الأخبار العاجلة

Loading...

غزة الفلسطينية وترامب الأمريكي ونتنياهو الاسرائيلي

احمد حازم
نُشر: 24/01/25 11:38

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في الثامن من أكتوبر عام 2023 وأيضا اندلاعها مع حزب الله، لم يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من وقف هذه الحرب ولم يستطع المبعوثين الأمريكيين من التوصل الى اتفاق لوقف نهائي لهذه الحرب. لكن بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية تغير كل شيء. فبعد أيام قليلة من فوزه، صرح ترامب بأن هذه الحرب يجب أن تنتهي مع استلامه الحكم وسيشهد

الشرق الأوسط تغييرا جذريا. بعدها قال عاموس هوكشتاين المبعوث الأمريكي الى لبنان ان مهمته في لبنان لم تكن فقط بتكليف من بايدن بل من ترامب أيضاً. 

 وبالفعل حدث ما قاله ترامب. الاتفاق مع لبنان (والمقصود حزب الله) قد تم في أواخر شهر تشرين ثاني العام الماضي وفي التاسع عشر من الشهر الحالي تم الاتفاق على وقف الحرب بين إسرائيل وحماس وتبادل الأسرى على مراحل.

مرة أخرى لنكون صريحين: أنا شخصيا لم أكن أبداً من المؤيدين لسياسة ونهج دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، لكن اتّصال هاتفي واحد من ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي الخاصّ الجديد للشرق الأوسط مع نتنياهو أدّى الى التوصل لاتّفاق وقف النار في غزة. فماذا قاله ويتكوف وماذا حمل في جعبته من ترامب لنتنياهو لا أحد يعرف. لكن الواضح ان مندوب ترامب لم يكن ليناً في موضوع الاتفاق. هذا الأمر له دلالة كبيرة: ترامب لم يكلف نفسه بالاتصال بنتنياهو كما جرت العادة بينهما حول أمور المنطقة، بل كلف مندوبه الخاص بذلك. هذا المبعوث كما يبدو لم يستخدم لغة "الجزرة" مع نتنياهو بل لغة "العصا" لأن نتنياهو وافق على  ما طلبه منه المبعوث الأمريكي، أكان ذلك يعجبه أو لم يعجبه.

موقف ترامب من غزة وإصراره على وقف اطلاق النار لا يعني أبداً هو تغيير في سياسته الشرق أوسطية. فموقفه من إسرائيل بشكل عام لم يتغير. ترامب قدم خدمات لإسرائيل لم تحلم بها: لقد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل اليها السفارة الأميركية من تل أبيب واعترف بحقّ إسرائيل في احتلال جزء من مرتفعات الجولان وأطلق مشروع الطريق الإبراهيمي لنقل العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من المقاطعة إلى الاعتراف والتكامل (تطبيع أربع دول عربية مع إسرائيل الامارات، البحرين، السودان والمغرب) والآن يحمل ترامب مشروع حلّ شامل للصراع العربي  الإسرائيلي منطلقاً من غزة. وبايدن أطلق يد اليمين المتطرّف الإسرائيلي الحاكم وآلته الحربية، وتركته يسحق أهل غزة. وتدخّل إدارة دونالد ترامب، كمال يراه البعض،  لم يكن من أجل وقف الإبادة وإنهاء الحرب، بل من أجل حصد نتائجها السياسية وتوظيفها مكاسب استراتيجيّة.

الأمر الواضح ان العالم وبالأخص العالم العربي ينظر اليوم الى ترامب انه الوحيد القادر على إخراج الشرق الأوسط من ازماته. وقد يكون ترامب قادرا على ذلك، لكن لكل شيء ثمنه. والنية الحقيقية لدى ترامب حسب اعتقادي انه يريد تغيير الشرق الأوسط على الشكل الذي تريده أمريكا أي شرق أوسط جديد حسب الوصفة الأمريكية.

ولكن ماذا بالنسبة لإسرائيل وتعامل ترامب مع نتنياهو؟ اسمعوا ما جاء بكل وضوح في مقال المحلل السياسي الأمريكي المعروف توماس فرديمان موجهاً كلامه الى ترامب:" ان طموحاتك ومصالح أميركا هي في الواقع الفتيل الذي قد يفجّر حكومة نتنياهو وربّما ينهي مسيرته السياسية وأنّ تطلّعاتك السياسية والدبلوماسية تتناقض جوهرياً مع تطلّعاته."

هذا يعني أن نهاية نتنياهو سياسياً قد اقتربت

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة