للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الشيخ سليمان سطل في مقاله:
قد يضعف إيمانُ بعض الناسِ أمام هذه اليمين الفاجرة
اليمينَ تعظيمٌ لله، وهل يليق بك أن تعظِّم الله جل وعلا على أمر لا حقيقة له؟!
كن صادقاً في يمينك، وابتعد عن الكذب فيها مهما كانت الأحوال، فإن الصدق طمأنينة
اخطر هذه الافات الكذب على الناس بالأيمان الكاذبه , وهذه عادة سيئة وخطيرة منتشرة بين الناس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
افات اللسان كثيرة منها الكذب والغيبة والنميمة والطعن واللعن والاستهزاء وغيرها . ولكن اخطر هذه الافات الكذب على الناس بالأيمان الكاذبه , وهذه عادة سيئة وخطيرة منتشرة بين الناس الا من رحم ربي.
الكذب في الإيمان
فالكذبَ في الأيمان كبيرة من كبائر الذنوب، موجبةٌ لسخط الله، متوعَّد من أقدم عليها بالنار وحرمان الجنة والعياذ بالله، يقول الله جل وعلا: إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَـٰنِهِمْ ثَمَنًا قَلِيًلا أُوْلَـئِكَ لاَ خَلَـٰقَ لَهُمْ فِى ٱلآخِرَةِ وَلاَ يُكَلّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَلاَ يُزَكّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [آل عمران:77].
فإذا أردتَ يا اخي أن تحلفَ فتأكَّد من يمينك، احذر أن تكون يمينُك يمينَ غموس، يمينَ كذبٍ وفجور، يمينَ باطل. إن اليمينَ تعظيمٌ لله، وهل يليق بك أن تعظِّم الله جل وعلا على أمر لا حقيقة له؟! على أمر كذب وافتراء وباطل؟! هذا غير لائق بك وأنت تعظِّم الله جل وعلا في قلبك، فلا تعظّم الله وأنت فاجر في يمينك، اتق الله في هذه اليمين، لا تستحلَّ بها مالَ امرئ مسلم، لا تنكِر بها حقاً، ولا تؤيِّد بها باطلاً، ولا تنتصر فيها لهوى، وإنما اجعل اليمينَ بالله على الصدق والوضوح، وابتعد عن الكذب والباطل.
كبائر الذنوب
والنبي عليه الصلاة والسلام عدَّ اليمينَ الغموس من كبائر الذنوب، , لما سئل عن الكبائر قال: ((الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس)) ، فقرنها بالشرك وعقوق الوالدين، مما يدعو المسلم إلى الابتعاد عن هذه اليمين الباطلة، وأن تكون يمينه يميناً صادقة.
النبي صلوات ربي وسلامه عليه يقول في اليمين أيضاً: ((من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان))، وتلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَـٰنِهِمْ ثَمَنًا قَلِيًلا أُوْلَـئِكَ لاَ خَلَـٰقَ لَهُمْ فِى ٱلآخِرَةِ وَلاَ يُكَلّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَلاَ يُزَكّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [آل عمران:77] ، هكذا حدث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. دخل الأشعث بن قيس على عبد الله وأصحابه قال: ماذا حدثكم عبد الله؟ فأخبروه فقال: صدق عبد الله، كان بيني وبين رجل خصومة في بئر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((شاهداك أو يمينه))، قلت: إذًا ـ يا رسول الله ـ يحلف ولا يبالي، قال: ((من حلف على يمين صبر ليقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان).
الضعف
وقد يضعف إيمانُ بعض الناسِ أمام هذه اليمين الفاجرة، فيقدم عليها طمعاً في دنيا، وانتصاراً لموقف، ودفاعاً عن إنسان أو قريب أو صديق، يقدم على هذه الأيمان الفاجرة فيظلم نفسه، ويظلم غيره ، وفوق هذا كذبٌ وافتراء على الله.
اتق الله في اليمين
فيا اخي الكريم ، اتق الله في اليمين، وإياك أن يضعف إيمانُك أمام هذه اليمين فتطلقها بلا حق وأنت تعلم كذبَ نفسك، لتنصر نفسَك في أي موقف من المواقف. هبْ أنك نلت هذا الأمر وظفرت بهذا الأمر، ولكن من ينجيك من عذاب الله؟! من يخلصك من عذاب الله! يَعْلَمُ خَائِنَةَ ٱلأعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ [غافر:19]، الخلق يمكن أن يروج عليهم باطلُك، ويخدعهم كذبُك، ويظنون فيك الصدقَ فيما تحلف، ولكن من ينجيك ممن يعلم سرَّك وعلانيتك، ولا يخفى عليه شيء من أمرك؟! فأين الخلاص وربك عالم بكل شيء؟! قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِى صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلأرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ [آل عمران:29].
الصدق في اليمين
إن الأيمان الفاجرة منفقةٌ للسلعة ممحَقَة للبركة، إنها تضعف الإيمان، إنها سببٌ لحلول العقوبات والنقمات من رب العالمين، فالكاذب الفاجر في يمينه وإن فاز بها وقتاً فلا بد أن تدركه العقوبة وأن يحلَّ به من المصائب ما الله به عليم.
كن صادقاً في يمينك، وابتعد عن الكذب فيها مهما كانت الأحوال، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة، ومن لزم الصدق جعل الله له من كل همٍّ فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ويسَّر أمورَه، ومن لزم الكذب محق الكذبُ بركةَ رزقه وعمره وعمله، وصار عند الله من الكذابين يوم القيامة.
نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ومن الغي بعد الرشاد
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين