الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 04:01

أمومة حزينة وكئيبة بعد الولادة

أماني حصادية -
نُشر: 02/11/10 11:37,  حُتلن: 09:45

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الطفل يشارك الأم بالفعل كيانها ومنذ لحظة ميلاده وهي حينئذ في أغلب الأحيان لا ترى ولا تقيم إلا من خلال دورها كأم وعلاقتها بطفلها

درجات اكتئاب ما بعد الولادة تختلف من شعور مؤقت بالحزن يتميز بالإحساس بفقدان الثقة في النفس والشعور بعدم المقدرة على رعاية الطفل مع نوبات بكاء شديد

مع تجربة الأمومة يتوقف كيان المرأة كفرد أو كوحدة مستقلة وتبدأ حياتها تأخذ شكلاً وصورة جديدة فالطفل يشارك بالفعل كيانها ومنذ لحظة ميلاده وهي حينئذ في أغلب الأحيان لا ترى ولا تقيم إلا من خلال دورها كأم وعلاقتها بطفلها. وبالرغم من كل المميزات التي تتحقق للمرأة من خلال دورها كأم إلا أن الأمومة بدون شك تفقد المرأة هذا الإحساس الخاص بالفردية أو الانفرادية والشعور بالحرية والتلقائية. وكثير من مسؤوليات الأمومة بغض النظر عن التصوير الوردي لها إلا أنها في طبيعتها مجهده ومؤلمه وفيها جوانب غير محببة للنفس.

الأم المتمردة
ولهذه الأسباب أحياناً ما تشعر المرأة ((الأم)) بنوع من التمرد على هذا الدور الذي قد يصل إلى حد رفض الطفل أو حتى الإحساس بالكره تجاهه ولأن هذه المشاعر غير مفترضة في إي أم أياً كانت ومتعارضة تماماً مع كل ما نبتت ونشأت عليه بأن الأمومة حتماً وطبيعياً أن تكون المصدر الرئيسي لسعادتها وشعورها بالتكامل فلا تجد المرأة وسيلة غير التنكر لهذه المشاعر وكتمانها ومعدم مصارحة حتى نفسها بهذا لاقتناعها بأن الخطا فيها لأنها لا تملك مشاعر طبيعية ولابد أن هناك خلل ما في عقلها مما يتسبب عنه حالات الاكتئاب المعروفة بعد الولادة.


صورة توضيحية

رفض الأمومة
وتقول المدرسة التحليلية بأن هذا الشعور ((برفض الأمومة)) يرجع إلى مشاعر المرأة جاه أمها ورفضها لها في اللاوعي وخوفها من أن تصبح مثلها لاقتناعها أن أمها لم تعطيها الأمومة الحسنة وهي بدورها لم تكون أما جيداً تجاه أطفالها. وبغض النظر عن كل هذه العوامل النفسية التي هي بالضرورة هامة للغاية في حدوث هذا النوع من الاكتئاب إلا أن هناك عوامل أخرى دلت الأبحاث العلمية بارتباطها بحدوث هذه الحالة وأهمها عدم الاستعداد النفسي للمرأة لكي تكون أما في هذه المرحلة من حياتها ورضوخها في نهاية الأمر بسبب ضغوط الزوج أو الأسرة ومما لا شك فيه أن تعقيد الأحوال الاقتصادية بعد الولادةوقلة مصادر المساندة من جانب الأسرة والأصدقاء وأيضاً انعدام الإحساس بمشاركة الزوج في هذا الأمر لاعتقاده بأن هذه الأمور تخص الزوجة فقط ـ لها قدر كبير من الأهمية.

 جنس الطفل!
ومن العوامل الحيوية هو صدمة المرأة في جنس الطفل وهذا عامل له أهمية خاصة في مجتمعاتنا، فكثيراً ما تسعى المرأة لإنجاب الذكر ومن الجدير هنا التنويه بأن تحديد جنس المولود ليس له أي علاقة بالمرأة ولكنه أمر يتعلق بجينات الرجل، ومع هذا ينصب اللوم على المرأة لأنها فشلت في إنجاب الذكر المرغوب فيه وتصبح المولودة ((الأنثى)) طفل غير مرغوب فيه بل مصدراً لتعاسة الأم وتذكرة مستمرة لها بالإحباط المتكرر والفشل. ويقلل البعض من شأن تأثير الأمومة على عمل المرأة الذي قد يضطرها إلى فقدان شيء هام في حياتها يجعلها تشعر أنها تعبر أكثر من خلاله عن وجودها وطموحاتها وإذا لم تتسبب الأمومة في حرمان المرأة من وظيفتها فهي في أغلب الأمور تعوق من تطورها وتقدمها الوظيفي.

اكتئاب ما بعد الولادة
وتختلف درجات اكتئاب ما بعد الولادة من شعور مؤقت بالحزن يتميز بالإحساس بفقدان الثقة في النفس والشعور بعدم المقدرة على رعاية الطفل مع نوبات بكاء شديد. وقد لا يستمر هذا النوع أكثر من أيام معدودة و قد يأخذ فترة أسابيع.
الاكتئاب ليس مجرد شعور بالحزن ولكنه في صميمه شعوراً بالسلبية والضآلة وتعاني المرأة أحياناً من الصورة الكاملة للاكتئاب الإكلينيكي بكل أعراضه البيولوجية وفي هذه الحالات لابد من التدخل الطبي والأخذ بنصيحة الطبيب النفسي وغالباً ما يكون العلاج بمضادات الاكتئاب.
وقد تصل حدة هذه الحالة في ظروف نادرة إلى حالة يختلط فيها الاكتئاب مع الهوس وتكون المرأة في حالة هياج مستمر وقد تظهر ميول عدوانية منها تجاه الطفل أو تجاه نفسها. وتبعاً لدرجة الحالة فقد يستدعي الأمر دخول الأم المستشفى للعلاج.
 

مقالات متعلقة