الأخبار العاجلة
لقد كان انهيار حكم الرئيس الديموقراطي جو بايدن، خلال رئاسته في السنة الأخيرة سريعا، وكشفت المناظرة بينه وبين دونالد ترامب ضعفه الجوهري والبنيوي كرئيس يمكنه ان يقود الولايات المتحدة كدولة من اقوى دول العالم، وتبين وبشكل واضح للعيان بانه رجل ضعيف جدا لا يسيطر على المعلومات والحقائق، حيث بدا عجوزا يحتاج الى مساعدة ودعم الغير في اختيار كلماته، ومن هنا كان انتصار ترامب مؤكدا وحازما وسريعا عليه، كما تم الكشف أيضا، بان بايدن كان بالفعل لا يقود سياسية الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع الأخيرة، بل كان هنالك في البيت الأبيض مجموعة من الموظفين المقربين لإسرائيل والمتعاطفين معها بشكل قوي، نظرا لأصولهم اليهودية كوزير الخارجية أنطون بلكنين ومستشار الامن القومي جاك سليبان واخرين، وبالفعل لم يكن بايدن يملك أي سياسية خارجية او داخلية للولايات المتحدة وعندما نشبت حرب أوكرانيا واحتلال روسيا لها، كان من الواضح ان هذه الإدارة الامريكية سوف تقوم بدعم حكومة أوكرانيا بالمليارات من الدولارات، وتجند حلف الناتو لمواجهة الغزو الروسي لها وهذا بالفعل ما كان.
وقد دعمت الولايات المتحدة أوكرانيا بأكثر من مئة مليار دولار كدعم عسكري ومالي لهذه الدولة، ولم تأخذ بالحسبان إدارة بايدن ما حدث في السابع من أكتوبر، لكن عندما نشبت الحرب بين إسرائيل وحماس تجندت إدارة بايدن بالكامل لدعم إسرائيل.
وتقول بعض التقارير إن الوليات المتحدة قامت بدعم عسكري واقتصادي لإسرائيل بما يساوي 44 مليار دولار، إضافة الى الدعم السنوي العادي الذي كان يصل الى أربعة مليارات من الدولارات،
وخلال 15 شهرًا الأخيرة لم يكن لإدارة بايدن أي سياسية خارجية على الرغم من انها دولة عظمى، سوى الاستمرار في الدعم المطلق لإسرائيل، وقد حملت هذه الإدارة شعار تحرير المخطوفين من حماس، حتى ان إدارة بايدن تبنت خطة نتنياهو لوقف إطلاق النار في الثاني من أيار الماضي 2024، لكن نتنياهو لم يوافق على ذلك، بل طالب المزيد وقام باحتلال محور فالدلفي في الثاني والعشرين من يوليو/ تموز الماضي، كي يفشل خطة وقف إطلاق النار وهي خطة نتنياهو نفسها التي تبناها بايدن.
وقد دعم دونالد ترامب والذي لم يكن رئيسا في يوليو/ تموز الماضي، مطالب نتنياهو بهدف افشال خطة بايدن لوقف إطلاق النار وهذا ما كان، حيث استمر نتنياهو في ابتزاز بايدن والحصول على مزيد من السلاح والقنابل الفتاكة والأموال من هذه الإدارة الضعيفة، حتى انتخب دونالد ترامب في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 2024 ، بحيث ان نتنياهو أراد الاستمرار في هذه الحرب وتحقيق النصر المطلق على حماس.
اما الجمهوريون في الولايات المتحدة ومرشحهم دونالد ترامب، فقد استمروا في سحق جو بايدن وخليفته كاميلا هاريس، التي لم تبل بلاء حسنا في السياق الانتخابي امام دونالد ترامب، بحيث فاز عليها ترامب فوزا حاسما وخرج الديموقراطيون من اللعبة السياسية في الولايات المتحدة، خاسرين خسارة تاريخية لا مثيل لها، حتى ان دونالد ترامب لم يستطع الضغط على نتنياهو واجباره للتوقيع على وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى، الى ان قام ترامب من صحوته ورأى انه يستطيع تحقيق انجاز جوهري ومعنوي على حساب بايدن، بحيث اجبر نتنياهو ان يوقع اتفاقية التبادل بهدف اصلاح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وبذلك صعد الى الحكم في البيت الأبيض بشعور قوي وبانه استطاع عمل أمور لم تستطع الإدارة الديموقراطية فعلها وهذا بالفعل ما كان.
وعند صعوده فان التحديات الدولية والداخلية تقف امامه بالمرصاد، فهناك العديد من الذين يتوقعون منه الكثير، لكن أعباء الحكم داخليا وخارجيا هي ضخمة ومن الصعب عليه ان يقوم بحلها في السرعة الممكنة كما يفكر الكثيرون.
