في خطوة غير اعتيادية قام العشرات من مجموعة "انتماء وعطاء" في البلدات عرابة، يافا واللد يوم الجمعة بزيارة الى مدينة الخليل للتعرف على مجريات الامور وحياة المواطنين الفلسطينيين والتضامن معهم في ظل  الاستيطان اليهودي وسط الاحياء الفلسطينية وأعتداءات المستوطنين اليومية عليهم.



انطلقت الحافلة التي أقلت الشابات والشبان واشرف على تنظيمها مركزتي المجموعات حنان مرجيه وجهينه سيفي من مدينة القدس مرورأ بمستوطنة كريات اربع احدى أكبر المستوطنات الاسرائيلية المحاذية للخليل وصولا الى المنطقة H2 من مدينة الخليل التي تخضع اليوم للسيطرة الامنية الاسرائيلية بموجب أتفاق الخليل عام 98، علماً  أنه في العام 98 كان يسكن في هذه المنطقة والتي بداخلها الحرم الابراهيمي الشريف نحو 35 ألف نسمة تبقى منهم اليوم نحو 50 عائلة فلسطينية فقط،  يتحكم الجيش الاسرائيلي بتحركاتهم التي كثيراً ما تمنع أصلاً. زار المشاركون شارع الشهداء أحد الشوارع المركزية في مدينة الخليل المحاذي للحرم الابراهيمي الذي عج يوماً بزحمة المتسوقين الفلسطينيين وسياراتهم، ولكن من الصعب ان تشاهد  اليوم سوى طيور قليله تحلق فوقه وبعض سيارات المستوطنين الذين يصل عددهم بحسب بعض التقديرات الى 500.  أما نحو 100 دكان ومتجر كان يعتاش منهم السكان في هذا الشارع وشارع سوق اللحم وسوق الذهب فهي مغلقة اليوم بالاسلاك الشائكة بسبب تقطيع أوصال المدينة ومنع دخول السيارات الفلسطينية الى المنطقه H2 الخاضعة للسيطرة الامنية الاسرائيلية .

مدينة أشباح هكذا يمكن أن نسمي هذا الجزء من الخليل، وصمت رهيب لا يخرقة الى صوت الجيبات العسكرية وشتائم المستوطنين تجاه المشاركين الذين ذُهلوا لحجم المأساة اليومية التي يعاني منها السكان الفلسطينيين المحليين الصامدين رغم محاولات وسياسات التهجير.



متاجر مغلقة  وشبابيك حديدية يعجز النور عن اختراقها، ثكنات عسكرية في كل شارع وزقاق وعلى سطوح منازل المواطنين الذين تبقى منهم في المدينة نحو 50 عائلة فقط. أما عن ظروف طلاب مدرسة قرطبة الوحيدة في البلدة فحدث ولا حرج، فلا سيارات يسمح بأن تقلهم للمدرسة وحتى عند ذهابهم وعودتهم سعيا على الاقدام  فلا يسلمون من اعتداءات المستوطنين وشتائمهم، هكذا حدثونا بدموع القهر والاسى...



اما عائلة العزة التي زارها المشاركون للتضامن ودعم صمودهم في حي تل روميده فأنها وكغيرها من العائلات تصرخ وتستغيث من اجل التحرك السريع ووضع حد لانفلاتات المستوطنين الذين يعتدون عليهم في النهار والليل امام اعين القوات الاسرائيلية المسؤولة عن أمن المواطنين في هذا المكان بالتحديد !  فقد أستمع الوفد المشارك الى شرح واسع من السيد هاشم العزة،الذي يتعرض منزله للاعتداءات والتكسير على ايدي " جيرانهم"  افراد حركة "كاخ"  اليهودية المعروفة بتطرفها والتي تُعرض حياة افراد الاسرة الى الخطر اليومي جراء القاء الحجارة والزجاجات عليهم واقتحام بيتهم في ساعات الليل المتأخرة.



هذا وعبر المشاركون عن تضامنهم ودعمهم لصمود عائلة العزة الصامدين رغم كل المضايقات ومحاولات ترحيلهم بالطرق المتنوعة كالاغراءات المالية التي حدثونا عنها وغيرها...