الأخبار العاجلة
بعد سقوط النظام العراقي عام 2003 قال نزار حمدون مندوب العراق الدائم في الامم المتحدة للصحفيين وقتها:" انتهت الحكاية." والآن يجب على مندوب سوريا في الأمم المتحدة، قصي الضحّاك، أن يفعل نفس اشيء ويقول للعالم "انتهت الحكاية" حكاية دكتاتورية آل الأسد.
خلال حكم الطاغية حافظ الأسد (وأيضا في عهد ابنه بشار) رفع المنافقون للنظام والمنتفعون منه الذين كانوا يلعقون من بقايا صحونه، هؤلاء رفعوا شعار "الأسد الى الأبد" ظناً منهم أن الطاغية سيحكم سوريا وسيتحكم بشعبها طوال العمر. لكن الشعار تحول عكسياً الآن وأصبح "الأسد ذهب الى الأبد" يعني بدون رجعة. مبروك للشعب السوري ثورته ضد النظام القمعي الذي حكم البلاد بالحديد والنار 54 سنة ومنذ عام 1970. لكن لكل شيء نهاية حتى فرعون الذي طغى وتجبر كان له نهاية.
قادة فصائل المعارضة الذين أسقطوا النظام، كانوا في منتهى الذكاء بتوقيت الهجوم على مواقع الأسد وبالتحديد اجتياح حلب وحمص. وهناك باعتقادي ثلاثة أسباب دفعت هذه الفصائل للهجوم المفاجئ. أولها، الضعف الكبير للجيش السوري وثانيها، انشغال روسيا في الحرب مع أوكرانيا وعدم اهتمامها بنظام الأسد بعد أن دعمته عسكريا في العام 2015 وأنقذت نظامه، وثالتها، التراجع الإيراني عن استمرار دعم الأسد في البقاء في الحكم من خلال سحب قوات الحرس الثوري من دمشق. هذه الفرصة استغلتاها فصائل المعارضة وشنت هجومها على النظام ونجحت بكل سهولة في فرض سيطرتها على حلب وحماة ومن ثم حمص ودمشق دون أية مقاومة تذكر من قبل جيش الأسد.
ولكن سقوط بشار الأسد لا يعني أن الوضع في سوريا أصبح الأن "لين وعسل" فالمشوار طويل ومن المبكر جداً أن يعتري التفاؤل قلوبنا رغم سقوط النظام، حتى يتبين لنا الى أين ذاهبة سوريا في مرحلتها المقبلة. ولذلك يجب على قادة الثورة العمل بجدية على عدم السماح لقوى انتهازية مدسوسة تحاول الاصطياد في المياه العكرة لضرب أهداف الثورة، والحذر كل الحذر من "صوملة" سوريا أو جرها الى صراعات داخلية كما جرى ويجري الآن في ليبيا بعد سقوط القذافي، والحذر أكثر وأكثر من تقسيم سوريا كما جرى في العراق والسودان. إضافة الى ذلك احذروا الفوضى والسرقات التي من المتوقع أن تنتشر تحت هذا الظرف.
نقطة مهمة يجب العمل بها فورا وهي دعوة جميع اللاجئين السوريين الذين فروا هربا من قسوة نظام الأسد للعودة الى بيوتهم. فلا سبب الآن يمنعهم من العودة بعد سقوط النظام ولا سبب لهم في البقاء مشردين بعد أن تهاوت تماثيل بشار وأبيه من شوارع سوريا.
مبروك هذا الانتصار التاريخي الذي فتح باب الحرية لشعب عانى عشرات السنوات من القهر والفساد والظلم. صحيح أني في فرحة كبيرة لسقوط بشار الأسد، لكن فرحتي كانت ستكون أكبر لو تم القبض على الأسد وتمت محاكمته علنا أمام الشعب.
وأخيراً... الفنان أيمن زيدان اعتذر من الشعب السوري على دعمه للنظام الأسد. صحيح أنه اعتذار متأخر لكنه بالتالي اعتذر. وهناك في مجتمعنا العربي لا يزالوا حتى الآن يمجدون الأسدية. استفيقوا وانظروا لما يجري حولكم
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency