تاليا أنطون مرجية من يافة الناصرة العمر 20 عامًا، أعمل اليوم كمتطوعة من خلال الخدمة الوطنيّة في النيابة العامّة في الشمال في القسم المدني. كما وأخدم في كشّافة اللاتين في يافة الناصرة. أنهيت تعليمي في الثانوية تخصّص كيمياء واتصالات وأنوي أن أبدأ تعليمي الجامعي في موضوع المحاماة في السنة القريبة. منذ صغري وانا أحلم ان أكون محامية لذلك اخترت ان اتطوّع في النيابة العامّة في الشمال وذلك بدعم من اهلي.
ما طبيعة عملك وتطوّعك في النيابة العامّة المدنيّة؟
من خلال عملي اقدم خدمة السكرتارية والعمل المكتبي إذ اقوم بالردّ على الهاتف واستقبال الجمهور والردّ على توجهات الجمهور ومساعدتهم بالخدمة التي يطلبونها من النيابة العامة، نقوم بفتح ملفات وتسجيلها في سكرتاريا المحاكم. من خلال عملي أقوم أيضًا بالتواجد في جلسات محكمة كجزء من الجمهور للتعلم حول الجلسات وكيفية سيرورتها. فمن خلال العامين الأخيرين قمت بمشاهدة عدة جلسات في ملفات جنائيّة على وجهه الخصوص وأيضا مدنيّة. كما واقوم من خلال عملي بمتابعة لوجستية للملفات من خلال التواصل مع سكرتاريا المحاكم. من اكثر ما أحببت في عملي هو مساعدة المحامين في النيابة العامّة من خلال ترتيب الملفات والأوراق ومساعدتهم في جمع الملفات.
في بداية رحلتك مع النيابة العامّة في الشمال الوحدة المدنية هل كنت تعلمين ماذا ينتظرك من عمل وطبيعة التطوّع في النيابة؟
في البداية لم اعرف ماذا ينتظرني لذلك كنت قلقة بعض الشيء واكثر ما أقلقني هو حاجز اللغة. فكوني تخرّجت من مدرسة عربية فإن اللغة العبرية لم تكن متداولة بشكل يومي في بيئتي لذلك كان هذا بمثابة حاجز وقلق قبل البداية. كما ولم اعرف او افهم المصطلحات القانونيّة والقضائيّة التي سمعتها او كيفية التعامل مع المحامين وغيرهم من الإدارة في النيابة. ولكن بعد وقت قصير حصلت على دعم كبير ومساعدة قيّمة جدًا من المسؤولين وطاقم المحامين وخصوصًا المحاميات العربيات اللواتي ساعدنني في الاندماج في العمل وأيضًا كنّ دائما يجبن على أسئلتي وتساؤلاتي بكل دعم ومودة واحتضان لذلك وبوقت قصير اختفى حاجز اللغة واستطعت ان أندمج بالعمل بسرعة وذلك بفضل الدعم التي حصلت عليه من الإدارة والمحاميات وكل طواقم العمل الموجودة في النيابة.
في أيلول 2024 ستنهين عملك في النيابة وتنطلقين للتعليم الجامعي. ماذا منحك العمل التطوعي في النيابة؟
في البداية كانت هنالك فجوة كبيرة ما بين كوني طالبة مدرسة وما بين الحياة العادية والعمل. اما اليوم فأنا انتقلت للحياة العادية كشخص بالغ، هذه التجربة جعلتني أنكشف على حياة أخرى اذ بها اتواصل مع مجموعات مختلفة وجمهور مختلف فأنا اليوم مسؤولة أكثر ويهمني الالتزام بالوقت ففي عملي ولأول مرة يكون لدي تقريبًا نظام عمل كامل من الـ 8:00 صباحًا حتى الرابعة عصرًاخمسة أيام في الاسبوع فهذا لم يكن في السابق. كما وأن لغتي العبرية تطورت وأصبحت أقوى وحصلت على مهارات جديدة في التعامل مع اللغة.
في الآونة الأخيرة حصلت على شهادة امتياز... أخبريني عن الشهادة؟
من خلال تطوعي التزمت بالعمل بصورة جديّة وكنت اهتم بأدقّ التفاصيل وأتمم عملي على أفضل وجه ولذلك نلتلقب التميّز والامتياز في العمل بسبب الالتزام ولأن التطوع لم يكن فقط لقضاء وقت فراغ وانما لكي اتعلم واستفيد اكثر واكثر
ما مدى المساعدة التي قدّمتها لك طواقم العاملين والمحامين العرب الذين يعملون في النيابة العامّة في لواء الشمال؟
الطاقم المهني العام اليهودي والعربي كان داعمًا جدًا وأنا كشابّة عربية افتخر جدًا بالمحاميات العربيات اللواتي يعملن في النيابة العامّة وتتبوّأن مناصب إداريّة هامّة ومركزية. كونهن نساء وعربيات قدّمن لي المثال المهني الرائع والذي ارغب يومًا ما ان أكون بمكانهن وأطمح للوصول الى نجاحاتهن. من خلال عملي التطوعي لمست مدى إلمامهم بعملهن القانوي الذي يعملن به وأيضًا حبهن وتفانيهن بالعمل. اهتممن جدًا بأن يقدّمن المساعدة لي والشرح المفصل حول كل تساؤل او توجّه اتقدّم به لهنّ وكن يحترمن تطوعي ودائمًا تشكرنني على العمل والمساعدة التي اقدمها لهن.
كلمة أخيرة
أنا أنصح بالتطوّع والعمل وعلى الأخصّ في النيابة العامّة لأن هذا يلغي حاجز اللغة ويكشفنا لعمل الوزارات المختلفة ويزيد الوعي والمعرفة لدى أي شاب أو شابّة عربية تطمح لتحقيق حلمها في إنجازات مستقبلية كبيرة.