الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 30 / أكتوبر 07:02

أثر العنف ومضاعفاته على نفسية أولادنا

صالح نجيدات
نُشر: 31/07/24 10:48

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

المواطنون في الكثير من بلداتنا يشتكون ويتذمرون من اطلاق نار ليلي في بلداتهم يسبب الازعاج والذعر للأولاد ,واحيانا تحدث شجارات عائلية وهذا العنف المستشري في بلداتنا له تأثيرا مدمرا على الفرد والمجتمع واضرار نفسية على اولادنا ,فقد اثبتت الأبحاث العلمية ان خوف الأطفال من العنف والشجارات وما يصاحبها من الصراخ وشتم وحمل أدوات الشجار كالعصي والسلاح وغيره وازيز الرصاص واستعمال المفرقعات يؤثر بشكل سبلي على نفسية الأطفال وتطورهم وعلى سلوكهم وتحصيلهم العلمي , ويصبحون عدوانيين اتجاه اقارنهم في المدرسة واتجاه إخوانهم في البيت.

وهذه الشجارات في بلداتنا والحرب الدائرة في غزة وجنوب لبنان بما فيها من ظواهر عنف والقتل والدمار تزيد الطين بله وتغرس في نفسية الأطفال العنف والتغصب القبلي , وعند كبر اطفالنا يصبح العنف اسلوبهم بالحياة ,وها نحن نرى كمية العنف المنتشر في مجتمعنا والمسيطرة على مناحي الحياة والمصالح التجارية للكثير من الناس , وهذه الشجارات تكرس العصبية العائلية وتنعكس سلبيا على نفسية وسلوك اولادنا , بالإضافة الى ذلك هذه الشجارات لا تحل المشاكل بل تؤجج الصراعات وتعمق الهوة بين أبناء البلد الواحد وتعقد الأمور وتجعل الحياة جحيم لا يطاق , وهي تعيدنا الى الجاهلية الأولى والى الأيام السوداء المظلمة من تاريخ ايام داحس والغبراء , واحيانا هذه الشجارات لا سمح الله تؤدي الى القتل واراقة الدماء والى جلد الذات , وتشريد الناس من بيوتهم , وما نراه اليوم من عنف وقتل ما هو الا نتيجة اهمال تربية الأولاد ونتيجة تصرفاتنا العنيفة غير الواعية اتجاه بعضنا البعض والتي تنعكس سلبيا أيضا على اولادنا ,وللأسف اصبح السلاح المهرب ليس فقط بأيدي عصابات الاجرام بل اصبح بأيدي العائلات الكبيرة مما يؤجج بذور الشر , فأرجوكم كل الرجاء ان لا تورثوا لاولادكم العصبية الطائفية والعائلية ولا تورثوهم أساليب العنف في حل المشاكل , ولا تنقلوا لهم امراضنا الاجتماعية ولا تغرسوا فيهم البغضاء والكراهية وتلوثوا عقولهم بفيروسات امراضنا الاجتماعية الكثيرة .

اخوتي الأعزاء : المشاكل التي تحصل بين ابناء البلد الواحد يجب ان لا تحل بالعنف , بل تحل بالحوار والتروي والحكمة من اجل المحافظة على العلاقات والنسيج الاجتماعي , وعلى أبناء البلد الواحد الامتناع عن الآراء المسبقة ونظرة الاستعلاء تجاه الآخرين , ويجب ان يكون التعامل بالاحترام المتبادل , فاذا غاب الاحترام بين أبناء البلد الواحد ينعدم العيش المشترك .

الاخوة الأعزاء , الشر من شرارة , والعنف يجر العنف , ولذا يجب اغلاق كل ابواب الشر ومسبباته , والعاقل اليوم يجب ان يستعمل عقله بدل استعمال العضلات والقوة في حل المشاكل , والابحاث العلمية تشير على ان الانسان الضعيف عقليا هو الذي يستعمل العنف لعدم استطاعته حل مشاكله , لان العقل السليم هو الذي يتحكم بتصرفات الانسان .

علينا كأبناء بلد ان نكون متسامحين اتجاه زلات وهفوات بعضنا البعض , فالإنسان المتسامح هو الانسان القوي والشجاع وفقط الانسان الضعيف هو من لا يستطيع مسامحة الآخرين . وقلبها النابض وبدونه تنقلب الحياة الى جحيم , ولذا المحافظة عليه ونشره هو مصلحة كل واحد منا . علينا الاحتكام الى العقل وحل المشاكل بالحكمة والتروي والسعي الى الصلح لأنه سيد الاحكام , وان لا يستعمل العنف في حل المشاكل , لان استعماله يزيد الطين بله , وعلينا الاهتمام بتعليم وتربية أولادنا منذ نعومة أظفارهم .

مقالات متعلقة