للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
بينما كان أرنوب يلعب ويقفز وينطّ من مكان إلى آخر، سقط من فوق تلّ عال وهوى على رأسه على الأرض، ممّا أفقده وعيه بضع دقائق.
- آوه... رأسي يكاد ينفجر.. ماذا جرى لي ؟
إذن.. فقد أرنوب ذاكرته، ونسي كيف ولماذا سقط.. ومتى ؟.. ومن هو ؟! وأين ؟ وكلّ الأسئلة وعلامات الاستفهام كانت بحاجة إلى إجابات.. وهو لا يعلم شيئا.وعندما مرّ به السنجاب حيّاه قائلا :
-طاب صباحك يا أرنوب... ما بالك تفكر ؟
وهنا تمتم أرنوب مع نفسه :
- أرنوب ؟!... إذن أنا أرنوب .
ثم قفز فرحا ًوهو يصرخ :
- عظيم.. عرفت اسمي.. أنا أرنوب.. أنا أرنوب.
استغرب السنجاب تصرّف أرنوب، وأصابته الدهشة، بينما استمر أرنوب يصرخ :
- أنا اسمي أرنوب... ولكن من أنت ؟
شعر السنجاب بالخوف. فتراجع إلى الخلف قليلاً، ثم انطلق يجري بسرعة وهو يصيح :
- لقد جنّ أرنوب... لقد جنّ أرنوب..
حكّ أرنوب أذنيه الطويلتين وهو يتساءل :
- عجيب ؟ ما باله ؟ .. لماذا جرى ؟!
ثم انطلق يدندن :
- ترللا.. ترللا.. لا لا لا .. ترللا.
في الطريق... كان ثعلوب يجلس تحت شجرة، يفكّر في وجبة طعامه القادمة، وكيف سيحصل عليها، وما إن رآه أرنوب من بعيد، حتى انطلق إليه مسرعاً ظنّاً منه بأنه واحد من الحيوانات التي يمكن أن يلعب معها. عندما وصل إليه أرنوب أطلق ضحكة عالية جعلت ثعلوب يجفل من مكانه:
- ها ها ها . أخيرا وجدت صديقاً ألعب معه.
لم يصدق ثعلوب ما سمعه ويراه أمامه، فابتلع ريقه، وسال لعابه، وهو يحدّث نفسه :
- معقول ؟! أرنوب أمامي بشحمه ولحمه ؟
اقترب ثعلوب من أرنوب، ووضع يده على ظهره، وقال له :
- أهلا بأرنوب.. قبل قليل كنت أفكّر بك، فأنت كما تعلم على بالي دائماً..
ضحك أرنوب وقال له :
- شكراً لك أيها الصديق.. ولكن لم أتشرف بمعرفتك لحد الآن .
ظنّ ثعلوب أن أرنوب يمزح معه، فأجابه :
- ما هذا يا أرنوب؟ هل نسيت ثعلوب صديقك الذي يلعب معك دائماً؟
فرح أرنوب كثيراً وهو يرى صديقاً يريد أن يشاركه اللعب، أما ثعلوب فكان غير مصدّق ما يحدث أمامه، وكان يقول لنفسه :
- قبل لحظات كنت أفكّر في الحصول على قليل من الطعام... أما الآن.. فأنا أمام وجبة دسمة جائتني دون أي تعب .
- اقترح ثعلوب على أرنوب أن يذهبا إلى بيته ليلعبا هناك، ووافق أرنوب على هذا الاقتراح وتوجه الاثنان إلى بيت ثعلوب.
- عندما وصل الاثنان إلى بيت ثعلوب ودخلا فيه، أسرع ثعلوب وأشعل ناراً ووضع عليها قدرا ً ملأه بالماء، وراح يحضر السلطة والمقبّلات الأخرى، لأنه كان ينوي أن يجعل من أرنوب وجبة طعامه الشهية.
- أما أرنوب الذي كان يجلس على كرسي، فقد استغرب وهو يرى ثعلوب يتهيأ لإحضار وجبة
الطعام، فقال :
- ما هذا أيها الصديق ؟ .. هل جئنا لنأكل أم نلعب.
فأجابه ثعلوب :
- سنلعب أولاً.. وعندما نحس بالتعب والجوع سنأكل.. والآن.. هيا.. سنلعب لعبة الكرسي والرقم عشرة.
وصار ثعلوب يشرح لأرنوب تفاصيل اللعبة وهو يقول :
- سيجلس أحدنا على هذا الكرسي، بينما يقوم الآخر بربطه بالحبل، والعدّ إلى العشرة، وعلى
الجالس أن يتحرّر من الحبل قبل أن يكمل العد، وإلا فسيخسر وينال العقاب.
سأل أرنوب :
- وماذا سيكون عقاب الخاسر ؟
أجابه ثعلوب :
- بالنسبة لي.. سيكون عقابي لك ضربة قوية بهذه المطرقة.
ثم رفع المطرقة عالياً وهوى بها على رأس أرنوب، فسقط على الأرض. وفي هذه اللحظة استعاد أرنوب ذاكرته، ووجد نفسه أمام عدوّه اللدود.. فاحتار ماذا يفعل !
ضحك ثعلوب وقال :
- هذا عقابي لك في حالة خسارتك، فماذا سيكون عقابك أنت في حالة خسارتي
نظر أرنوب فيما حوله، وقفز إلى قدر الماء المغلي، وسكبه على ثعلوب، وفر هاربا وهو يصيح:
- هذا عقابك أيها الخاسر دائماً .
وتوتة توتة وخلصت الحدوتة