* المومس تطلق العنان لنفسها، لتخوض معركة القوة، المال والجنس، لتحصد ضحاياها من حيث لا نتوقع

* سليم ضو-المدير العام لمسرح الميدان: اخذنا على عاتقنا في مسرح الميدان علاج قضايا اجتماعية

عرض مطلع الاسبوع في مسرح الميدان بحيفا عرضا لمسرحية "سيدة محترمة جدا" من اخراج منير بكري, وقد شارك بالمسرحية كل من: غسان عباس, علي سليمان, حسن طه, حنان حلو.
سيدة محترمة جداً"  المأخوذة عن مسرحيتي "مومس موقرة"  جان بول سارتر و "مومس تؤلف كتاباً"فتحي رضوان  تتناول عدة قضايا في مجتمع عنصري، تنقلب الحقائق لتجعل من الضحية مجرماً ومن المجرم ضحية، واصحاب السلطة والمال، يحدّدون من هو السيد ومن هو العبد، من هو الابيض ومن هو الاسود.

مومس، تعمل في خدمة سادة المجتمع، تجد نفسها ضحية لمؤامرة يحيكها الاسياد، لتجنيدها ضد ضحية اخرى بريئة.
ورغبة في الانتقام من هذا المجتمع الفاسد، تطلق المومس العنان لنفسها، لتخوض معركة القوة، المال والجنس، لتحصد ضحاياها من حيث لا نتوقع.
لقد حضر العرض حشد من عشّاق المسرح وعلى وجه التحديد المسرحيات الناقدة. حول اهمية هذا النوع من السرحيات عقب سليم ضو-المدير العام لمسرح الميدان:" اخذنا على عاتقنا في مسرح الميدان علاج قضايا اجتماعية فبدأنا بقصة خريف" التي عالجت موضوع الشيخوخة والوحدة التي يعيشها المسنين وقد شاركت بها برفقة زملائي مكرم خوري وسلوى نقارة" واضاف "مسرحية سيدة محترمة جدا هي المسرحية الثانية من هذا النوع المسرحي الناقد, فمن خلال المومس نعالج عفن المجتمع البشري بشكل عام ومجتمعنا العربي على وجه الخصوص فلا تنقصه هذه الصفات حيث تلعب فيه السيادة, الجاه, النسب, المال, المركز الاجتماعي والجنس دورا مهما, نعالج من خلال المسرحية قضايا العنصرية –الرجل الابيض والاسود, الرجل والمرأة, الاسياد والعبيد فالمومس تعري رجال المجتمع ذوي المكانة الاجتماعية المرموقة" واستطرد " طرح هذه القضايا من خلال زانية يتطلب جرأة كبيرة والمرأة بشكل عام مستضعفة ومستغفلة فكم بالحري عندما تكون مومس فهي بهامش الهامش ولكنها تصبح كالنمرة عندما تحشر بالزاوية فليس لديها ما تخسره".

وحول اهمية المسرح في المعالجة والتغيير الاجتماعي عقب : " المسرح برايي لا يصنع ثورات انا اؤمن بقدرة المسرح في التاثير على الجمهور ولذا قررت العمل على المسرحيتين, فله تاثيرا ايجابيا وقدرة على توعية الاجيال لناوح حياتية شتى, وان لمسرحية سيدة محترمة جدا تاثيرا قويا وصدى واسع في اوساط من شاهدوها وانا اوجه نداء لمجتمعنا العربي واحثهم على رؤية المسرح بشكل عام والمسرحيات الناقدة بشكل خاص".
غسان عباس عقّب : " برايي المسرحيات الناقدة لها دور مهم جدا فهي تفضح الساسة و"نخبة المجتمع" وتكشف قذارة السياسة ليس فقط المحلية وانما العالمية, والعهر في المسرحية يمثل عهر السياسيين وليس عهر المرأة فهي ممكن ان تبيع جسدها ولكن الساسة يفرطون بالغالي بالاخضر واليابس وحتى بابنائهم لاجل مصالحهم الشخصية" واصاف "لاول مرة يطرح المسرح العربي في البلاد هذه القضية وبهذه الجرأة ومعالجة قضية المرأة كعنصر  مستضعف مهم ولها حق الدفاع عن ذاتها.