تحت رعاية وزير العلوم والثقافة والرياضة، غالب مجادلة، أقيم حفل توزيع جائزة التفرغ الأدبي لعام 2006 في قاعة فندق بلازا في الناصرة العليا ، وذلك بمبادرة من موفق خوري- نائب مدير عام وزارة العلوم والثقافة والرياضة ورئيس قسم الثقافة العربية، والقاضي فارس فلاح رئيس مجلس أمناء الجائزة، أقيمت الأمسية في نهاية الاسبوع الماضي وحضرها الوزير مجادلة، والنائبة ناديا حلو، وجمهور غفير من الشعراء والأدباء والمثقفين والمسرحيين والمبدعين العرب. وحصل على الجوائز (8) مبدعون عرب وهم: إبراهيم مالك، سالم جبران، د. جهاد عراقي، رشدي الماضي، ريحان تيتي، مالك صلالحة، موسى حلف، يعقوب يعقوب.



تخلل الحفل العديد من الفقرات الموسيقية لفرقة "وتر" وهم: وسيم عودة (عود)، مهران مرعب (قانون) وسرور صليبا (كمان) وقد تولى عرافة الاحتفال المسرحي والكاتب علي ذياب الذي أتحف الجمهور وادخل ألفرحه في قلوبهم، وشكرا المبادرين لهذا الاحتفال الرائع، تم دعا  موفق خوري المبادر الأول للمشروع الذي قال، أن الهدف الرئيس من الجائزة هو دفع الحركة الإبداعية الأدبية قدما إلى الإمام وتقديم الشكر المتواضع لمن كتب وأثرى مكتبتنا العربية بكتبه وأفكاره وثمرة دراسته وعقله ومشاعره.



وقال خوري: بهذه المناسبة أريد أن أقدم أجمل تحياتي لسعادة الوزير غالب مجادلة واهمس في أذنه بأننا نستطيع أن نخصص جوائز للمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والفولكور والسينما أيضا كتشجيع من الوزارة ومن سعادتكم للوسط العربي والثقافة العربية الغالية في بلادنا. وشكر  خوري كل من حضر هذا الاحتفال والإخوة جميل ناصر ولبنى زعبي وعمر مصالحة على تعاونهم في التحضير لهذا الاحتفال الرائع.



وقال القاضي فارس فلاح: ان الجائزة تمنح لثمانية كتاب وشعراء وأدباء ممن كتبوا وأجادوا وأبدعوا باللغة العربية ووقع عليهم اختيار هيئة التحكيم التي تعين سنويا من قبل مجلس الأمناء، وهي توصي بدورها بالفائزين أمام مجلس الأمناء الذين يستطيعون قبول التوصية كليا او جزئيا وحتى اليوم لم ترفض توصية لجان التحكيم التي تم الموافقة عليها بالإجماع. وأكد فلاح، بان هيئة محكمي جائزة التحكيم حرة في الاختيار حسب المواد المطروحة أمامها وبناء على معطيات الدستور.



وفي كلمة الكاتب حنا إبراهيم ممثل لجنة التحكيم قال: يشرفني أن أتكلم باسم لجنة التحكيم مع اني لست رئيسها والفضل يعود إلى كوني اكبر أعضائها سنا والى تواضع زميلي الأديب نمر نمر والدكتور عمر مصالحه اللذان يستحقان الشكر على ما بذلا من جهد مخلص، لعل في هذا الشكر تعويضا عما لحق بهما وبي أيضا من لوم أو انتقاد من بعض الذين لم يسعفهم الحظ بنيل الجائزة هذه المرة.



وقال عمر مصالحة: ان الشكر الجزيل لوزارة العلوم والثقافة بشخص الوزير غالب مجادله ومدير الدائرة العربية موفق خوري وبالطبع لطاقم الموظفين. ومما يسرنا أن نرى هذه الوزارة أخذت تحقق مبدأ المساواة الذي طالما نادينا به، ولعل العدوى الصحية تنتقل إلى بقية الوزارات.



