الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 30 / أكتوبر 07:02

زيارة نتنياهو إلى واشنطن نتائج وأبعاد  

خالد خليفة
نُشر: 30/07/24 09:35,  حُتلن: 18:58

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

كان خطاب بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي في الرابع والعشرين من يوليو/ تموز الجاري 2024 خطابًا مثيرًا، وذا ابعاد قوية، لكن على الساحة الامريكية فقط، حيث ان الداعين لهذا الخطاب هم نواب جمهوريون في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الذين أرادوا مناكفة النواب الديمقراطيين، ونظرا للورطة التي يتخبط بها نتنياهو، في قطاع غزه وفي الجبهة الشمالية في لبنان، فقد كان هذا الخطاب بمثابة حبل نجاة دعائي له ولحكومته للاستمرار في هذه الحرب الغاشمة وبتأييد امريكي.

كما بات من المؤكد أن الإدارة الامريكية بقيادة جو بايدن والحزب الديمقراطي، لم يرق لها مثل هذا الخطاب ومثل هذه الدعوة من أعضاء الكونغريس الأمريكيين، الذي كان مليئا بالشعارات والحرب النفسية والاكاذيب المتعلّقة بهذه الحرب، بحيث انه حاول الدفاع عن نفسه من الاتهامات المعلنة ضده لمحكمتي العدل والجنايات الدولية في لاهاي، وكأنه لم يقم باقتراف أي جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين الغزيين.

كما حاول في نفس الوقت الادعاء انه لا يوجد أي صراع مع الفلسطينيين، ووصفهم بأنهم مجموعة قتلة وارهابيين، وما واجهته إسرائيل في قطاع غزة، هو تماما ما واجهته الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول 2001 وعلى هذه الاقوال حاز على تصفيق واسع من أعضاء الكونغريس.

اما على الصعيد الإقليمي فقد استمر في بيع الأكاذيب بأنه حليف للولايات المتحدة وبأن إسرائيل هي القائد الإقليمي القوي الذي يواجه إيران مع عدد من الدول العربية الداعمة له، الضعيفة كالسعودية مصر الأردن والامارات.

وفي نفس الوقت حذر أعضاء الكونغريس والرأي العام الأمريكي من ان ضعف وانهيار إسرائيل في الشرق الأوسط سوف يؤدي بالتالي الى انهيار نفوذ الولايات المتحدة في هذه المنطقة، حيث أن هناك علاقة عضوية بين قوة إسرائيل وتأثير الولايات المتحدة في المنطقة.

ومن هناك قال وبشكل واضح انه على أمريكا ان تستمر، بدعم إسرائيل بالسلاح والأموال والدعم السياسي، من اجل هيمنتها على المنطقة.

وخلال هذا الخطاب المليء بالاحتيال والاكاذيب والذي يتجاهل بشكل واضح أي وجود للقضية الفلسطينية، ولا يقترح أي حلول لها، لوقف الحرب في قطاع غزة او توقيع على صفقة لوقف إطلاق النار لحرب، أدت إلى استشهاد أكثر من أربعين ألف فلسطيني، اصابة عشرات الآلاف وتشريد مئات الاف وتدمير كامل للبنية التحتية في شمال ووسط وجنوب القطاع. كما انه لم يقترح أي حل جذري لإنهاء الاحتلال للضفة الغربية المستمر منذ 50 عاما.

وازاء الأكاذيب التي اختلقها والواضحة للعيان، فقد لاقى التصفيق العارم من قبل النواب الجمهوريين وبعض الديمقراطيين، وقد تغيّب عن الجلسة أكثر من 90 نائبًا ديمقراطيًا، وواجهته في الخارج مظاهرات عنيفة مؤيدة للقضية الفلسطينية.

هذا واستضاف داخل قاعات الكونغريس، ضيوفًا من عائلات الاسرى والجنود الإسرائيليين، حيث ركزت الكمرات على أحد الجنود الإسرائيليين من أصل اثيوبي كان يلبس الزي العسكري واحد الجنود الذي يدعى عرفان لغريفي ووصفه بانه مقاتل عربي شرس ضد الغزيين.

