الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 07 / أكتوبر 09:02

ديما دراوشة ما زالت تبحث عن منقذها خلف السنديانة... فهل ستجده أخيراً؟

كل العرب
نُشر: 18/01/10 13:24,  حُتلن: 13:26

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

كيف أبدأ ومن أين؟
حكايتي مع الزمان مريرة وقاسية. حكاية نسجتها أشواك القهر والعذاب وحاكتها دموع اليأس والحزن. هذه الدموع التي لم يستطع على اسكاتها الدهر.!
جبت مرة في الشوارع والأزقة , أبحث عن الحب والحنان اللذين أفتقدها وأناشد كل من عثر عليهما أن يبعث لي بقدر يكفي لإطفاء نار الكره التي تملأ قلبي وتدفي روحي من برد الغدر والحقد.
الطرقات خالية ومظلمة . برودة الموت تزين أزقتها. الوجوه عابسة ومتجهمة , والشفاه تفتر عن ابتسامة استهزاء ساخرة. العيون ذاهلة واليدان ترتعشان.
بت أبحث عن ذاك الشخص الذي أيقظني في حلمي من نار الزمان , واصطحبني معه الى جنة الفردوس حيث شعرت لأول مرة بحررارة الشمس الدافئة والألوان الزاهية التي تزين كل ما حولي. كانت الزهور تحني رؤوسها وتبعث في المكان عطرا فذا لم يشعره أنفي من قبل. كانت الأشجار تقترب من بعضها البعض لتوفر لي ظلا يقيني حر الشمس, واهبة اياي حنانا لم أحظ به قبلا.
رأيته يقف خلف السنديانة الكبيرة ماداً لي يده لأذهب اليه. الا أنني ما لبثت أن اصبحت قريبة منه حتى عصفت الرياح وهطلت الأمطار غزيرةً , أذابت بدورها كل ما هو جميل من حولي ليسدل الظلام مجدداً ستائره السوداء.
بتّ أصرخ وأطلب منه المجئ اليّ , ليدفئني , ليحميني, ليبعث الطمأنينة في قلبي, لكنه لم يستطع.
كان كلما اقترب اشتدت العاصفة ليعيد أدراجه الى ما وراء السنديانة , لتشكل حاجزا بيني وبينه, وكأن القدر اللعين يرفض لقاءنا, يرفض أن أجد أخيرا من يبعد عن قلبي الحزن, يرفض فرحي ويريدني دائما في دوامة اليأس القاتلة, التي ما يلبث أن يدخلها أحد الا ويضيع في دروبها المظلمة, تتناقله الأعوام متشابهة , ولا يصحو على نفسه الا وقد أكهله المرض فيمضي بقية حياته متحسرا على عمره الذي ضاع هباء.
أفقت من حلمي على صوت الجيران يتشاجرون. يا لسخرية القدر! هؤلاء الذين كانوا يصفون أنفسهم بالمحبين السعداء!!
وها أنا الآن.. ما زلت أبحث عن منقذي خلف السنديانة. فهل سأجده أخيراً ؟ أم سأمضي بقية أيامي تحت ستائر الحزن والأسى؟

مقالات متعلقة