* سعى المجتمع الاوروبي من خلال تخليد هذه الذكرى الى تذكير العالم بقول "لا" ابدية لمثل هذه الاعمال الوحشية وجرائم الحرب التي لا تغتفر

لم تكن الاربعة عشرة سنة الماضية كافية لاخماد لهيب متأجج لنسوة فقدن ازواجهن او اباءهن او اخوانهن او حتى ابناء عمومتهن, في مجزرة سربرنيتشا عام 1995, بعد ان شنت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو مالديك هجوما طال عدة ايام طال اوراح ثمانية الاف من رجال واطفال مدينة سربرنيتشا. قرابة الخمسة وعشرون الف امراة وطفل وشيخ هجروا من بيوتهم في ذلك الوقت, لاعمال العنف والاغتصاب التي لاقوه من القوات الصربية. تعتبر هذه المجزرة اكبر جريمة حرب وقعت في اوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية اواسط سنوات الاربعين من القرن الفائت.



اعلن البرلمان الاوروبي مطلع العام الجاري, عن الحادي عشر من تموز/يوليو يوم الذكرى السنوية لاحياء مجزرة سربرنيتشا. سعى المجتمع الاوروبي من خلال تخليد هذه الذكرى الى تذكير العالم بقول "لا" ابدية لمثل هذه الاعمال الوحشية وجرائم الحرب التي لا تغتفر.  الا ان محمد عبد الباري, يحذر من خلال مقالته في صفحات الرأي في الغارديان كتبها صباح اليوم, لاحياء ذكرى سربرنيتشا, حذر من خلالها من تصاعد العنصرية بشكل واقعي صارخ وفاضح يجعل خطورة وقوع مثل هذه المجازر اكثر قربا وواقعية.
يقول الكاتب ان الهجمات العنصرية الاوروبية على الاقلية من المسلمين والمساجد التي وصلت ذروتها من خلال مقتل مروة الشربيني في المحكمة في المانيا لمجرد ارتداءها الحجاب انما تهدد بالتفرقة وخلق شرخ وصدع قد يوقع البشرية في وحل تلك المجازر التي لا نزال نحيي ذكراها.
يضيف الكاتب ان احتلال الحزب الوطني البريطاني اول مقعد له في البرلمان الاوروبي وانتخاب احزاب يمينية متطرفة في ارجاء اوروبا وتصريحات الرئيس الفرنسي سركوزي بتحريم البرقة في بلاده, والتجاهل الاعلامي  الغربي-الاوروبي لمقتل مروة الشربيني واعتباره "حادثا", يدل على النزعة اليمينية المتطرفة التي يسمح لها القادة الاوروبيين في التمادى والانتشار في صفوف الاوروبيين بدل اضرام حرب فكرية لمحاربتها واخباتها.
لذا يختتم الكاتب بالتوصية الى اتخاذ ذكرى سربرنيتسا المؤلمة لتأكيد وتجديد العزم لمكافحة الكراهية العنصرية والدينية.