرّع وندعو ليلًا ونهارًا لشابّ كان بين الناس كالشامة بحسن خُلقه وطيب معشره وملقاه؟ لكنّ أمر الله كان "قدرًا مقدورًا"، وفي كلّ أمر له سبحانه حكمة لا يعلمها إلّا هو، ولا يسعنا إلّا وأن نسلّم راضين بقضاء الله وقدره.
لله درّك أخي خير ذياب أبو علي وأنت تسطّر لنا نموذجًا يُحتذى في الصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله وقدره، ورفضك للخضوع إلا لله. هذا ما يليق بك يا ابن صلاة الفجر، هذا ما يليق بك والناس تشهد بحسن أخلاقك وجودك وكرمك، هذا ما يليق بك وأنت خيرٌ بالاسم والمسمّى، "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".
أسأل الله أن يحقن الدماء، وأن يتوقّف شلال الدم في مجتمعنا، وأن نصحو من غفلتنا ونواجه العنف والإجرام متعاضدين موحّدين، وأن نبني مجتمعًا متماسكًا قادرًا على حماية نفسه بنفسه، والدفاع عن شبابه وحماه. تتعاظم مسؤوليّاتنا يومًا بعد يوم، حيث بات واضحًا أنّنا إن لم نأخذ المسؤوليّة على عاتقنا، فليس هناك من يحملها عنّا، "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ". وباتت الحاجة ملحّة إلى إحداث تغيير مجتمعي شامل، وتفعيل نُظم قادرة على حماية مجتمعنا. علينا أن نُدرك يقينًا أنّ العنف المستشري والجريمة المستفحلة هما نتيجة لفعل فاعل يعيش بيننا، ونتيجة مباشرة لسياسات الحكومات المتعاقبة، وأنّ أحد أهم خياراتنا هو تفعيل قوّتنا كمجتمع من أجل تغيير هذه السياسات الّتي خرّبت ودمّرت وعاثت في مجتمعنا فسادًا، وأعطت ضوءًا أخضر للمفسدين بالإفساد، "الّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَٰقِهِ، وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى ٱلْأَرْضِ، أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ".
نحن شعب ومجتمع عصامي صامد مثابر، لسنا أيتامًا على موائد اللئام، وسننجح بإذن الله حين نفعّل ما فينا من خيرات، وحين لا نكتفي بردود فعل عابرة وجمرات غضب سرعان ما تنطفئ، ولنا في الأعوام الأخيرة خير شاهد من نماذج ناجحة يجب أن نتعلّم منها، كما يجب أن نسعى بمنهجيّة واضحة لنعيد مجتمعنا كما كان، أصيلًا أمينًا، آمنًا مطمئنًّا، متمسّكًا بقيمه ودينه وأصالة الآباء والأجداد.
رحمك الله حبيبي أحمد وربط على فؤاد والديك وجميع من عرفك وأحبّك، أسأل الله أن يكتبك ويجمعك مع الشهداء والصدّيقين وحسن أولئك رفيقًا.