هذا واعتقلت شرطة الكونغريس أربعة من عائلات الاسرى الذين أتوا مع نتنياهو، وحلو ضيوفا عليه بعد ان كتبت على ملابسهم وقّع الصفقة الآن وقد اعتقلوا ا لأكثر من 72 ساعة.

ولم تدر الجلسة نائبة الرئيس كامله هريس التي تغيبت وبشكل متعمّد عن خطاب نتنياهو، الذي دُعي اليه من الكونغريس وليس الإدارة الامريكية.  وقد اضطر بايدن لاستقباله خاصة في هذه الظروف الذي استقال عن الرئاسة في مطلع شهر يوليو/ تموز بعد المناظرة المذهلة التي أدت الى اجبار بايدن على الاستقالة من مناقشة دونالد ترامب على الرئاسة التي ستجرى في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 حيث تنازل بايدن لكامله هريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي، هذا واجتمع نتنياهو بعض الخطاب الرئيس الضعيف الذي وصف  بالبطّة العرجاء في هذه الفترة العصيبة من ولايته والذي وصفه نتنياهو بانه الرئيس الأمريكي  الأكثر صهيونية منذ خمسين عاما،  ودام الاجتماع في البيت الأبيض مع بايدن، ما يقارب الساعتين حيث دفع به لإسراع في توقيع صفقة مع الجانب الفلسطيني من اجل وقف الحرب.

وفي اجتماع منفرد سادته البرودة والجفاء مع نائبة الرئيس كامله هاريس، دعته أيضا الى الإسراع في توقيع الصفقة من اجل وقف نزيف الدم وعدم قتل المزيد من المدنيين، وهذه هي الجملة الوحيدة التي قيلت لصالح الفلسطينيين، خلال الأسبوع الكامل لزيارته لواشنطن، وخطابه في الكونغريس ولكن التأييد المفرط له كان خلال لقائه مع دونالد ترامب، حيث ذهب خصيصا للقائه الى فلوريدا وهنالك عاتبه ترامب عندما قال له لماذا لا يصوت اليهود في امريكا بالكامل لصالح الحزب الجمهوري على الرغم من انني ادعم إسرائيل وبقوة مطلقة. 

ويراهن نتنياهو على صعود ترامب والحزب الجمهوري الى الحكم في الانتخابات المقبلة، ولا يعير الكثير لصعود كامله هاريس في الانتخابات المقبلة، على الرغم من ان هنالك احتمالات قوية لنجاحها في الانتخابات، وإمكانية سحق ترامب حيث بدأت تتهمه بالاحتيال والسرقة والديكتاتورية المطلقة، كراهية النساء والاعتداء عليهن والملفات الجنائية بحقه.

اما نتنياهو الذي لا يوقع على الصفقة مع حماس ويستعمل الحيل والاعذار، إذا كان ذلك مرة في الدوحة او في روما او بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فلدلفي، او عدم السماح للمسلحين الفلسطينيين بالتنقل من الجنوب الى الشمال والسيطرة على قطاع نتساريم، وإعطاء إسرائيل الأسماء الكاملة للأسرى الإسرائيليين الاحياء والاموات، فان كل ذلك يعتبر محاولة واضحة للتهرب من التوقيع على صفقة التبادل بينه وبين حماس، إضافة الى انه يخبّئ بندًا سرّيًا في هذه الصفقة، وهو إمكانية حريته في فتح معركة جديدة حتى خلال توقيع هذه الصفقة.

ويعتبر خطابه في الكونغريس ومراهنته على ترامب والجمهوريين، بمثابة عدم التوقيع على مثل هذه الصفقة والاستمرار بالحرب، حتى بداية عام 2025 ودخول ترامب إلى البيت الأبيض.

مقالات متعلقة