انطلقت السبت الماضي مسيرة التواصل مع مدينة القدس، التي تنظمها الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني وجمعية الأقصى، بثماني حافلات كان فيها بالأساس قيادات في الحركة الإسلامية في الداخل من عدة مناطق.

 
شملت محطات انطلاقة المسيرة، زيارات ومشاهدات، في خيمتي الاحتجاج، في حي البستان في سلوان، وخيمة "أم كامل" في حي الشيخ جراح، وزيارات إلى جبل الزيتون، والى مناطق ساخنة في المدينة منها: المناطق التي شطرها جدار الفصل العنصري إلى قسمين، وزيارات داخل البلدة القديمة، ومشاهدات داخل الحرم.

كانت الجولات بإرشاد مميز من قبل مرشدين وخبراء عرب مقدسيين، حيث تم التركيز على الأمور المعقدة داخل مدينة القدس. تجمعت الحافلات في موقعين في بداية المسرية أولها في خيمة "أم كامل" والنقطة الأخرى في خيمة البستان في سلوان، وقد اطلع الحضور على المأساة التي يعانيها المقدسيين جراء العمل الدؤوب الإسرائيلي لتهويد القدس، ومحاصرتها، وتفريغها من أهلها العرب، كما استمعوا إلى التحييز الواضح من قبل المحاكم الإسرائيلية إلى مخططات الحكومة من جهة، ومخططات الأوساط اليهودية المتطرفة، من اجل السيطرة على البيوت، والعقارات العربية، وطرد السكان العرب من المدينة.

وبخصوص حي الشيخ جراح بين المرشد في خيمة "أم كامل" أن الحي كاملا يوجد فيه حوالي ثلاثة بيوت مرخصة، وان بقية البيوت محمية بموجب اتفاقيات مع الإسكان الأردني قبل الاحتلال، واتفاقيات أممية، إلا إن إسرائيل تجاهلت هذه الاتفاقيات، كما أنها زورت أوراق طابو على أيد متطرفين وحصلت على العديد من العقارات العربية في مواقع إستراتيجية في القدس الشرقية، كما بين المرشد أن مئات القضايا تدور في أروقة المحاكم الإسرائيلية بخصوص الأراضي في القدس، والحديث يدور عن عقارات ذات قيمة كبيرة للعرب، وانتقد جميع المرشدين دور الدول العربية في قضايا القدس، وانتقدوا التجاهل الحكومي العربي اتجاه القدس التي دخل في جميع أرجائها السرطان الإسرائيلي على حد تعبيرهم!.
وبعيد انتهاء الزيارات تجمع الحضور في  المسجد المرواني في الحرم المقدسي، والتقوا بالشيخ محمد حسين مفتي القدس والديارا لفلسطينية، والشيخ النائب إبراهيم صرصور رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، وقيادات الحركة الإسلامية في الداخل.

افتتح اللقاء الدكتور منصور عباس المدير العام للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ورحب بالحضور، مباركا انطلاقة مسيرة التواصل مع القدس والمسجد الأقصى، وبين أن هذه الانطلاقة وان المسيرة ستتواصل على فترات متقاربة، وقد شملت هذه الانطلاقة القيادات الإسلامية في الداخل الفلسطيني، كخطوة أولى نحو توسيع أفاق هذه المسيرة الهادفة إلى مؤازرة الأهل في القدس، والتواصل مع المسجد الاقصى وقضاياه، والاطلاع على مآسي أهلنا في مدينة القدس الذين يفقدون المناصرة والمؤازرة على المستوى العربي والدول الإسلامية، كما أن هذه المسيرة تهدف إلى تشجيع اقتصاد العرب في القدس، وكذلك لحماية المقدسات الإسلامية، وغيرها من الأمور ذات الطابع التثبيتي للأهل، ولتنسيق الخطوات والخطاب مع القيادات الدينية في القدس، ومنها الأوقاف كي يكون العمل مثمرا، وفي إطار العمل الجماعي كي يعطي ثماره.
وفي كلمة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، رحب بالحضور، وشكر القيادات الإسلامية وعلى رأسها الشيخ إبراهيم صرصور، وبين أهمية مثل هذه الفعالية، والتي بين إنها تشجع وتثبت الأهل في القدس، في ضوء غياب الدعم الواضح والكافي لقضايا القدس من قبل الحكومات العربي، والإسلامية على المستوى الدولي، وبين المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تفريغ المدينة من سكانها العرب، والحملة المسعورة من قبل الجمعيات والأطر الرسمية الإسرائيلية التي تعمل ليل نهار على شراء العقارات العربية، في القدس الشرقية.

وفي كلمة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، قال:" بحسب رأيي لا ضير من دخول الكنيست الإسرائيلي للعرب،لأنهم باطلاعهم على الأمور، يدافعون عن الوجود العربي الفلسطيني في الداخل...". وأسهب الشيخ في الحديث عن أمثلة تدعم رأيه....
وفي نهاية كلمته بين الشيخ أن الأهل في الداخل الفلسطيني هم الأمل بعد الله، بعد أن حوصرت مدينة القدس، وبعد الجدار، وبين أن الأهل في الداخل دائما نجدهم في الصفوف الأولى في المسجد الأقصى، وفي الصفوف الأولى في الدفاع عن القدس والمقدسات.
وفي كلمة الشيخ حماد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية في النقب، بين أهمية هذه المسيرة، وضرورة التواصل مع الأهل في القدس لما فيه الخير لهم، وبين أن الإنسان يكون عزيزا بدينه، وناشد الجميع التمسك بحبل الله.
وفي الكلمة الختامية للشيخ إبراهيم صرصور رئيس الحركة الإسلامية فيا لداخل الفلسطيني، شكر الشيخ محمد حسين، والحضور، مبيننا أهمية هذه الفعالية، بالذات في هذه الأيام التي تشهد فيها الأحياء العربية في القدس عمليات هدم ومصادرة، علما أن الحملات ازدادت بشكل ملحوظ في هذه الأيام، وبين أن على الجميع اخذ دوره، وعلى الدول العربية والاسلامية، عدم ترك القدس تأكل وهم ينظرون، وبين إننا في الداخل الفلسطيني سنكون الخط الأول في الدفاع عن القدس والمقدسات، وناشد الجميع بالمشاركة في الفعاليات الهادفة إلى تثبيت الأهل في القدس، والفعاليات التي تهدف إلى المحافظة على المسجد الأقصى.