الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 21:02

الاخلاق جوهر الدين

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 27/07/24 21:06

التدين بدون الأخلاق لا يعتبر تدينا اطلاقا , ومن نصر ظالما سلطه الله عليه , وما أكثر الظلم والظالمين هذه الأيام , والله يحذرنا من معاونة ومخالطة الظالم في قوله تعالى “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون”. فالظلم ظلمات يوم القيامة , حتى لو صلى الذي ينصر الظالم في المساجد وحج إلى بيت الله الحرام وأدى كل الفرائض والعبادات , كذلك التدين ليس بالمظاهر انما بالإيمان الصادق والنهج الصحيح والابتعاد عن الكذب والغش والسرقة والفتنه والتطرف والعصبية والابتعاد عن استعمال العنف وتسبب الأضرار للآخرين , فإذا التدين لم تزينه الاخلاق فلا يعتبر تدينا أبدا تصديقا لقول الرسول صل الله عليه وسلم : :" أتدرون ما المفلسُ ؟" قالوا ": المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال :" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناتهُ قبل أن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ، ثم طُرح في النار".لان الأخلاق هي جوهر وأساس الدين , والتدين بدون علم وثقافة وأخلاق ينهار بسرعة عند اول امتحان , لان الأخلاق هي جزء لا يتجزأ من العقل والعلم والقيم التي يكتسبها الانسان في حياته , فبدون العقل الذي يقود صاحبه الى الفهم يعتبر التدين فعل ماض ناقص , فالأخلاق هي التي تضبط تصرف الانسان وهي التي تهذب نفسه وهي البوصلة التي توجه الى الطريق المستقيم , ولذلك جاءت كل العبادات والفرائض لتحقق أهدافا اخلاقية ، فمثلا الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والزكاة التي تنزع حق الفقير من الغني ، والحج الذي لا رفث فيه ولا فسوق , وصيام رمضان ليشعر الغني مع الفقير وهذه الغاية من الفرائض والعبادات .
يقول عليه الصلاة والسلام : " ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؟ فسكت القوم ، فأعادها مرة او ثلاثة. قال القوم : نعم ، يا رسول الله ، قال عليه الصلاة والسلام : أحسنكم خلقا ، ويقول : ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ." .
ونستنتج من حديث الرسول ( ص ) ان الأخلاق مرتبطة بالإيمان , فالأخلاق في معظمها مكتسبة وإن كان بعضها من السجية والفطرة ,فالدين يا اخوتي كله خلق وعفة وبعيد عن التعصب والتطرف , فلا تجيروا الدين لمصالحكم الشخصيه ولا تتستروا و تلبسوا ثوب الدين لتنفذوا مآربكم ولا تحملوا الدين ما ليس به ,فالإنسان يجب ان يكون خلوقا وصادقا ومستقيما , لان الدين هو المعاملة .
الدكتور صالح نجيدات
 

مقالات متعلقة