الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 16:01

سيد الفشل نتنياهو وحكاية "النصر الحاسم"  

أحمد حازم
نُشر: 09/09/24 07:25,  حُتلن: 13:32

واضح تماما وبشكل لا جدال فيه ان نتنياهو غير مهتم باي اتفاق حول الاسرى الإسرائيليين الذين هم في حقيقة الامر ليسوا من أولوياته من ناحية عملية. ولو كان الامر غير ذلك لاختلفت الموازين في كافة سلوكياته السياسية. المفاوضات تجري بلا جدوى ونتنياهو يكسب الوقت لتحقيق ما يسمى "النصر الحاسم" لتنفيذ مشروع شرق أوسط جديد بدون الفلسطينيين. هذه الأمور لها خلفيات ودلائل سابقا ولاحقا:

في الثاني والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر العام الماضي وخلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، رفع نتنياهو خريطة لمنطقة الشرق الأوسط عام 1948، وقال إن "إسرائيل كانت دولة صغيرة محاطة بالعالم العربي المعادي لها". وأشار إلى اتفاقات السلام مع مصر والأردن قبل عقود والى الاتفاقات الأخيرة عام 2020 وقال: "الآن أنظروا ماذا سيحدث عندما نبرم السلام مع السعودية." وعندها قلب اللوحة على وجهها الثاني فظهرت منطقة واسعة باللون الأخضر محيطة بإسرائيل وقال للحضور: "سيتغير الشرق الأوسط كله ونحن على أعتاب تحقيق إنجاز أكبر وهو السلام التاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية". 

وشملت الخريطة التي أظهرها نتنياهو مناطق مكسية باللون الأخضر الداكن للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تجري مفاوضات لإبرام اتفاقات سلام معها، ولم تشمل الخريطة أي ذكر لوجود دولة فلسطينية، حيث طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة إسرائيل، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملةً، بما فيها قطاع غزة.

ورأى محللون أن حادثة نتنياهو تعيد الجدل الذي تسبب بانتقادات لوزير مالية الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، عندما عرض خريطة إسرائيل في باريس وعلق قائلا: "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، وهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره الـ100 سنة"، مما أثار غضبا على الصعيدين الشعبي والدبلوماسي. وقال نتنياهو إن "إسرائيل تقترب من توقيع اتفاق سلام مع السعودية، وأن الاتفاقيات الإبراهيمية هي نقطة تحول تاريخية وأن بلاده تتقاسم مع دول عربية عدة العديد من المصالح".

محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، عاموس هريئيل، رجّح "استمرار الحرب لأنها بعيدة عن تحقيق أهدافها المعلنة، ورغم إن إسرائيل احتلّت وتسبّبت بمعاناة كبيرة للمدنيين الفلسطينيين، لكنها لا تقترب من انتصار حاسم ومن الصعب إخفاء ذلك ". حسب قوله. وهناك محلل اخر للشؤون السياسية في "هآرتس" اسمه يوسي فرطر، الذي يدعو إلى استعادة الأسرى "كهدف أوّل، لا بأس من وقف القتال لتحقيقه". ويصف فرطر نتنياهو، بأنه "لا يفقه لا بالأمن ولا بالاقتصاد ولا بالدبلوماسية، وسيّد الفشل متعدّد المجالات "

وأخيرا… لغتنا العربية لم تسلم حتى من قلة الاحترام لها كلغة ام، إذ صرنا نستعيض عن معظم كلماتها بأخرى عبرية بحجج سخيفة او على اعتبار أنّ ذلك اكثر حضارة "ويا عيني على هيك حضارة". فاين الحفاظ على الثقافة الوطنية؟

مقالات متعلقة