وتحدت الكاتب حنا كيف تم اختيار الفائزين وان جائزة الإبداع تختلف اختلافا جذريا عن جائزة نوبل. فبينما تعطى الأخيرة للانجاز الأفضل دون اعتبار آخر، ففي جائزة الإبداع هناك اعتبارات أخرى كثيرة، حاولنا أن نكون منطقيين ومنصفين قدر الإمكان مع العلم أن ليس هناك حكم يرضي طرفين إلا فيما ندر، فما بالكم حين يرضي الحكم ثمانية ولا يرضى عنه 46؟ وقال حنا إبراهيم لقد قمنا بفحص المعلومات والتفاصيل المتعلقة بكل طلب بعمق وعلى مدى ثلاث جلسات طويلة. وأعطينا الحرية في اتخاذ القرار الذي نراه مناسبا، ومع ان  موفق خوري بصفته ممثلا للوزارة شارك في كل الجلسات إلا انه لم يتدخل في قراراتها لا من قريب أو بعيد على عكس ما اتهمه به البعض.



وقال بعد دراسة مستفيضة لكل الطلبات جلس كل واحد منا على انفراد وطلب أن يختار ثمانية أسماء من بين 45 متقدما، فوجدنا حين قارنا النتائج أن أربعة حاز كل منهم على إجماع الأصوات أي ثلاثة، وبعد ذلك أخذنا نفحص استحقاق من نالوا اقل من ثلاثة أصوات، حتى توصلنا إلى إجماع بشان الأربعة المتبقين.في مرة سابقة انحت شاعرة محترمة لم تنل الجائزة في حينه باللوم على لجنة التحكيم واتهمها بانعدام الأخلاق، وقال أنا متأكد أن هذه  لو كانت في اللجنة لما سلمت من اللوم. وأقترحه حنا إبراهيم على لجنة الأمناء الموقرة أن تبقي أسماء أعضاء اللجنة طي الكتمان كسر عسكري، أو أن تقيم لجنة استئناف لأنه ما من حكم لا يعترض عليه إلا حكم الله لدى المؤمنين ونحن لسنا آلهة.



وفي كلمة الشاعر سالم جبران ممثل الفائزين قال: اسمحوا لي أولا أن أتقدم بالشكر باسم زملائي وباسمي على تقديم الجائزة لنا، دعما لثقافتنا العربية. وتحدث حول ثقافتنا العربية المحلية ووصفه بورشه ثقافية عربية ضاربة جذورا عميقة في التاريخ، فقال الشاعر نحن شعب الفارابي وابن رشد، شعب المتنبي وأبي فراس، شعب ابن خلدون وطه حسين.



وقال ومع إننا بقينا به ال 48، أقلية ضعيفة،، مفككة، فقيرة، ذات مستوى تعليمي متدن، فان عمقنا الثقافي العريق بالذات، وارتباطنا بوطننا وطموحنا الضيق للتطور والحياة، هو ما جعلنا، رغم الحكم والقهر، تتطور مثل زيتونه في حقل مهجور، بلا عناية وبلا رعاية. وحققنا العجيبة الثقافية، بل أصبحنا شعبا يرد العلم الذي به نتقدم ونبقى ونناضل من اجل حقوقنا، وقال الشاعر بعد حرب 48 مباشرة، كان بيننا أكاديميون يعدون على أصابع اليد الواحدة. وعندنا اليوم 50 ألف أكاديمي من آل b.a وطالع وعندنا ثمانية ألاف طالب وطالبة في الجامعات وألوف أخرى في الكليات المنطقية. وقال لقد طورنا ثقافة وطنية إنسانية وطورنا صحافة وقامت عندنا حياة سياسية وحزبية وحدثت طفرة هامة في مكانة المرأة وفي كل التطور المدني الاجتماعي لشعبنا.



وفي الختام جاءت كلمة الوزير غالب مجادلة الذي قال: بهذه المناسبة، احيي واشكر جميع من حصل على الجائزة، اشكرهم على عطاءهم في مجال الكتابة والإبداع، وللذين لم يحصلوا على الجائزة أقول استمروا في الكتابة والإصدار. فوزارتنا تساهم في إصدار الإبداعات الأدبية وشراء الإبداعات الأدبية وتوزيعها على المكتبات العامة والاكاديميه، ليتعرف الجمهور الواسع على إبداعاتهم. ووعد الوزير مجادلة بتحسينات في الميزانيات في الوسط العربي خلال هذا العام. وقبل توزيع الجوائز شكر مجادلة مجلس أمناء الجائزة ولجنة التحكيم ومنظمي الاحتفال والحضور وتمنى طول العمر والعطاء للمبدعين المحتفى بهم.