شارك الآلاف من أبناء الطوائف المسيحية في البلاد، يوم الأحد، في المسيرة السنوية لسيدة الكرمل (تطواف العذراء) التي أقيمت في مدينة حيفا. وتقدم المسيرة غبطة البطريرك ميشيل صباح، وسيادة المطران الياس شقور، وعدد من الرهبان والكهنة، وشاركت في الاحتفال عدد من الفرق الكشفية من حيفا والجليل ومن يافا واللد والقدس.
وتعتبر هذه المسيرة تقليداً سنوياً تنظم بعد أسبوعين من عيد الفصح المجيد. ويعود تاريخ هذه المسيرة إلى 1919 في نهاية الحرب العالمية الأولى. ويشار أنه في عام 1914 طلب الجنود الأتراك من الرهبان الكرمليين القاطنين في دير الكرمل، باخلاء دير مار إلياس وكنيسة العذراء الواقعة على جبل الكرمل في حيفا خلال ثلاث ساعات، وسمح للرهبان بأخذ كل ما يستطيعون حمله حتى موعد الغروب حيث تم أخذ تمثال العذراء ووضعه داخل عربة الدير وانزاله الى كنسية رعية اللاتين في ساحة الحمراء (الحناطير) أو ما يعرف اليوم (كيكار باريز) وبقي التمثال في الدير حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
في نهاية الحرب قرر الرهبان مع مسيحيي حيفا إعادة التمثال إلى كنيسة العذراء ودير مار إلياس بتطواف وتراتيل وصلوات وشكر لحمايتها لهم خلال الحرب، والذي كان أيضاً بمثابة نذر، حيث تم اعادة تمثال العذراء في الأحد الأول بعد الفصح عام 1919.
ومؤخراً تقرر إجراء المراسيم في الأحد الثاني بعد الفصح. وهكذا جرت العادة كل سنة إجراء هذه المسيرة بمشاركة المسيحيين من جميع أنحاء البلاد، حيث يتم إنزال التمثال قبل يوم من المسيرة إلى كنيسة الرعية وفي اليوم التالي تبدأ المسيرة من الكنيسة في شارع "همجينيم" مروراً بحي الألمانية ومن ثم طلعة "ستيلا ماريس" لتختتم بكنيسة مار الياس على قمة الكرمل بأحتفال ديني كبير واضاءة الشموع.
وتجدر الاشارة أن التمثال الذي يتم نقله في المسيرة ما هو الا نسخة طبق الأصل عن التمثال الحقيقي حيث لا يتم استخدام التمثال الحقيقي حفاظا عليه وخوفا من سقوطه وحدوث أضرار له.