كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم الاثنين النقاب عن ان باحثا اسرائيليا اعد بحثا جديدا جاء فيه ان القران الكريم يثبت بشكل قاطع وغير قابل للتاويل ان فلسطين التاريخية هي ارض تابعة للشعب اليهودي وليس للعرب والمسلمين.

ورجحت الصحيفة ان يثير نشر هذا البحث ردود فعل غاضبة في صفوف فلسطينيي الداخل وفي صفوف العرب والمسلمين في جميع ارجاء العالم. وقال معد البحث الدكتور نيسيم دانا، الذي شغل على مدار سنوات عديدة مسؤول الاديان غير اليهودية في وزارة الاديان الاسرائيلية، ان المسلمين لا يقومون بتفسير صحيح لكتابهم المقدس، وبالتالي فان ارض اسرائيل، على حد زعمه، تابعة للشعب اليهودي، وهذا ما يؤكده القران الكريم.
واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى ان بحث الدكتور دانا يتمحور في نقض المقولات والمسلمات الاسلامية حول الاماكن المقدسة للمسلمين في القدس الشرقية المحتلة بشكل خاص وفي اسرائيل بشكل عام. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، يزعم الباحث الاسرائيلي، ان القدس غير مذكورة حتى ولو مرة واحدة في القران الكريم، علاوة على ذلك يزعم الباحث الدكتور دانا انه من خلال البحث في القران الكريم لا يمكن القول الفصل بان النبي العربي الكريم اعتلى الى السماء في ليلة الاسراء والمعراج من المسجد الاقصى المبارك، الذي يعتبر المكان الثالث من ناحية اهميته الدينية للمسلمين. وقال الباحث الاسرائيلي لصحيفة معاريف ان النبي محمد (صلعم) توفي قبل ستين عاما من بناء المسجد الاقصى المبارك، ومن هنا، اضاف دانا، يمكن التوصل الى بديهية بانه لم يعتلي الى السماء من المسجد الاقصى المبارك.
وقالت الصحيفة الاسرائيلية ايضا ان الباحث الدكتور دانا يقتبس في بحثه العلامة الاسلامي ابن تيموتة المشهور الذي كتب على حد زعم الباحث الاسرائيلي، ان كل من يدعي بان النبي العربي الكريم ترك ترك اثارا من كف رجله في المسجد الاقصى المبارك او قسما من جلبابه فانه يكذب. بالاضافة الى ذلك يزعم الباحث الاسرائيلي ان العلاقة بين الفلسطينيين والقدس هي علاقة غير مهمة بالمرة بحسب ما ورد في القران الكريم، لان كلمة القدس ذكرت في القران الكريم مرة واحدة فقط، وايضا يزعم ان ذكر المدينة المقدسة تم بصورة غير مباشرة. ونوهت الصحيفة الى ان الباحث الاسرائيلي اقتبس على حد زعمه آيات من القران الكريم التي تؤكد ان القدس تابعة للشعب اليهودي فقط وليس للمسلمين.
وقال الدكتور دانا للصحيفة الاسرائيلية انه لا يعرف فيما اذا كان عدم معرفة الفلسطينيين بهذه الامور نابعة من عدم معرفة ما ورد في القران الكريم، ام ان هذا التوجه الفلسطيني مرده اطماعا سياسية، على حد زعمه. يشار الى ان الدكتور دانا يعمل اليوم محاضرا في كلية ارئيل الجامعية المقامة في مدينة ارئيل المتاخمة لمدينة نابلس المحتلة، والتي قرر مجلس التعليم العالي الاسرائيلي قبل فترة وجيزة الاعتراف بها كاول جامعة اسرائيلية في الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967. واشارت الصحيفة الى ان الباحث، الذي عمل في وزارة الاديان الاسرائيلية على مدار اربعين عاما، سيقوم بنشر نتائج بحثه في مؤتمر اكاديمي سيعقد في القدس الغربية الاسبوع القادم بمشاركة شخصيات اسلامية من الداخل الفلسطيني. وزعم الباحث في حديثه للصحيفة ان النتائج التي توصل اليها في بحثه تعتمد فقط على مصادر اسلامية، مدعيا في نفس الوقت ان هذا الامر لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بافكاره ومعتقداته السياسية، مشيرا الى ان من لا يصدق ما ورد في البحث فانه على استعداد لترشيده الى المصادر الاسلامية التي اعتمد عليها.