للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
كثرت مظاهر الانفلات والفوضى داخل مجتمعنا نتيجة الإهمال التربوي وبسبب فشلنا بنقل موروثنا الحضاري الى أبنائنا، مما أدخل المجتمع في متاهات الفساد بأنواعه وأشكاله بدءا من الأسرة وانطلاقا إلى المجتمع، وقد أسفر اهمال التربية الاسرية لاولادنا عن ابتعاد الكثير منهم عن القيم الأخلاقية التي باتت سلوكياتهم مدعاة للفجور والفوضى، فلا إنسانية ولا حياة كريمة دون التزام بالقيم والعادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية المنضبطة والالتزام بقيم الحياء، فاذا فقدت الأخلاق والحياء فالانسان يتصرف بعيدا عن انسانيته، واليوم نعيش في موجة شديدة من الانفلات والفتن. تتخطى كل الخطوط الحمراء، وهذا مدعاة الفوضى السلوكية التي تتناسب مع الأهواء والغرائز الحيوانية، يقول الله عز وجل في كتابه: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) ـ سورة الفرقان (آية: 44)، فالهجوم القوي والتنمر ضد المبادئ الأخلاقية نجدها تملأ برامج التواصل الاجتماعي والانترنت واليوتيوب، ومن أمثلة الانفلات الغرائزي: موضة تعري الأجساد وعدم اللباس المحتشم والدعوة إلى إباحة المسكرات على انواعها - الدعوة للدفاع والتبرير للسلوكيات المثلية - الدعوة إلى الاختلاط الواسع النطاق والذي يكفل الاستسهال في تكوين أصدقاء من الجنس الآخر - واقامة علاقات جنسية محرمة.
للأسف هناك تلوث أفكار ابنائنا، حيث يأخذون قشور الحضارات الأخرى ويتركون جوهرها ويتأثرون بها، بالابتعاد عن العقيدة والدين والروحانيات يجعل الكثير من ابنائنا يستسهلون الكثير من السلوكيات المحرمة، نتيجة الابتعاد عن القيم الدينية، وللأسف نحن بواد وديننا بواد آخر.
للاسف الإهمال التربوي وغياب القيم الدينية والروحانيات ليس فقط ادى الى العنف والقتل في مجتمعنا دون اي رادع، بل ادى الى الجهل والفوضى التي قادت مجتمعنا الى فقدان الامن والسلم الاهلي للفرد والمجتمع.
كلمة عيب التي تعني الحياء كان لها تأثيرا كبيرا على عقول وتصرفات الافراد والجماعات في مجتمعنا قبل عدة عقود، وكلمة عيب هي من القيم الاجتماعية التي غرست في نفوس أبناء المجتمع آنذاك وكونت البوصلة التي على هديها وجهت تصرفات الفرد ورسخت المعايير الاجتماعية وكانت قائدة ورائدة في زمن الآباء والأجداد أي إنسان أساء التصرف. يستطيع أي كبير في السن في البلد ان يوبخه، ولا يعترض على توبيخه، كلمة عيب ضبطت وحكمت العلاقات بالذوق و وضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمة، هذه الكلمة عرفناها من أفواه الأمهات والابآء تقبلناها بحب وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة في أحرف. كلمة عيب التي خرّجت زوجات صابرات، صنعن مجتمعات الذوق و الاحترام و تخرج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة في الشهامة والرجولة.
واخيرا وليس آخرا، للاسف اهمال التربية الاسرية لا زال سيد الموقف ولم نتعلم الدرس، والأخطاء تتكرر، وإذا لم نهتم بتربية اولادنا تربية صالحة فسيبقى مجتمعنا يعاني الأمرين وينزف دما.