للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
عنوان تقدم الأمَم وفخرِها ومبعث أمنها وأمانها واستقرارِها مرهون بسلامة عقولِ أفرادها ونزاهة أفكار أبنائها ومدَى ارتباطهم بمكوِنات أصالتهم وثوابتِ حضارتهم وانتظام منظومتِهم العقيدية والفكرية ونوعيتها الثقافية والقيمية.
ومع أن الأمن بمفهومِه الشامل مطلَب رئيسي لكل أمة إذ هو ركيزة استقرارِها وأساس أمانها واطمئنانها إلاَّ أن هناك نوعاً يعد أهم أنواعه وأخطرها ، وهو بمثابة الرأس من الجسد لِما له من الصلة الوثيقة بهوية الأمة وشخصيتها الحضارية، حيث لا غنى لها عنه، ولا قيمة للحياة بدونه، فهو لب الأمنِ وركيزته الكبرى، ذلكم هو تحصين فكر شباب الامة ,لان الأمن الفكري هو أساس تماسك الامة . فإذا اطمأنَ الناس على ما عندهم من أصول وثوابت وأمنوا على ما لديهم من قيم ومثُل ومبادئ فقد تحقق لهم الأمن في أَسمى صورِه وأجلَى معانيه وأَنبل مراميه، وإذا تلوثت أفكارهم بمبادئ وافدة ومناهج دخيلة وأفكار منحرِفة وثقافات مستوردة فقد دخل الخوف الىَ ديارهم واصبح يهدد كيانهم , لذلك يجب ان نحرص الامة على تعزيز جانبِ الأمن الفكري لدى الأفراد والمجتمعِ عن طريقِ تحقيق وسائل متعددة تسهم في حماية والحفاظِ على أفراد المجتمع من كل قرصنة فكرية أو سمسرة ثقافية أو تسللات عولمية تهز مبادئ الامة وتخدش قيمها وتمس بثوابتها.
وليس أضر على الأمة والمجتمعِ مِن رواجِ فكرٍ دخيلٍ يُبلبل العقولَ ، ولا شيءَ أسوأُ مِنْ تَطاحن الأفكارِ ، وتخلخل الثقةُ بالمُسَلَّمَاتِ، هذا يؤدي الى التنازعِ والفشلِ وقد نهي الله في هذا الموضوع وقال :" وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "
وثَمّةَ سبب مهِم في الخلَل الفكري ، وهو القصور في جوانبِ التربية والتعليم، ووجود الخلل في الأسرة ومناهج التعليم، ولقد أدرك الخصوم أن قوة الأمة تكمن في التزامها بعقيدتها وأن ذلك لن يتحقق إلاَّ بإيجاد ِ المناهجِ التعليمية العصرية والاهتمام والعناية بالشباب وتعليمهم وتهيئتهم للحياةليكون السور الواقي لهم من كل الانحرافات وتلوث الافكار.
الامة بحاجه إلى فتح أبواب الحوار الصريح الشفاف يقوده شرفاء الامة في حوار حضاري بنَّاء، وإن العدل في الحوار يتطلب شفافية ومصارحة ومصداقية من جميع الأطراف حتى تصل الأمة جميعها بأبنائها إلى ساحة الأمن الفكري واللحاق بركب الأمم المتقدمة .
الدكتور صالح نجيدات