الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 06:02

الحياد للجبناء فقط-عناوين في الميزان-* محمد كناعنة – أبو أسعد

كل العرب-الناصرة
نُشر: 27/08/09 07:41,  حُتلن: 21:44

الاعتقال السياسي ليس ظاهرة عابرة في مسيرة الشعوب التحررية، وشعبنا الفلسطيني في معركة الحرية ما زال يدفع ثمنًا باهظًا على هذا الدرب، ونحن الجزء الحي والفاعل من هذا الشعب دفعنا وما زلنا ثمنًا لانتمائنا الطبيعي لشعبنا، ولدورنا الوطني في صراع البقاء والصمود، في معركة الحرية والتحرر، وما الحملة التي يتعرض لها شباب التجمع الوطني الديمقراطي إلاّ جزء من هذا الثمن.
خلال هذا الشهر تم مداهمة عدد من منازل رفاق التجمع الوطني واعتقال عدد منهم، ومن بينهم ليلى طه ابنة رئيس حزب التجمع السيد واصل طه وعضو اللجنة المركزية الرفيقة أماني إبراهيم وآخرين، بطبيعة الحال نقول إننا ندين هذا الإرهاب الجديد – القديم، ونستنكر هذه الحملة التي تطال شباب التجمع، ولا نقبل أن نقف على الحياد، فلا حياد في هذه الحياة، الحياد هو للجبناء.
إذ كيف من الممكن أن نقف نتفرج حين تكون المعركة بين العدل والظلم بين الحق والباطل بين العميل والوطني بين التقدم والتخلف، لا ليس مقبولاً هذا الحياد السلبي، وكما تصرفنا نحن في حركة أبناء البلد في مثل هذه المواقف، اعتبرنا أن المعركة معركتنا جميعًا حين كان الشيخ رائد صلاح ورفاقه في خندق المواجهة في حملة التحريض العنصرية على الحركة الإسلامية وكل الجماهير العربية في البلاد، وفي قضية النائب محمد بركة والدكتور عزمي بشارة، وفي كل قضايا الملاحقات السياسية لقيادات أو كوادر من مختلف الأحزاب والحركات السياسية العربية الفاعلة، هكذا نعتبر اليوم، بأنه علينا جميعًا أن نقف صفًا واحدًا.
ومن هذا الباب تنادت شبيبة حركة أبناء البلد في اليوم الأول من رمضان الكريم ونظمت اعتصامًا على دوار يوم الأرض في عرابة، لترفع صرخة الشباب الوطني القومي الملتزم بقضايا شعبه ضد الاعتقالات التي تطال رفاق التجمع الوطني، وهكذا علينا أن نتعامل مع قضايانا في حالة الفرز والحسم، بِنَفَس وطني وحس المسؤولية، هكذا نتعهد أن نبقى ولن نسمح للنقاش أو الاختلاف السياسي أن يكون الحكم في قضايا مفصلية، وهكذا ندعو كل فئات شعبنا إلى التصرف حتى نبقى جسدًا واحدًا صلبًا في مواجهة وحش العنصرية الصهيونية، والاستمرار في مسيرة الحرية والعودة والاستقلال.
وفي هذا السياق لا بُد من ربط الخيوط مع بعضها، مع علمنا أنّ هناك من يسعى إلى منع هذا الربط "لغاية في نفس يعقوب"، وكما ذكرنا سابقًا فإنّ هذه الهجمة المخابراتية على التجمع ليست منعزلة عن الملاحقة المستمرة لنشطاء من أحزاب وحركات سياسية أخرى وهي ليست بعيدة عن حالة الملاحقة المستديمة التي تتعرض لها حركة أبناء البلد، فخلال العام الماضي والحالي تم استدعاء العشرات من كوادر الشبيبة والحركة الطلابية وقيادات من أبناء البلد وردنا الحاسم دائمًا كان وسيبقى كذلك "إرهابكم لن يزيدنا إلاّ صلابة"، وهنا نستذكر حالة أللامبالاة في الموقف من قضية الشباب العرب المتهمين في ملف السفاح ناتان زادة، حيث يحلو للبعض إطلاق عليها اسم قضية شفاعمرو، إنّها قضية الشعب الفلسطيني، لا أكثر ولا أقل، وهي ليست مسرحًا للمزايدة ولا للغرور الإعلامي، ولا تنعزل هذه القضايا عن قانون النكبة أو قانون عَبرنة أسماء الأماكن والمواقع التاريخية أو قانون خصخصة الأراضي – وهذا القانون بالأحرى يجب أن نُسميه قانون تصفية أملاك اللاجئين – وهو ليس معزولاً عن خطة الرئيس الأمريكي اسود القلب باراك أوباما الهادفة إلى "إنهاء الصراع" عبر تصفية حق العودة وتوطين اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض الدول العربية، ومشروع مبادلة الأراضي في منطقة وادي عارة، أو بالأحرى "التخلص" من أكبر عدد ممكن من العرب في حدود ال 48 لصالح مبادلتهم بالتجمعات الاستيطانية الكبرى بمحاذاة الخط الأخضر، هذا عدا عن بناء جسور التطبيع الاقتصادي مع دول الخليج وهذا ليس منعزلاً عن خطة دايتون الهادفة إلى بناء أجهزة أمنية قمعية على غرار المعمول به في أنظمة الدول العربية وصولاً إلى ضرب وتصفية المقاومة في غزة والضفة وهذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا مع مشروع سلام فياض، الذي يتحدث عن إقامة دولة وإحلال السلام خلال عامين وهو بطبيعة الحال الضلع الثالث في مشروع أوباما – دايتون – فياض.
* أمين عام حركة أبناء البلد

مقالات متعلقة