الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 07:01

جسر الزرقاء تحيي تراث الآباء والأجداد وتعيد الماضي في الذاكرة الأبدية

ابراهيم ابو عطا
نُشر: 23/08/10 11:35,  حُتلن: 02:05

مشروع لإقامة أول مركز تراث وحضارة في جسر الزرقاء

فكرة اقامة مركز تراث هو نتاج عمل سنوات لمجموعة "رؤى"

سامي العلي:


بالتضحية والعطاء نعزز الانتماء والبقاء، ونحافظ على تراثنا وهويتنا ووطننا

هذا المشروع هو بغاية الأهمية، واعتقد انه يندرج في مصاف القضايا الوطنية والوجودية للشعب الفلسطيني في الداخل

فتحي عماش:

من منطلق الاهتمام بتاريخ القرية والموجودات التراثية التي ميزت القرية ، وخوفا من ضياع وتشويه هذا الماضي بادرنا إلى إقامة مركز تراث وحضارة

ملامح الماضي تعود في أوانٍ تراثية، مهباش، فوانيس، جرار، سجاد، محراث، فساتين تقليدية وفلسطينية وشباك صيد اسماك، هذه هي فقط جزء من العناصر واللوحات التي زينت فضاء المعرض الإفتتاحي لمركز التراث والحضارة في قرية جسر الزرقاء تحت عنوان "مستقبلنا في تراثنا".

 

مستقبلنا في تراثنا
وقد شمل المعرض، "مستقبلنا في تراثنا"، الذي أسدل الستار عليه أمس، العديد من الأدوات الشعبية، التراثية والتقليدية التي استعملها أهالي جسر الزرقاء في حياتهم اليومية بالماضي. إضافة إلى عرض قطع أثريه من مواقع تاريخية في القرية، واحتوى المعرض على زاوية للتطريز والأزياء الفلسطينية وزاوية للأدوات الزراعية وأخرى لمعدات صيد الأسماك ومركبات البحر من صخور وأسماك.

توثيق...
وبرزت في المعرض زاوية التوثيق التي اشتملت على صور فوتوغرافية عن القرية، شهادات حيه، وثائق تاريخية، أفلام فيديو تحكي قصة القرية ومقابلات مع المسنين وكبار العائلات وغيرها من الأمور التي ضمها المكان بين كفيّه..
والهدف من اقامة مثل هذا المعرض والذي يعتبر الأول في القرية هو طرح وعرض فكرة مشروع إحياء أول مركز تراث وحضارة في القرية، وذلك بمبادرة وتنظيم مجموعة "رؤى" للقيادة الجماهيرية .



وكان المعرض قد أفتتح يوم السبت الماضي في 7 من شهر آب، بمشاركة عشرات المواطنين من خلال حفل مهيب شارك فيه الفنان سعيد أبو شقرة مدير صالة العرض والفنون في أم الفحم، الذي قدم الدعم المالي والمهني . وتخلل حفل الافتتاح كلمات ترحيبية ألقاها كل من: زكية جربان من مؤسسي مجموعة " رؤى " ومحمد حمدان ممثل المجلس المحلي وسناء دحبور عن مجموعة النساء، إذ شكر المتحدثون مجموعة "رؤى" على هذا المشروع القيم. وقد لاقى المعرض وفكرة المشروع استحسان وإعجاب الزوار الذين توافدوا بالعشرات لقاعة المركز الجماهيري حيث نظم المعرض.

مجموعة "رؤى" وولادة الفكرة
فكرة إقامة مركز تراث وحضارة في قرية جسر الزرقاء يحافظ ويوثق تراث وتاريخ وميزات القرية لم تأتِ من فراغ فهي نتاج عمل سنوات قامت به مجموعة " رؤى " للقيادة الجماهيرية . وهي عبارة عن مجموعة من شباب وشابات القرية رأت مدى أهمية الحفاظ على تراث القرية وصيانته من الزوال وحفظه للأجيال الناشئة وحرصًا منهم على حماية رواية وتاريخ جسر الزرقاء.
 
ضياع ونهب وتشويه الماضي
وقال فتحي عماش، من مؤسسي مجموعة "رؤى" ومنظم المعرض :" من منطلق الاهتمام بتاريخ القرية والموجودات التراثية التي ميزت القرية خاصة والشعب الفلسطيني عامة، وخوفا من ضياع ونهب وتشويه هذا الماضي العريق والغني بادرنا في مجموعة "رؤى " الى اقامة مركز تراث وحضارة، اذ باشرنا قبل عدة سنوات بجمع ما أمكن من ادوات ومعدات تراثية في القرية.الى جانب توثيق الشهادات الحية والصور وجمع المستنداتوالوثائق التاريخية لتخليد رواية القرية ". وأضاف :"نسعى في مجموعة "رؤى" الى احداث تغيير وتعزيز الثقة لدى المواطن بالقرية وبناء قنوات تعاون مع الجمهور من اجل مجتمع افضل وقد رأينا ان الطريق الامثل للحفاظ على تراث الماضي لاجل المستقبل تكمن في اقامة مركز تراث ".

