قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، إن إسرائيل، حسب فهمه، "أقرب من أي وقت مضى إلى صفقة التبادل"، مضيفًا أنه "من الأفضل التحدث بأقل قدر ممكن عن هذه القضية". 

ووفق القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن كاتس، قال إن "الصفقة ستكون على مراحل"، بينما نقلت القناة الـ7 الإسرائيلية عن الوزير ذاته، قوله: إن "ممرا فيلادلفي (صلاح الدين) ونتساريم لن يشكلا عائقًا أمام الصفقة في ظل مرونة الطرف الآخر". وأوضح أن "الترتيبات المتعلقة بالأمن والسيطرة على المناطق المتنازع عليها ستكون جزءًا من المراحل المقبلة من الصفقة، التي تركز على تحقيق تقدم في الملفات المختلفة"، وفق تعبيره.

وفي يوم أمس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال نهاية الأسبوع بشأن خططه في سوريا وجهوده لتأمين إطلاق سراح الأسرى في غزة.

وأوضح نتنياهو: "لقد أجرينا مناقشة ودية ودافئة ومهمة للغاية. ناقشنا الحاجة إلى استكمال انتصار إسرائيل وتحدثنا مطولًا عن الجهود التي نبذلها لتحرير رهائننا". وقال نتنياهو إنه تحدث إلى ترامب مساء السبت بشأن هذه القضية، التي من المرجح أن تشكل أحد التحديات الرئيسية في السياسة الخارجية التي يواجهها ترامب عندما يتولى منصبه في 20 كانون الثاني/يناير. وأضاف نتنياهو: "سنواصل العمل بلا هوادة لإعادة جميع رهائننا، الأحياء والأموات".

وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي خلال، زيارة للمنطقة إن "اليوم لن يكون جميلًا" إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل تنصيب ترامب.

ورفض متحدث باسم ترامب يوم الأحد الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن المكالمة. وقال ترامب في وقت سابق من هذا الشهر إن الشرق الأوسط سيشهد "جحيمًا لا يطاق إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل توليه منصبه".

ووفق صحيفة "هآرتس"، قال مصدر إسرائيلي مطلع على محاولات التوصل إلى اتفاق تبادل، إن "هناك تقدمًا" في المحادثات غير المباشرة مع حماس.

وبحسب مصدر آخر، "نحن في مرحلة نحتاج فيها إلى اتخاذ قرارات ستحدد مصير المحادثات. ويمكننا أن نفترض أننا سنعرف خلال أيام ما إذا كان من الممكن تنفيذ الصفقة"، بحسب "هآرتس".

وأشار مسؤولون إسرائيليون وأجانب إلى أن الطرفين اتفقا على "إجراء المفاوضات تحت الرادار خلال الأيام القليلة الماضية وعدم الإدلاء بتصريحات عامة حتى لا يعرضا الاتفاق للخطر".

وقال مسؤول إسرائيلي ردًا على أنباء حدوث انفراج في المفاوضات: "يمكن التأكيد على أن هناك تقدمًا"، بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم". وتابع: "الاتصالات للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين ستكتمل بحلول عيد الحانوكا (الأنوار) [يبدأ في يوم 25 كانون الأول/ديسمبر]، نهاية الشهر الجاري، وأن يتم التنفيذ سيتم توزيع الصفقة على فترة طويلة من الزمن".

ووفق الصحيفة الإسرائيلية، يدور النزاع الرئيسي بين إسرائيل وحماس حول عدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة.

وأفاد المسؤول الذي اطلع على التفاصيل أن "إسرائيل لا تزال تنتظر إجابات من حماس، سواء فيما يتعلق بخطوط الصفقة أو فيما يتعلق بقدرة الحركة على إطلاق سراح المختطفين الذي تقوم به في إطار الصفقة"، بحسب قوله.

بدوره، قال القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك، أوفير أكونيس: "في هذه المرحلة، يمكننا القول إننا أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى في قطاع غزة. هذه مفاوضات صعبة ومعقدة للغاية، ولكننا جميعا نريد أن نرى الجميع في منازلهم قريبًا".

وفي يوم أمس، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقد مناقشات مرتبطة في "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، مشيرةً إلى أن هذا من ضمن المؤشرات على تقدم مفاوضات التبادل في غزة.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إنه "على خلفية المفاوضات المتقدمة بشأن صفقة التبادل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الليلة الماضية، بعد السبت، نقاشًا حول قضية اليوم التالي في قطاع غزة. وشارك في المناقشة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتز، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس ديوان رئاسة الوزراء يوسي فوكس، ومسؤولون آخرون".

وقبل حوالي أسبوع، قال مصدر مطّلع على ملفّ مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، خلال حديث مع "الترا فلسطين"، إنّ حركة حماس لمست جدّيّة مختلفة في جهود الوساطة، مع وصولها إلى مرحلة تبادل أسماء الأسرى الإسرائيليّين المقرّر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، التي تستمر لمدة 60 يومًا، إذ قدمت القائمة الأولية للوسيط المصري.

وأوضح المصدر، أنّه لم يتمّ حتّى اللحظة بحث تفاصيل المرحلة الثانية من الصفقة "الّتي تتعلّق بالضبّاط والجنود، على اعتبار أنّ الأولويّة للتفاهم مرتبطة في تفاصيل المرحلة الأولى، ومراقبة الجدّيّة الإسرائيليّة، ومدى صدقيّة الوسيط الأميركيّ، الّذي تعهّد باستمرار التفاوض وصولًا إلى وقف إطلاق النار بشكل نهائيّ".