الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 11:02

المدرسة ليست مجرد مكان يتعلم فيه الطلاب

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 10/10/24 21:03

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

علينا أن نعي وندرك كأفراد ومجتمع أن الثروة التي يمتلكها أي مجتمع هي بناء مستقبل ابنائه وتماسك المجتمع ووحدته الوطنية ، وهذا هو السور و الحصن الواقي الذي نجح الرعيل الأول, اجدادنا وابائنا , في بنائه منذ عقود لحماية مجتمعنا من كل التحديات , وعلينا العمل جاهدين منع نقل امراضنا الاجتماعية ورواسب الماضي البالية السلبية من تعصب طائفي وعائلي من جيل الى جيل لانها تعتبر هذه السلبيات من مسببات تشتت وانقسام مجتمعنا , وهذا الشيء مرتبط بمستوى وعينا وفهمنا وقوة انتمائنا الى مجتمعنا وتفهم ما يدور حولنا من مخططات تشكل خطرا على مصير أجيالنا .
يجب علينا أن نواجه كل التحديات من اجل بناء مجتمع متنور يحظى بمكانة لائقة بين شعوب العالم ويتمشى مع متطلبات العصر ومستجدات التطور العلمي ، ويجب على الجميع أن يدركوا أن أكبر مقومات المجتمع هو قوة متانة نسيجه الاجتماعي المتحد والمتآلف   الذي يحترم كل واحد الآخر ، والقائم على تضافر الجهود والتعاون والمساواة ، ولا فضل لأحد على الآخر ، إلا بالمواطنة الصالحة والإخلاص في خدمة المجتمع .
وحتى نحقق هذا الهدف علينا أن نربي أولادنا على التعددية ونبذ الطائفية والعائلية حيث نرسخ هذه القيم في عقولهم وقلوبهم ويجب التفاني في خلق مجتمع متكافل متسامح يسأل الفرد: ماذا قدّمت لخدمة مجتمعك ؟ وليس ما طائفتك أو عائلتك ؟ .
وعلى المعلمين في مدارسنا تقع مسؤولية التعليم والتربية والتثقيف والتوعية من اجل تحقيق هذا الهدف , ويجب أن لا نقحم أولادنا وطلابنا في صراعاتنا العائلية المختلفة , وإذا كان العبث في نسيجنا الاجتماعي وإشعال نار الفتنة بين شرائح المجتمع الواحد يجب أن نواجهها بكل ما أُوتينا من قوة , وعلى المدرسة كمؤسسةً تعليمية تربوية عليها توحيد الأجيال المقبلة بتقليص الفجوات والفوارق وبناء نسيج اجتماعي يعزز تماسك المجتمع ، وتخريج مواطنين صالحين لمجتمعهم و مستعدين لبذل الغالي والنفيس لرفعته ، فالمدرسة ليست مجرد مكان يتعلم فيه الطلاب الكتابة والحساب والعلوم , بل هذه هي أسهل مهمة تناط بالمدرسة ، إذ مهمتها الأكثر صعوبة هي بناء وصياغة شخصيات طلابهم وتهذيب نفوسهم وإصلاح اعوجاج تصرفاتهم وتدفق مزيدا من دماء الوعي والعقلانية في عروقهم , وتخريج قادة للمستقبل متبرئين من أمراض التعصب والفتن وآفات التخريب ! ويجب أن نبعد كل المسببات التي من شأنها أن تجعل المدرسة تسير في المسلك المدمر ، ويجب أن نبعد كل الدوافع والمسببات والمشاكل والخلافات وحلها قبل أن يستفحل تأثيرها في مجتمعنا ومدارسنا ، ويجب منع أي خلاف أي كان مصدره أن يبث سمومه في عقول أولادنا لنتحول على أيديهم من مجتمع محصّن ضد الفتنة الطائفية والتعصب العائلي , إلى مجتمع صانع لها !! وهذا الشيء يتعلق بوعي قيادات المجتمع .
الدكتور صالح نجيدات
 

مقالات متعلقة