الإندراج في القضايا الوطنية
من جهته، رحب سامي العلي، رئيس اللجنة الشعبية من أجل جسر الزرقاء بالمشروع وأكد دعمه الكامل لمجموعة "رؤى"، قائلا:" هذا المشروع هو بغاية الأهمية، واعتقد انه يندرج في مصاف القضايا الوطنية والوجودية للشعب الفلسطيني في الداخل، ففي ظل المخططات التهويدية والترانسفيرية من جهة، والسياسات الممنهجة لطمس الهوية الفلسطينية ومحو التراث والماضي العربي الفلسطيني في البلاد من جهة ثانية، يستوجب علينا إقامة مثل هذه المراكز في كل بلدة والمبادرة لمثل هذه المشاريع الحيوية، هذا المشروع، أي إقامة مركز تراث في جسر الزرقاء، جاء ليؤكد تمسكنا في أرضنا وحماية كياننا، خاصة وان القرية تعاني من سياسات إجحاف وخنق وتمييز، ومجموعة رؤى أثبتت ومن خلال هذا المشروع، أن بالتضحية والعطاء نعزز الانتماء والبقاء، ونحافظ على تراثنا وهويتنا ووطننا، وأسأل أن يوفقنا الله في إقامة المركز وان يساعدنا أهل الخير في ذلك".


سامي العلي

"واجهنا تحديات في تنفيذ الفكرة"
ويسرد فتحي عماش بثقة وسعادة من جهة وحزن نسبي من جهة أخرى، العقبات التي واجهتها مجموعة " رؤى " المبادرة ومجموعة النساء التي ساهمت وساعدت في خروج الفكرة للنور. قائلا :" كان هنالك صعوبة في جمع المواد والأدوات التراثية فالكثير من المواطنين لم يحتفظوا بالأدوات التقليدية وقسم منها كان وضعة باهت ومحطم. عقبة أخرى واجهناها هي انغلاق السكان وخاصة كبار السن ورفضهم الحديث عن رواية القرية، فمنهم من نسي أمور أساسية ومنهم من منعه وضعه الصحي من الحديث، ناهيك عن عدم تشجيع السكان للفكرة. وسيطرة جو اللامبالاة وعدم الانتماء لديهم وكأنه لا تربطهم أي صلة في الموضوع ولكننا كنا نصر ونلح عليهم حتى ننجح في إقناعهم بأهمية الموضوع. فلقد ضحينا كثيرا من أوقاتنا ومالنا وكل ذلك على حساب الأهل والأحبة وبغية تحقيق الفكرة . ولكن الحمد لله أننا نجحنا وبعد محاولات من توثيق الشهادات الحية وجمع أكبر عدد من الصور التاريخية للقرية والموجودات التراثية، أنا اعترف أن المهمة ليست صعبة فهي محفوفة بالتحديات والعقبات الكثيرة ولكن إن شاء الله سننجح في ذلك ".



عقبات مادّية
وأشار عماش إلى أحد العقبات المركزية في بناء مركز تراث وحضارة، وهي العقبة المادية حيث أكد قلة الدعم المالي رغم التوجهات العديدة لجهات مسؤوله في القرية وخارجها. وناشد عماش المستثمرين العرب ورجال الأعمال وكل من يستطع الدعم أن يقدم يد العون لإخراج المشروع لحيز التنفيذ .

الرؤيا المستقبلية
تطلعات مجموعة "رؤى" الشبابية لا تعرف الحدود، فهي تحلم في إقامة مركز تراثي يكون بمثابة صرحًا تربويًا ومرجعًا علميًا للباحثين ومصدرًا لإفادة الجمهور والأجيال الصاعدة وتعريفهم بتراثهم وهويتهم وتعزيز انتمائهم لأرضهم وموطنهم. وقال فتحي عماش :" المركز سيوفر مصادر غنية لأهالي القرية خاصة والجماهير العربية عامة، حول التراث والماضي العربي الفلسطيني، الأمر الذي سيعزز لديهم الأيمان والفخر بالماضي الممثل بالتراث الشعبي الأصيل المستوحاة من طبيعة بلدنا، فضلا عن تشكيله مركزا للباحثين عن قصة وتاريخ جسر الزرقاء ".

قضايا تربوية ومسارات ترفيهية
وأردف عماش :" المركز سيشمل عدة قضايا وأقسام وسيكون هنالك برنامج تربوي وتعليمي حيث ستنظم مسارات وجولات تعليمية وسياحية في القرية للزوار الذين يأمون مركز التراث، وسيحتوي المركز على قاعات عرض للموجودات التراثية وقاعة لورشات العمل، قاعة عرض متجددة، إضافة إلى أرشيف يحتوي على وثائق وصور وأفلام وشهادات شفوية ومكتوبة. كما ولم نستثنٍ أهم معالم القرية وهي قرية الصيادين وشاطئ البحر حيث سيكون قسم خاص لعرض ميزات البحر والصيد ".
وأكد عماش أن ما يميز المركز هي محتوياته التي ستكون خاصة، إذ سيتم كتابة قصة كل أداة تراثية وموجودة أثرية ومعدات تقليدية من حيث قصة استعمالها واستخدامها علاوة على قصة صاحبها وما شابه.

رؤى والدعم المعنوي
وختامًا، تجدر الإشارة إلى أن طموح مجموعه "رؤى"، التي تحظى بالدعم المعنوي الواسع من عدة أطر في قرية جسر الزرقاء مثل اللجنة الشعبية من أجل جسر الزرقاء، مجموعة النساء والمجلس المحلي كذلك، هو افتتاح مركز تراث وحضارة يستوفي كافة المواصفات ويشمل شتى التقنيات واللوازم والمحتويات الغنية والمميزة في الأشهر القريبة القادمة. 
 




































 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.73
USD
4.00
EUR
4.65
GBP
229801.11
BTC
0.52
CNY