الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 22:02

جارك القريب ولا اخوك البعيد

صالح نجيدات
نُشر: 23/08/24 15:31

هناك نوعان من الجيران، الجار السيء الذي يؤذي جاره، والجار الصالح والمؤدب الذي يهتم بتأدية حقوق جاره والعمل بالواجبات وفقا للدين والعادات مثل إلقاء السلام عليه وغض البصر عن محارمه والحفاظ عليه من كل أذى. وهناك الجار الجاهل السيء الذي تصدر منه مساوئ مضرة لجاره، فالجار المسيء؛ ذلك الذي يقف أمام مدخل بيتك، ويتعدى على موقف سيارتك، أو يترك مياهه الآسنة تجري الى بيتك، أو يلقي بالزبالة أمام بيتك، أو يخرج من منزله أصوات موسيقى صاخبه ومزعجة، أو روائح منفرة تؤذي جاره، وهو الجار الذي يراقب دخولك وخروجك، وينظر إلى نوافذك ومنافذك، يتابع ضيوفك والقادمين إليك، يترك أبناءه يجلسون على سيارتك التي أمام بيتك ولا يمنعهم من ممارسة لعب الكرة والصراخ بالقرب من منزلك، وهو الجار إذا مرُّ من أمامك لا يسلم عليك، ولا يسأل عن حالك، ولا يزورك اذا مرضت ولا يقف معك في محنتك، ولا يواسيك عند مصابك. فيا ترى! ماذا تعمل مع تصرفات مثل هذا الجار؟ اما تصبر على أذاه، ولك أجر الصبر العظيم؟ أم تظهر له تذمرك وتسعى إلى نصحه لاصلاح أخطائه وتصرفاته التي تؤذيك، او تتوجه الى اهل الخير والإصلاح لارشاده وحل الخلافات بينك وبينه بالتي هي احسن، أم تبيع منزلك وتبحث عن جارٍ غيره؟ أم تشكوه إلى الجهات الرسمية ذات الاختصاص لوضع حد لتصرفاته المؤذية.
هناك كثيراً من الأحاديث النبوية الصحيحة؛ التي تؤكد على أهمية احترام الجار وتقديره، وبذل المعروف له، والإحسان إليه، لكنه يغفل عن تطبيقها، ولا يعتني بالعمل والتقيد بها.
قيل للرسول عليه الصلاة والسلام: إن فلانة تصلي الليل، وتصوم النهار، وفي لسانها شيء (سليطة) تؤذي جيرانها، قال: " لا خير فيها، هي في النار".
ومن الأحاديث الشريفة: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه (شروره)". "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره". "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره". "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره". 
الديانات السماوية حثت على احترام ورعاية الجار والعناية بالجيرة وان حسن الجوار من أساسيات قيمنا وعاداتنا.
وعلينا منع أي اضرار واذى ضد جيراننا او نستعمل العنف في حل المشكل حتى نعيش عيشة طيبة ونحيا حياة هانئة سعيدة، وسالمة سليمة من الأذى والأذية.

مقالات متعلقة