Share this link via
Or copy link
إسرائيل دولة البيتار
دولة إسرائيل بقيادة الحكومة اليمينية الحالية تحولت إلى \"دولة البيتار\" لأن الذي يقودها ويسيّر سياساتها هو التعصب القومي والروح العدائية لكل ما هو غير يهودي \"
فريق كرة القدم الحائز على كأس الدولة \"بيتار القدس\" سمي على اسم المنظمة اليمينية \"بيتار\" والتي اتخذت من اسم الضابط اليهودي يوسف ترومبلدور الذي قتل أثناء مواجهات مع العرب بالقرب من تل حي قرب كريات شمونة اليوم. فريق بيتار القدس تجاوز اليوم حدود ملاعب كرة القدم والرياضة وأصبح هو الدولة، وأصبحت الدولة هو. بمعنى أنه المقياس لدرجة حرارة العنصرية وكره العرب في هذه الدولة.
إن شعارات وألحان \"الموت للعرب\" وتمني الموت للاعبين العرب ليست جديدة على مؤيدي هذا الفريق القومي جدا والعنصري جدا. ولكن الجديد أن ينضم لهذه الشعارات لاعب من الفريق هو بن شوشان، وهو أيضا لاعب منتخب إسرائيل لكرة القدم. والجديد أيضا أن تنسجم هذه الشعارات النشاز مع التسونامي العنصري المتصاعد عبر القوانين العنصرية المختلفة والمقترحة من قبل أحزاب لا تملك برنامجا أو خطة سوى الحقد على العرب والبحث عن وسيلة لإقصائهم وإجراء ترانسفير شعوري وفكري، كمقدمة للترانسفير المادي الجسماني.
دولة إسرائيل بقيادة الحكومة اليمينية الحالية تحولت إلى \"دولة البيتار\"، لأن الذي يقودها ويسيّر سياساتها هو التعصب القومي والروح العدائية لكل ما هو غير يهودي.
إن الاقتراحات العنصرية المختلفة تخدم بالتالي الشعار الأكبر للبيتار \"الموت للعرب\". هذا الشعار والعنوان للخطة القومية الكبرى هدفها \"تنقية\" أرض إسرائيل من غير اليهود لتصحبح يهودية صافية.
إن الندم الذي ينتاب أصحاب القرار في \"دولة البيتار\" على تركهم لنسبة من العرب عام 1948 وعدم تهجيرهم كما فعلوا مع الأكثرية هو الذي يقود سياسة هؤلاء القادة اليوم. فهم يريدون إصلاح الخطأ الذي ارتكبوه، وهذا الإصلاح لن يتم إلا عن طريق صهينة وتهويد الفكر والإنسان بعد تهويد الجغرافيا والمكان.
إن برنامج \"دولة البيتار\" هو برنامج الدولة السائرة نحو النظام الفاشي والشمولي المختبئ تحت ديمقراطية باتت واضحة في أوتقراطيتها الفاشية كنظام حكم تقوم على تقديس الدولة مكان تقديس الإنسان والفرد، وفرض هيمنة الدولة التام على كل زاوية من زوايا حياة المواطن، لأنها هدف وليست وسيلة، وكل مواطن هو في خدمة الدولة ومؤسساتها، وليس العكس.
فاشية \"دولة البيتار\" هي أخطر من ذلك إذا لم يوقفها العقلاء في هذه الدولة، لأنها قائمة على قداسة الأرض كونها \"أرض إسرائيل الموعودة لشعب إسرائيل في توراة إسرائيل\" كما يدعي أصحاب فكر أرض إسرائيل الكاملة. وهذه القداسة تعطي الشرعية لقادة \"دولة البيتار\" وحاخاميها أن يصدروا الفتاوى بإهدار دماء كل من يتنازل عن شبر من أرض إسرائيل الموعودة، وتجعل من غير اليهود \"أنجاسا\" يدنسون بوجودهم الأرض المقدسة.
إن \"دولة البيتار\" العنصرية سائرة في الطريق إلى الهاوية التي سبق إليها كل نظام فاشي وشمولي إن لم تجد من يوقظها من أحلام وكوابيس العنصرية والفاشية.