للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
* صلابة الحاجة "أم عاطف" وكما يعرفها سكان الحارة الشرقية وأهل المدينة ككل إنها إنسانة مكافحة ومجدة ومجتهدة قد كانت أخت الرجال
*سجن ابنها ادخلها مرات عديدة في حالة نفسية صعبة وتراجعت حالتها الصحية مرات وحدثت مضاعفات والزمها الفراش وبقيت على هذه الحالة أشهر وسنوات ليتوفاها الله
عم الحزن عائلة غنايم في سخنين بعد رحيل الحاجة زكية خالد محمد حيادرة "أم عاطف" والدة علي غنايم أحد السجناء المدانين بقتل الصبي داني كاتس والمسجون منذ العام 1983 لتتوفى أم عاطف بحسرتها على ابنها الاسير منذ 26 عاماً ظلماً، بعد أن توفي أيضاً والده وهو يقبع بالسجن.
فقد مضى 26 عاما، ولا تزال عائلة السجين علي غنايم على قناعة من براءة ابنها من دم داني كاتس الصبي اليهودي من سكان حيفا وهذا الشعور قد انتاب والدة علي غنايم طيلة الفترة الماضية وكانت تصرخ بأعلى صوتها أن ابنها والشبان الآخرين فتحي غنامة وسمير غنامة ابرياء من أي جريمة اقترفت وهذا الأمر ادخلها مرات عديدة في حالة نفسية صعبة وتراجعت حالتها الصحية مرات وحدثت مضاعفات ادت الى الزامها الفراش وبقيت على هذه الحالة أشهر وسنوات ليتوفاها الله وهي حزينة مهمومة تفكر بأبنها علي بالرغم أنه قد تزوج خلال فترة محكوميته ورزق بابن وابنة غير أن فراق علي طيلة الفترة الماضية سوى للحظات يتم تحريرهم بها للبيت ومن ثم ليعود مرة اخرى ليحدثهم عبر الهاتف ومن وراء القضبان.
وأن صلابة الحاجة "أم عاطف" وكما يعرفها سكان الحارة الشرقية وأهل المدينة ككل إنها إنسانة مكافحة ومجدة ومجتهدة قد كانت أخت الرجال فكانت نعم الزوجة ونعم الأم سهرت الليالي على راحة أبنائها وعملت في النهار بأرضها فحرثتها وزرعتها ولا تجد شبر من أرضها الا وقد غرست فيه الأشجار والنبات فترى أرضها معطاءة باستمرار ويانعة مخضرة فكانت نعم المرأة الصالحة التي خدمت أهل بيتها فأحبوها واكرموها وبقيت هكذا حتى يوم أن القي بابنها علي الى ما وراء القضبان وهو يمكث فيها لأكثر من عقدين ونصف ومع سجن ابنها كانت فيهم أشد من القيد خلف القضبان الا انها ذاقت العلقم وذاقت مرارة العائلات الفلسطينية التي خضع فيها ابنائها للسجن فقط لأنهم فلسطينيون وكذلك الأمر فإنه ينتاب جميع عائلات المتهمون بقتل داني كاتس ان ابنائهم يحاكمون بلا أي ذنب اقترفوه وبدون أي دلائل او قرائن الا لأنهم عرب تواجدوا في الحي المذكور عند اختطاف الصبي.
وعلي غنايم اعتقل في العام 1983 وقضى قرابة 26 عامًا من مدة حكمه القاضية بسجنه مؤبد ذاق خلالها مرارة السجن ظلماً وكان ذلك يساهم في عذاب الام التي ترى ابنها يؤكد براءته بينما لا تجد أحد في العالم ينصفه وفقد شبابه وحرمت هي منه ومن حنانه كل خلال السنوات الطويلة، وهاهي تغادر الدنيا بحسرة الأم الرؤوم التي تفكر بابنها وفلذة كبدها عن عمر يناهز 81 عام، وليصادف يوم خروجه للنقاهة الممنوحة له يوم وفاتها ويتمكن من أن يشارك في تشييعها ورؤيتها قبل دفنها ولو للمرة الأخيرة، وهذا ما حرم منه سمير غنامة يوم وفاة والدته حيث لم تسمح ادارة السجون باطلاق سراحه لساعات معدودات لتوديع والدته والمشاركة بجنازتها ، واليوم قد تحول السجناء الثلاثة فتحي غنامة وسمير غنامة وعلي غنايم ايتام الوالدين بعد ان فقدوا والديهم خلال مكوثهم وراء القضبان في قضية انسانية كبرى يهتفون خلالها منذ 26 عام انهم ابرياء ولم يرتكبوا حادثة القتل وان القتلة ما زالوا طلقاء .
وان لقاء علي غنايم بوالدته واحتضانها قبل مواراتها التراب كان بمثابة الجائزة بتذلله أمام عظمة الخالق وعظمة الموقف الرهيب وليقف أمام أعز مخلوق عليه التي ربته وكانت نعم الأم الحنون عليه حتى يوم وفاتها مقابل إنها لحظات مؤلمة وصعبة يعيشها اليوم علي غنايم في السجن ويرفع يدي الضراعة بالرحمة والمغفرة لامه الرؤوم الحنونة ولينام ويحلم بانه بين ذراعيها ويعانقها بشدة وحرارة وينام على صدرها كما كان يتمنى وكما نحن أيضاً نتمنى.