فاذا نظرنا لأول وهلة على ادارته، فهنالك حكومة تتكون من أربعة وعشرين شخصا، غالبيتهم كانوا بعيدين عن السياسية وتسود حولهم الكثير من الشكوك، ولا اريد في هذه المقالة التطرق لصحفي كان نجما في شبكة فوكس نيوز، واصبح وزيرا للدفاع او اخرين، فهناك فقط أربع نساء من أربعة وعشرين وزيرا ابيض ووزيرا واحدا من اصل افريقي امريكي وهذه بداية غير مشرقة لمثل هذه الإدارة، ولا يوجد تمثيل لكافة الأعراق، كما انه قام بإلقاء عشرات الأوامر الرئاسية، المتعلقة بالأساس بأوامر اقتصادية مباشرة تضرب الطبقة الوسطى وتساعد على ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة، إضافة الى اصدار أوامر قاسية ضد المهاجرين بحيث تعلق إجراءات دخولهم الى الولايات المتحدة، وتمنع المهاجرين بالقوة وخاصة من المكسيك وأميركا اللاتينية من الصول الى الولايات المتحدة للحصول على جنسياتها، كما امر بأمر رئاسي بإقالة اكثر من خمسة وستين الف موظف في الحكم الإداري، خاصة في البيت الأبيض والوزارات المختلفة كافة، وهذه أوامر تطبق بشكل فوري.
وفي نفس الوقت بدأت بحملة سياسية ضد العديد من الدول الحليفة بحيث تمت حملة شعواء، تتمثل برفع الجمارك على العديد من الدول الصديقة وغير الصديقة للولايات المتحدة، حيث رفع هذه الجمارك على كندا والدول الأوروبية وبعض الدول الافريقية، لتصل الى أكثر من 25% وكل ذلك من اجل محاربة نفوذ الصين الاقتصادي، وسد العجز المالي الداخلي الضخم للولايات المتحدة الذي وصل الى أكثر من 2 تريليون دولار.
وامام ذلك فقد بدأ بالتفكير بخطوات اقتصادية يمكن ان تؤثر على العديد من الدول بحيث تكون برامجه السياسية مقنعة بأرباح اقتصادية لصالح مجموعته المسيطرة وادارته الحاكمة، ففي ما بتعلق بالصراع بين روسيا وأوكرانيا، الذي تحدث في الماضي بانه يؤمن بحتمية وقف اطلاق النار الفوري بين الطرفين، وانه يملك العلاقات الودية مع بوتين لإجباره على التفاوض مع أوكرانيا، الا انه يقول الان بانه في حال رفض بوتين التوقيع على اتفاقية سلام مع أوكرانيا، فانه سيفرض عقوبات اقتصادية على روسيا تجلب للولايات المتحدة أرباحا اقتصادية.
وفي مقابلة مع الاعلام الأمريكي في الرابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني، وبعد ان اتهم بالإخفاق بإطفاء الحرائق في لوس انجلوس ونورث كارولاينا، فقد قال بانه ينوي التوجه الى الاوبيك والمطالبة بتخفيض سعر النفط، وهذا الامر في طبيعة الحال موجه للسعودية والدول العربية والإسلامية المصدرة للنفط.
كما يمكن ان يقوم بزيارة السعودية كإحدى زيارته الأولية ويستنجي الأموال منها، لصالح الولايات المتحدة، بهدف حماية المملكة العربية السعودية، ولا نعرف حتى هذه اللحظة كيف سيكون الموقف السعودي بكل ما يتعلق بالمشاركة في أي اتفاقيات مستقبلية، يمكن ان تحاول إدارة ترامب فرضها عليها، اما إسرائيل وحكومة نتنياهو، فانهم ينتظرون دعما أمريكيا يقف من ورائه دونالد ترامب، يتمثل باستمرار السيطرة على غزة عسكريا وحتى ضم الضفة الغربية لها.
لكن اشتعال المنطقة السريع الذي يذهب بالشكل الذي لا تره إسرائيل هو عامل مؤثر أيضا، على سياسية السعودية ودونالد ترامب وبناء أي هيكلية إسرائيلية، يمكن ان تشكل بحسب الرؤية الإسرائيلية، فالوقت يسير ليس بصالح إسرائيل بحيث ان الحدود الجنوبية مع لبنان، يمكن ان تشتعل ويمكن ان لا تنفذ إسرائيل انسحابها حتى السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2025، كما ان حكومة نتنياهو تسير بطريق من الصعب ان تتم فيه عملية وقف اطلاق النار، وتبادل الاسرى مع حركة حماس، إضافة الى عملية التهجير والتنكيل الذي ينفذها في مخيم جنين، فكل هذه التحركات التي تعتبر سريعة، سوف تقف امام اجندة دونالد ترامب في القريب العاجل، وسوف تؤثر في طبيعة الحال وتختلط مع سياسته الداخلية والدولية وهذا ما سنراه قريبة.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency