ودارت الأيام يا بشار الأسد. كيف كنت وكيف أصبحت. أبوك حافظ "المؤسس" للاضطهاد والقمع ومعسكرات الاعتقال للشعب السوري (والتي زج فيها آلاف المواطنين وأيضاً من الفلسطينيين واللبنانيين) حكم سوريا 30 عاما حتى وفاته عام  2000 واستمريت أنت بعده في الحكم الظالم حتى يوم سقوطك وتهاوي تماثيلك وتماثيل أبيك.

عندما احتلت أمريكا العراق وٍسقط نظام صدام حسين بتواطؤ مع حكام عرب آخرين كنت أنت يا بشار واحداً منهم. كنت تنظر مبتسماً كيف تهوى تماثيل صدام. والأن جاء دورك لينظر العالم كيف يدوس الشعب على تماثيلك في الشوارع السورية. ما أجملها من لحظة حتى وإن كانت صعبة على المنافقين الذين راهنوا على النظام السوري واعتبروه نظاماً وطنياً. فالدنيا دولاب يا بشار يا ابن حافظ.

الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اختلفت معه في مواقف تتعلق بالقضية الفلسطينية، لكني اتفقت معه في مواقف أخرى مثل قوله أيام حصار وإبادة مخيم تل الزعتر الفلسطيني في العام 1976 بدعم من قوات حافظ الأسد، حيث قال بالحرف الواحد:" نحن حوصرنا من شارونين، شارون إسرائيل وشارون سوريا" والمقصود هنا حافظ الأسد. وأنا أقول أن الثورة السورية حوصرت من هولاكيين: هولاكو روسيا  بوتين وهولاكو سوريا بشار. لكن الثورة نجحت أخيراً.

لم يعد الآن في سوريا لا أسد (ولا ضبع) ولا أي جنس من الحيوانات البشرية التي كالنت تفترس من يخالفها. لقد ولّى ذلك العهد الى غير رجعة. يوم السقوط هو يوم انتصار على الظلم، هو يوم الاستقلال الحقيقي. فرنسا احتلت سوريا 26 سنة بين عامي 1926 حتى1946 لكن حافظ وابنه (اغتصبا) الحكم54 عاما علماً بأن حكم "الأسدين" كان أقسى وأبشع بكثير من فترة الاستعمار الفرنسي.

هناك صحف عربية يومية ومواقع لم تتطرق أبداً لخبر سقوط النظام السوري كونها تدعم نهج الأسد. وكان بود هذه الوسائل الإعلامية رفع العلم الأسود حداداً على وفاة نظام الأسد. هؤلاء المنافقون للنظام السوري سيروجون لنظرية المؤامرة على نظام الأسد.  المؤامرة يا سادة تحاك ضد رئيس يحبه شعبه وجيشه وليس رئيساً تركه جيشه وهرب أمام الثوار وليس رئيساً يكرهه شعبه لدرجة أنه خرج للشوارع يرقص فرحاً لسقوطه. فعن أية نظرية مؤامرة تتحدثون؟

وأخيراً... أهنيء الصديق العزيز الفنان السوري المعروف عبد الحكيم قطيفان بسقوط النظام السوري، والذي أبدع مع الفنان القدير مكسيم خليل في مسلسل "ابتسم ايها الجنرال" الذي يتحدث عن ظلم النظام. والآن حان الوقت لتبتسم يا مكسيم.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com