توفي الحاج فايز يوسف عبد الجواد 60 عاما، من قرية اللجون المهجرة، وتاتي وفاته عشية نكبة فلسطين، المرحوم كان طفلا في نكبة فلسطين، خلال مهاجمة القرية على ايدي العصابات اليهودية، هربت امه كغيرها من سكان القرية خوفا على حياتهم، الام ظنت بانها احتضنت رضيها لكن عندما كانت في منتصف الطريق، اتضح لها بانها احتضنت الوسادة وابقت رضيعها في المنزل لتعود ادرجها وتنقذه. وكانت صحيفة "كل العرب"، قد انفردت في عددها الصادر منتصف ايار 2005 بقصة الحاج فايز يوسف عبد الجواد من ام الفحم الذي كان بطل المسلسل السوري،" التغريبة الفلسطينية"، الذي بثته الفضائيات العربية، حيث تحدث ودارت احداث المسلسل عن نكبة ولجوء الشعب الفلسطيني، وعن قضية التهجير  الفلسطينية عام 1948، وكان المحور الرئيسي في احدى حلقات المسلسل، قصة ام من قرية اللجون في منطقة ام الفحم، والتي هربت وشردت من بيتها مع اهالي ونساء واطفال القرية، خوفا على حياتهم ومصيرهم، وذلك في اعقاب هجوم العصابات اليهودية، التي داهمت منازل قرية اللجون. ومن شدة الذعر والخوف وهربا من الموت، وفي ظل البلبلة والخوف من المصير المبهم، قامت الام وعلى عجلة من السرعة بحمل واحتضان الوسادة، ظانة بانها قد احتضنت ابنها الرضيع، الذي بقي في البيت.

الام وبعد ان ابتعدت مع سكان القرية من شبح الموت، اردت تفقد طفلها الرضيع، وجن جنونها عندما اتضح لها بانها، احتضنت وخرجت بالوسادة، وابقت طفلها الرضيع وحيدا يواجه مصيره المبهم. وعليه، عادت الام ادارجها، غير مكترثة بشبح التهجير والتشريد، وعادت الى مسقط راسها في قرية اللجون اخترقت هجوم العصابات اليهودية، وذهبت صوب منزلها لتدخله لتحتضن طفلها الرضيع، واخذته معها حيث اللجوء والتشريد.
العائلة استقرت في مدينة ام الفحم، والطفل فايزكتب الله له العمر من جديد، ليستمر في حياته في المدينة، ويتزوج بعد ان ترعرع في المهجر مع عمه، وكانت له سلالة طيبة، وعشية النكبة وها هو فارس تلك القصة قد ترجل، ورحل الى عالم اخر هو عالم الموت. حيث حدثنا نجله يوسف فايز ان والده كان طيب الاخلاق يحب الناس ويحبونه واكثر ما يحب الاطفال وله من الابناء والاحفاد 22 نفرا، اصابته امراض عديدة، حيث عانى من عدة امراض سكري وهشاشة العظام والقلب.